استعادت الاعتصامات التشرينية وضعها 25-01-2020بعد ان تخلى عنها الكثيروالله اعلم لماذا ؟؟؟

جسار صالح المفتي

استعاد المحتجون السبت السيطرة على ساحة الخلاني وسط بغداد بعد فترة وجيزة من قيام قوة أمنية باقتحامها وإزالة بعض الحواجز الإسمنتية من أحد مداخلها وأظهرت لقطات مصورة بثّها ناشطون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي وصول حشود من المحتجين إلى ساحة الخلاني التي خلت من أي تواجد للقوات الأمنية العراقية وردد محتجون هتافات تندد بالمنسحبين من ساحات الاحتجاج وذلك ردا على خطوة انصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مغادرة ساحات الاحتجاج تلبية لدعوة زعيمهم وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت في وقت سابق السبت رفع جميع الكتل الإسمنتية من ساحة الخلاني وجسر الأحرار وساحتي الطيران وقرطبة وطريق محمد القاسم السريع.

ووجه متظاهرو ساحة التحرير في بغداد نداءات لحمايتهم من القمع بعد تطويق الساحة ومنع الأمن دخول المتظاهرين إليها، ورفع متظاهرون لافتات تدعو الأمم المتحدة إلى حمايتهم والتدخل لوقف عمليات القمع وكذلك نداء إلى المرجع الديني الشيعي علي السيستاني لتحريم الاعتداء على المتظاهرين وأكد ناشطون أن قوات الامن العراقية أقدمت على حرق عدد من خيم المعتصمين القريبة من ساحة الخلاني بعد أن استخدمت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع لمواجهة المحتجين الغاضبين. وقال مسؤولون طبيون وأمنيون إن ثمانية أشخاص على الأقل أصيبوا عندما أطلقت قوات أمن الغاز المسيل للدموع في ساحة الخلاني بوسط بغداد بينما كانت عمليات التطهير جارية وبدأت حملة فض الاعتصامات بهجوم على المحتجين في مدينة البصرة أولاً. واقتحمت عناصر من “قوات الصدمة” الحكومية اعتصام المتظاهرين في البصرة واعتقلت عدداً منهم بأوامر من محافظ المدينة أسعد العيداني (المرشح لرئاسة الوزراء-والله ستر كان صارت اسوء )

وداهمت المجموعة التي يتزعمها علي مشاري العضو في ميليشيا كتائب “حزب الله”، المعتصمين بقوة تصل إلى 80 سيارة وأقدمت على إحراق خيام المعتصمين وإزالة كافة الحواجز وفتحت الشوارع واتهم منسقو مظاهرات العراق السبت، مقتدى الصدر ب”خيانة الثوار”، خصوصاً أن الهجوم عليهم بدأ بعدما أعلن أنصار الصدر انسحابهم من الاعتصامات، مما أثار شكوك الناشطين حول تواطؤ الصدر والرسالة المراد إيصالها وأصدرت اللجنة التنسيقية لمظاهرات أكتوبر في العراق بياناً شديد اللهجة ضد الصدر، اتهمته فيه ب”الخزي والعار” و”خيانة الثوار”. وتابعت: “ما فعله هو خزيٌ وخيانةُ للثوُار وسيكون ثمنه رئاسة الحكومة القادمة كما وعدته إيران

والجمعة وجه الصدر عبر تغريدة على تويتر، عتباً على متظاهري ساحة التحرير الذين شككوا به، معتبراً أنه كان سنداً لهم، وقال إنه بعد الآن لن يتدخل في أمورهم لا بالسلب ولا بالإيجاب . و “هناك قراراً حكومياً بفض الاعتصام بدعم وتأييد قوى سياسية أبرزها تحالف الفتح، ودولة القانون، والفضيلة، والمجلس الإسلامي الأعلى وقوى أخرى فضلاً عن مليشيات مختلفة مثل كتائب حزب الله والعصائب والنجباء وفصائل أخرى قريبة من إيران ولفت إلى أن “خطة فض ساحات الاعتصام وتطويق التظاهرات لتكون تحت السيطرة أو غير مؤثرة، قد تنفذ بالتدريج”، مبيناً أن “انسحاب مقتدى الصدر وأنصاره من دعم التظاهرات يأتي بسبب علمه بخطة فض التظاهرات، ولا نستبعد أنها بأوامر إيرانية لم تتمكن أي من القوى السياسية الحالية رفضها وكشف المصدر نفسه عن وجود اعتقالات في هذه الأثناء بمدن عديدة مع تراجع وتيرة التظاهر في محافظات الجنوب بسبب زج الحكومة قوات إضافية من الجيش إلى مدن الجنوب

