نستبعد ألا يكون جميعاً قد تعرضوا من قبل إلى فقدان أعصابهم خلف المقود أو على الأقل إلى الغضب أثناء القيادة بسبب السواق الآخرين، فجميعنا بالنهاية بشر نتعرض لمواقف مشابهة. ولكن ما الذي يجعلنا نشعر بالغضب أثناء القيادة في الوقت الذي لا نشهد عادة ذلك أثناء المشي على الأقدام مثلاً؟ من بين الأسباب الرئيسية وراء ذلك هو تصرفات السائقين الآخرين تجاهك والتي قد تدفعك لردود أفعال قد تبدأ بنظرة وقد لا تنتهي حتى بتشابك بالأيدي. ومن حسن الحظ بأن القوانين الحاسمة في عدة دول تحد كثيراً من هكذا تصرفات وتجبر السائقين على التفكير ألف مرة قبل القيام بأي خطوة طائشة.
وهنالك العديد من الأسباب التي تستفزك أثناء القيادة منها تجاوز الآخرين لك بطريقة غير صحيحة، تصرفات السائقين غير المسؤولة مثل تغيير الاتجاه بشكل مفاجئ ودون استخدام مؤشرات الانعطاف وما إلى ذلك. كما توجد أسباب أخرى تنبع من داخلك مثل ضغوطات الحياة سواء في العمل أو الأسرة والتي ستزيد من توترك وانفعالك أثناء القيادة بطريقة تُدفعك إلى الغضب سريعاً وإلى ردود أفعال قد لا يحمد عقباها. أمر آخر لا يستهام به هو حالة الطريق، فحتى لو كنت هادئً إلى أبعد درجة، فإن الازدحامات، كثرة الإشارات المرورية والتوقفات وغير ذلك، كلها أمور ستحد كثيراً من سرعتك وهدوئك في الوقت نفسه.
لذا كيف يمكننا تهدئة أعصابنا خلف المقود بشكل فعال؟ إليكم خطوات سهلة وبسيطة وفعالة للحد كثيراً من الغضب على الطريق:
– فكر بردة فعلك
ضع في الحسبان دائماً نتيجة أفعالك، فربما يدفعك الغضب على الطريق إلى التشابك بالأيدي أو التسبب بأضرار لسيارتك وخسائر مادية وربما قد تودي بك إلى السجن. لذا أنت بغنى تام عن أي مشاكل طويلة الأجل من أجل التنفيس عن غضب ثوانٍ معدودة.
– شغل المذياع على شيء تحبه
الاستماع إلى الموسيقى أو إلى برامج محببة لك سيساعدك كثيراً على الهدوء والانشغال عن تصرفات الآخرين المزعجة فوق الطريق. وتجنب أيضاً الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة التي تدفعك لا شعورياً نحو زيادة سرعتك.
– توقف جانباً
إذا شعرت بأنك متوتر وغاضب وقد تتهور نتيجة لذلك، فلا بأس من التوقف جانباً والخروج قليلاً من السيارة وأخذ بعض الأنفاس العمية أو حتى شراء مشروب بارد من إحدى المحلات، فهذه الأمور تحد كثيراً من الغضب.
– غادر باكراً
هذه الخطوة فعالة للغاية، فدائماً ما يزيد القلق من التأخر على العمل أو موعد ما من التوتر أثناء القيادة، وبالمقابل امتلاكك لوقت كاف يزيد من راحة أعصابك ويخفف كثيراً من الضغوطات خلف المقود.
– تذكر بأنك تقود سيارة وليست دبابة
حاول ألا تزعج الآخرين على الطريق بغض النظر عن الأسباب والظروف، فعندما تتسبب بأي ازعاج لأي تصرف كان، سينعكس ذلك سلباً عليك وعلى الآخرين من حولك. فلا تستخدم المصابيح العالية إلا عند الضرورة وفي وقتها ومكانها، أترك مسافة أمان جيدة، فالالتصاق بمؤخرة السيارات أمامك لن يزيد من المخاطر فحسب، بل سيرفع من مستويات التوتر لدى السائقين الآخرين… كن لطيفاً فالقيادة فن وذوق وأخلاق.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط