ارتفاع حصيلة المواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية إلى 24 بين قتيل وجريح

ذي قار / حسين العامل

ارتفعت حصيلة ضحايا وجرحى فض اعتصام جسر فهد بمحافظة ذي قار إلى أربعة وعشرين قتيلاً وجريحاً، غالبيتهم بالرصاص الحي.

وأفاد مراسل المدى ، بأن “حصيلة القتلى ارتفعت إلى ثلاثة أشخاص توفوا جميعا في المستشفى متأثرين بإصابتهم بالرصاص الحي”.

وأضاف المراسل أن “حصيلة الجرحى بلغت حتى اللحظة واحداً وعشرين مُصاباً، أغلبهم برصاصات في مناطق مختلفة من الجسد، بالاعتماد على قائمة المستشفى”. وقال مدير عام دائرة صحة ذي قار الدكتور عبد الحسين الجابري للمدى إن ” مستشفى الحسين التعليمي استقبل 12 مصابا ثلاثة منهم في حالة حرجة جداً وقد استشهد اثنان منهما “، مبينا ان ” المتظاهرين اللذان استشهدا تعرضا لاطلاقات نارية مستقرة بالراس”. وأشار الجابري الى أن ” ستة من المصابين تعرضوا للإصابة باطلاقات نارية في أنحاء مختلفة من أجسادهم فيما تعرض بقية المصابين الى شد خارجي واختناق بالغازات المستخدمة في تفريق التظاهرات “. اكد متظاهرو محافظة ذي قار المعتصمون على طريق المرور السريع يوم السبت ( 25 كانون الثاني 2020 ) تعرضهم الى هجوم مباغت من قوة أمنية بقيادة قائد شرطة ذي قار العميد ناصر لطيف الأسدي ، وفيما أشاروا الى اعتقال عدد من المعتصمين عند تقاطع البطحاء على الطريق المذكور وفتح الطريق الفرعي القديم باتجاه محافظة السماوة أمام مرور الشاحنات ، كشفوا عن رفد مواقع المتظاهرين بالمزيد من التعزيزات على جسر فهد على الطريق السريع وارغام القوات الأمنية على التراجع بعد مواجهتها بالحجارة التي ردت عليها بزخات من الرصاص الحي. وقال الناشط المدني حسين الازيرجاوي للمدى إن ” قوة أمنية يقودها قائد شرطة ذي قار العميد ناصر لطيف الاسدي شنت هجوماً على مجموعة من المتظاهرين المعتصمين عند تقاطع البطحاء واعتقلت عدداً منهم “، مشيراً الى أن ” الهجوم كان يهدف الى تفريق المتظاهرين وفتح التقاطع المذكور الذي يربط طريق المرور السريع بطريق السماوة القديم”.

وأردف الازيرجاوي أن ” القوات الامنية تمكنت من فتح طريق السماوة القديم أمام الشاحنات بعد ان استخدمت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين واعتقال عدد منهم”، مبيناً أن ” المجموعة الأخرى من المتظاهرين المعتصمين على جسر فهد بادرت من جهتها بالهجوم على القوات الأمنية بالحجارة لتخفيف الضغط عن زملاؤهم المرابطين على تقاطع البطحاء وهو ما اضطر تلك القوات الى الانسحاب عن التقاطع والاكتفاء بنشر دوريات عند مقتربات مجسر الطريق السريع “.

وأكد المصدر أسر ثلاث عناصر من القوات الأمنية والاستيلاء على معداتها ومن ثم الإفراج عنهم ليلتحقوا بالقوات الأمنية التي لاذت بالفرار. وأشار المصدر الى أن ” شيوخ العشائر ولاسيما شيوخ عشائر الازيرج والبدور حاولوا التدخل لوقف هجوم القوات الأمنية عبر الاتصال بقائد عمليات الرافدين وقائد شرطة ذي قار إلا أنهما لم يردا على الاتصال ما أدى الى إفشال تلك المساعي”، مبينا أن ” الأوضاع على طريق المرور السريع حاليا تنذر بالخطر مع بروز بوادر للتصعيد قد تسفر عن اندلاع مواجهات قادمة “.

وفي ذات السياق ذكر موقع ساحة الحبوبي الالكتروني عن توافد حشود من عشائر البدور والغزي للانضمام الى المتظاهرين على الطريق السريع وجسر فهد ودعمهم في مواجهة القوات الامنية ، فضلاً عن وصول أعداد أخرى من المواطنين والمتظاهرين لتعزيز التواجد في ساحة الحبوبي والاستعداد لكل طارئ ، حيث تشير الأنباء الى انتشار أعداد من المتظاهرين على أسطح البنايات العالية المحيطة بساحة التظاهرات بالحبوبي وهم يستعدون لمواجهة أية قوة تحاول اقتحام ساحة الحبوبي من خلال تحضير قنابل المولوتوف والحجارة .

