خضير طاهر
لن نتفاجأ إذا ما أقدمت الميليشيات بإرتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الثوار البواسل ، فهي ميليشيا وحشية وهذه هي طبيعتها ، ولن نتفاجأ إذا ما بقي المجتمع الدولي يتفرج لاأباليا وهو ينظر الى المجازر التي تحصل ضد الثوار ، العالم الغربي تحديدا الذي بيده القرار الدولي لايريد التورط مع العرب والمسلمين ، ويعتبرهم إستثمار خاسر بسبب ما تحمله الشعوب العربية – الإسلامية من فكر سياسي – ديني عدواني ضد الغرب ، والنظرة الى الخاطئة الى العلاقات الدولية من منظور ثنائية الإستقلال والإستعمار دون إستيعاب مفهوم التعاون والتحالفات التي قد تتقدم وتصبح أهم من السيادة .
لكن الغريب حقا ان يظل الثوار مصرين على إنتظار مجيء الميليشيات لذبحهم دون ردة فعل للدفاع عن النفس ، فنحن في العراق بلد الفوضى والميليشيات وعصابات الفساد والدولة محتلة من قبل إيران ، ولسنا في سويسرا أو فرنسا أو بريطانيا حتى نتمسك بسلمية التظاهرات ونحسن الظن بالعدو المقابل ، لذا يجب على الثوار ترك الرومانسيات الثورية وفكرة إستساغة الشهادة ، والتفكير بواقعية تضع مهمة الدفاع النفس أهم من الشهادة والتفاخر بها .
الثوار بحاجة الى مصارحة محب مخلص لهم .. ثورتهم وصلت الى مرحلة الجمهود وتحولت الى مجرد منصات إحتجاجية كلامية .. وعدوهم يواصل الخطف والقتل دون ان تهتز مكانته ومكاسبه ، والمجتمع الدولي لايوفر الحماية للثورة ، وهناك خطر يتهددهم الثورة هو شعور الناس بالخوف والملل والحاجة للهدوء والإستقرار .. زهنا يجب على الثوار التقدم خطوة أخرى عملية مؤثرة غير الخطب والشعارات والتحول الى مجابهة العدو المجرم الذي يصر على التمسك بالسطة وسرقة المال العام وقتل الثوار .. وحان الوقت لأخذ الثوار زمام المبادرة في توجيه الضربات المسلحة الى قوى الأحزاب والميليشيات لإرغامها على الإستسلام لإرادة الشعب وإنزال العقاب العادل بها .
ففي كلا الحالتين إذا كانت الثورة سلمية أم مسلحة العدو يمارس الخطف والقتل .. فلماذا تمكن عدوك منك مادام هو مصرا على قتلك ولايوجد حل سياسي محتمل ، ثم من قال ان حمل الثوار للسلاح لأهداف وطنية شريفة عمل خاطيء وشرير؟!