وحيث انطلقت في بغداد ، الجمعة، تظاهرة ينتظر أن تكون “مليونية” كما دعا لها رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، للمطالبة بطرد القوات الأميركية من العراق، فيما يقف شارع المتظاهرين المطلبيين في الجهة الأخرى على أهبة الاستعداد لأي طارئ ويشهد العراق منذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حركة احتجاجات مطلبية، شهدت تراجعاً في الآونة الأخيرة بعدما اغتالت الولايات المتحدة بطائرة مسيّرة مطلع كانون الثاني/ يناير الحالي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، قرب بغداد، ما أثار موجة غضب لدى فئات واسعة من العراقيين وقبل عشرة أيام قال الصدر في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر إن “سماء العراق وأرضه وسيادته تنتهك من قبل القوات الغازية. ودعا في تغريدته “إلى ثورة عراقية لا شرقية ولا غربية (…) إلى مظاهرة مليونية سلمية موحدة تندد بالوجود الأميركي وبانتهاكاته, وحظيت دعوة الصدر، التي جاءت بعد تصويت في البرلمان العراقي على تفويض الحكومة بإنهاء تواجد القوات الأجنبية في البلاد، بتأييد واسع من الفصائل الشيعية المقربة من إيران، والتي تتهم بالوقوف وراء بعض أعمال العنف ضد المتظاهرين الذين يتجمعون في ساحة التحرير المركزية، ما يثير مخاوف من اشتباك بين الطرفين.

ولكن الجدير بالذكر، أن الصدر كان أعطى لأنصاره حرية المشاركة في التظاهرات المناهضة للفساد، كما وطلب من أنصاره حماية المتظاهرين من مجموعات مسلحة متهمة بتنفيذ عمليات اغتيال وخطف ضد ناشطين وسعى المتظاهرون المطلبيون إلى استعادة الزخم وتشديد الضغط على السلطات، وبدأوا منذ مطلع الأسبوع بقطع الطرقات في العاصمة ومدن جنوبية ولكن هؤلاء أبدوا قلقاً كبيراً من دعوة الصدر، متخوفين من أن تكون قريبة من ساحة التحرير وأن تؤدي إلى مواجهة.

وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 638 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح،” استناداً إلى مسعفين ومصادر أمنية ومفوضية حقوق الإنسان العراقية ولخص المتحدث باسم الصدر تظاهرة الجمعة بمطلبين، هما خروج القوات الأجنبية وضرب الفاسدين وأوضح صلاح العبيدي في مقابلة أجراها مساء الأربعاء، مع قناة العراقية الرسمية إن “هناك أطرافاً يمثلون ثوار تشرين يعتقدون أن إيران فقط هي المسؤولة عن الخراب في العراق، وأطراف أخرى يمثلها الحشد أو أنصاره يقولون أميركا السبب في الخراب وأضاف “نحن نعتقد أن الاثنين معاً هم وراء الخراب، ويحاول السيد أن يوائم بين الطرفين ولم يوضح الصدر في بداية الأمر مكان التظاهرة، والذي اعتقد كثيرون أنه سيكون في ساحة التحرير حيث موقع الاعتصام الرئيسي منذ ثلاثة أشهروشهد وسط بغداد الجمعة إغلاقاً لطرقات رئيسية عدة وانتشاراً كثيفاً للقوات الأمنية لكن العبيدي أوضح أن التظاهرة ستكون في مكان مختلف، وهي منطقة الجادرية القريبة من المجمع الرئاسي والمنطقة الخضراء الشديدة التحصين ولا يزال مسار التظاهرة غير معروف حتى اللحظة فمكان التجمع بحسب المتحدث باسم الصدر سيكون تقاطع جامعة بغداد، ولكن من دون وجهة للأعداد “المليونية” المرتقبة وتحدث الشارع عن سيناريوهات عدة. إذ من المحتمل أن ينجر المتظاهرون إلى السفارة الأميركية، وتكرار المسلسل نفسه الذي حصل الشهر الماضي وأطلق شرارة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وجعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات.

من جهة أخرى، أصدرت الفصائل الشيعية المتشددة مثل حركة النجباء وكتائب حزب الله العراقي، تهديدات شديدة اللهجة تجاه رئيس الجمهورية برهم صالح، تعليقاً على لقائه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الأربعاء وقدم أحد مستشاري صالح، وينتمي إلى حركة عصائب أهل الحق، استقالته من منصبه اعتراضاً على اللقاء أيضاً

لذا، كان البعض يتخوف أيضاً من أن تتجه التظاهرات إلى قصر السلام الرئاسي لكن الصدر أعلن قبل ليلة عبر المقربين منه عن دعمه لرئيس الجمهورية، واصفاً إياه بـ”حامي الدستور و إن الصدر كان يحاول الحفاظ على “هوياته المتعددة” من خلال دعم احتجاجات مختلفة و أنه “من ناحية، يسعى إلى وضع نفسه كزعيم لحركة إصلاحية، كشعبوي، ومناهض للمؤسسة ويريد أيضاً الحفاظ على صورته كزعيم لمقاومة الاحتلال الأميركي”، جزئياً لكسب تأييد إيران وشددت طهران مؤخراً على أنه يجب على جميع القوات الأميركية مغادرة الشرق الأوسط، وسط التوترات المتصاعدة بينها وبين واشنطن.

لكن قد يكون للصدر دوافع محلية و أن “هذا الاحتجاج، سيظهر أن الصدر ما زال قادراً على تعبئة مجموعات كبيرة من الناس في الشوارع، لكن من المحتمل أيضاً أنه يريد من المجموعات الأخرى أن ترد من خلال منحه مساحة أكبر لاختيار رئيس الوزراء

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here