:مهدي قاسم
بمجرد أن تعرضت خيم المتظاهرين ومقراتهم
في ساحة التحرير لعمليات مداهمة و حرق و اعتداءات وحشية من قبل العناصر الأمنية الخليطة ــ بالدمج الميليشاوي ــ و أصبح وضعهم مهددا بالمخاطر ، حتى هرعت أعداد هائلة تبلغ بعشرات آلاف من سكان بغداد الشرفاء* إلى نجدتهم متدفقين على شكل موجات بشرية طويلة نحو ساحة
التحرير و غيرها ، حيث تواجد المتظاهرين البواسل ليشكلوا حماية و درعا لهم ، ليثبتوا لهم أنهم لم ليسوا وحيدين إنما لهم ظهير و سند و عون جماهيري كبير، ولكن في الوقت نفسه إيصال رسالة أو تبليغ إلى من يهمه الأمر سواء داخل العراق أو خارجه مفاده :
ـــ أن الانتفاضة التشرينية المدهشة
ليست نزوة عابرة ، ولا رغوة شبابية طائرة مفقعة سرعان ما تخفت و تهمد زائلة بلحظتها أو أن يكون مصيرها مقضي عليه بسبب أمزجة متقلبة ، إنما هي انتفاضة شعبية أصيلة و غالبية الشعب العراقي ــ و أن لم يشتركوا بها جميعا ، إذ ما من ثورة أو انتفاضة يشترك بها كل أفراد
الشعب ــ يتعاطفون معها تأييدا و دعما ، و لهذا فلا يمكن إنهائها أو القضاء عليها بكل سهولة وبساطة ، مثلما تمنى و أراد ، بل وحرّض على ذلك بعض الحاقدين البائسين من أتباع سلطة الفساد والخيانة في المنطقة الخضراء ، بل لقد جاءت نتائج القتل و الحرق على عكس من ذلك
تماما ، فزاد المتظاهرون تصميما و عزيمة وثباتا راسخا لمواصلة مشوار انتفاضتهم الوطنية حتى النصر النهائي ، وهم الذين ينامون و يعيشوا في العراء من خلال خيم مهلهلة تتعابث بها رياح عاصفة في هذا الفصل البارد من الشتاء القارس ، بل أحيانا يعانون من الجوع لقلة الطعام
الموجود ، هذا دون أن نذكر تقديمهم أكثر من ستمائة شهيد و عشرات آلاف من الجرحى والمعوّقين ، كل ذلك من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة والمعروفة ، مع كل إصرار و عناد على تنفيذ تلك المطالب في كل الأحوال ومهما كان حجم و فداحة التضحيات الكبيرة والغالية التي قدموها والتي
سوف يقدمونها غدا أو بعد غد ..
و رجوعا إلى عنواننا و موضوعنا الأساسي
من ناحية الخيبة الكبيرة و التي جاءت بمثابة لطمة مدوية على يافوخ أتباع سلطة الفساد والعمالة و تحديدا على يافوخ المراهنين على قرار مقتدى الصدر بخصوص سحب أعوانه أو من أصحاب” القبعات الزرق ” من ساحات التظاهرات ، على أن هذا القرار سينهي وجود التظاهرات و يقضي
عليها نهائيا عن بكرة أبيها و أمها و جدها!! وقد فاتهم أن يدركوا ، بسبب الأطر الضيقة لتفكيرهم المتحجر ، أن الإرادة الشعبية العارمة والمستندة على وعي وطني أصيل ، أقوى بكثير من مجرد إرادة معدومة لفرد واحد نرجسي و أخرق ، مهما أحاطه قطيع خراف مدجنة مستعدة للمعمعة
أثر كل صفير يطلقه هذا الفرد بسبب مزاجه المتقلب وقرارته المتغيرة بين لحظة و أخرى ، إذن فهذا هو الفارق الكبير بين مليونية مقتدى الصدر التي جرت عملية ترتيب لها طيلة أسبوع كامل وتجييش من إعلام حكومي و ولائي ، مع توفير باصات نقل مريحة لنقل الأتباع من محافظات إلى
بغداد للمساهمة بالتظاهرات ، وهي المليونية التي تخرج ليس من أجل قضية أوعدالة ما إنما و فقط تلبية لنداء القائد المخضرم فحسب !!، و بين المليونية العفوية و الطوعية التي تخرج من تلقاء نفسها و بدافع من شعوري وطني و تضامني شعبي ، و بدون تلبية لنداء قائد مفدى ولا
لدعوات بطيخ معفن أوتحت تأثير مفاعيل و شحنات طائفية مصطفة ..
* روابط عن تظاهرات سكان بغداد و الناصرية
في زحف جماهيري هادر دعما لمتظاهري ساحة التحرير و غيرها !.
Geplaatst door مهدي قاسم op Vrijdag 10 januari 2020
معجزة العراق: الناصرية..
Geplaatst door علي وجيه HD op Zondag 26 januari 2020
جماهير الناصرية المليونية أيقونة الانتفاضة الشعبية المجيدة
شوفوا البصرة يلكائنات كلها طالعة ولا واحد باقي بالبيت بشرفي قافلين
Geplaatst door ضرغام ابراهيم الجمالي op Zondag 26 januari 2020