ونشر الموقع فديو لمشاهد من التظاهرات على جسر فهد على المرور السريع يظهر فيها آلاف المتظاهرين وهم يهزجون ( متروس اذيابه اليوم الجسر يخوف ) في إشارة الى قوة وكفاءة المتظاهرين في مواجهة القوات الأمنية. فيما نفى الموقع الالكتروني الأخبار التي اشيعت عن اعتقال الناشط البارز في تظاهرات الناصرية الدكتور علاء الركابي ، مؤكداً أن الركابي يتواجد الان على جسر فهد مع المتظاهرين ، منوهاً الى أن المتظاهرين الذين تم اعتقالهم صباح اليوم ( السبت ) تم اطلاق سراحهم جميعاً. وكان متظاهرو محافظة ذي قار كشفوا يوم الخميس ( 23 كانون الثاني 2020 ) عن مبادرة للقيادات الامنية بالمحافظة تدعوهم للانسحاب من طريق المرور السريع والعودة الى ساحة الحبوبي على أن يتوجه وفد من شيوخ عشائر ذي قار للتفاوض مع رئيس الجمهورية حول الاستجابة لمطالب المتظاهرين ضمن مهلة زمنية قصيرة ، وفيما أكدوا رفضهم للمبادرة التي جرى تكليف شيوخ العشائر بنقلها للمتظاهرين ، دعوا السيد مقتدى الصدر وهادي العامري الى التعجيل بحسم ترشيح رئيس الوزراء بما يتوافق مع مطالب المتظاهرين كونهما زعيما أكبر كتلتين في البرلمان.

وكان عدد كبير من المتظاهرين قد أمضوا ليلتهم الخامسة على طريق المرور السريع الرابط بين البصرة وبغداد عند جسر فهد وذلك بعد أن قاموا بنصب الخيام على جانبي الطريق وتنظيم خفارات ليلية للإشراف على عملية قطع الطريق على الشاحنات وناقلات النفط ، والسماح بمرور المركبات العسكرية والأهلية ولاسيما الحالات الإنسانية ونقل المسافرين والشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والأدوية، وقد كتب أحدهم عبارة يتوعد فيها الحكومة (مهلتنا انتهت ، نهايتكم بدأت ، مع اعتصامات جسر فهد على الطريق السريع). وكانت تظاهرات محافظة ذي قار قد أطاحت يوم الثلاثاء ( 21 كانون الثاني 2020 ) بخامس قائد أمني منذ انطلاقها في الأول من تشرين الاول 2019 وذلك نتيجة إفراط اولئك القائدة باستخدام العنف ضد المتظاهرين أو عجزهم عن قمع التظاهرات ، اذ اصدرت وزارة الداخلية مؤخراً أمراً بتعيين العميد ناصر لطيف جميل الأسدي قائداً لشرطة ذي قار بدلاً من اللواء ريسان كاصد الإبراهيمي وبذلك يكون الإبراهيمي خامس قائد عسكري يجري استبداله منذ اندلاع التظاهرات في الأول من تشرين الأول 2019 حيث تمت إقالة اللواء حسن الزيدي واستبداله بالعميد محمد عبد الوهاب السعيدي الذي أقيل لاحقاً واستبدل باللواء محمد القريشي ( ابو الوليد ) الذي استبدل بدوره باللواء ريسان كاصد الابراهيمي ، ناهيك عن تنحية الفريق جميل الشمري الذي كان يشغل منصب رئيس خلية الأزمة وإدارة الملف الأمني في ذي قار على خلفية تورطه وقواته بارتكاب مجزرة جسر الزيتون التي راح ضحيتها نحو 50 شهيداً وأكثر من 500 جريح من المتظاهرين . . وكانت المحافظات المنتفضة قد اتخذت خطوات تصعيدية عشية انتهاء مهلة الناصرية التي انتهت يوم الاحد ( 19 كانون الثاني 2020 ) وقت تمثلت تلك الخطوات ، بقطع الطرق الرئيسة الرابطة بين محافظات الوسط والجنوب لعرقلة نقل المنتجات النفطية ووصول البضائع من ميناء البصرة إلى وسط وشمالي البلاد، فضلًا عن غلق الدوائر الحكومية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here