الاطارالجديد وقناعات تحدد الوطنية والولاء للوطن يكمن بالعداء لامريكا

جسار صالح المفتي

تبني الوطنية على ثلاث فقرات :-

1-الوطن هو المواطن : لقد اختزل القرآن كل موضوعنا في الآية الكريمة ” من قتل نفسا بغير حق فكأنّما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعا ” . ما أبلغ هذا القول وأعمقه وأصدقه لأنّه نبّهنا أن كل إنسان هو ” المثل الشرعي والوحيد” للإنسانية جمعاء ، ومن ثمّة يصبح قتل واحد كقتل الكلّ وإحياء الواحد كإحياء الكلّ. ما أبعدنا عن عنطزة الديكتاتورية أو أمثلتها الحقيرة ومن أشهرها ”واحد كألف وألف كأفّ” . ولأنّهم لا يفهموا ولا يقبلوا أن يتجلّى الوطن في كل مواطن مهما كان بسيطا وجاهلا وحتى عدوّا لهم، فإن المستبدّين ملئوا السجون والمقابر بمن قرّروا أنهم جماعة أفّ والحال أن اللّه جعل من كل واحد منهم ليس ممثلا للوطن فحسب وإنّما ممثلا للبشرية جمعاء. والقضية ليست إشكالية فكرية تبت بالحجج مع مثقفي الاستبداد وإنما صراع سياسي يفرض على من فرضوا علينا وطنيتهم المجرمة أن المواطن هو بالنسبة لنا الممثل الشرعي والوحيد للوطن لا يجوز المساس بكرامته وأننا نعتبر أن كل المعاملات المشينة لأي شخص تطاولا على الوطن والتعذيب الجريمة العظمى التي سيكون لها في القانون الجنائي المستقبلي العقوبة الأشدّ.

2-الوطن هو المواطنون : إن المواطن يوجد كشخص ويوجد كجزء من مجموعة تتبادل بينها علاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية في إطار حقوق وواجبات . هذه الحقوق والواجبات قسمها الإعلان العالمي لحقوق لكي تكون عادلة وفعالة إلى حقوق فردية ( الحياة ، الحرية ، العدالة ، الحرمة الجسدية ) وحقوق سياسية ( الحق في الرأي المخالف للسلطة، الحق في المعتقد، الحق في التنظم، الحق في انتخاب من يحكمه وفق انتخابات حرة) وحقوق اقتصادية اجتماعية (الحق في الصحة والتعليم والعمل والثقافة ومستوى معيشي لائق). ألا يعني تحقيق هذه الحريات تحرير المجتمع ورفع مستواه وتحقيق العيش الكريم لكل أعضائه ؟ أليست الوطنية الصادقة تلك التي تجعل نصب عينيها تحقيق هذه الحقوق والحريات وهي سبيل الأغلبية لهذا العيش الكريم . ؟ فلتكن من هنا فصاعدا وطنية كل شخص وكل نظام سياسي في مدى احترامه لهذه الحقوق وتعهده لها والسهر على تطويرها.

3-الوطن هو المصلحة العليا للمجموعة الوطنية: غالبا ما ننسى أن ما نسميه الوطن فضاء نستعيره من أطفالنا ومن أحفادنا ولا بدّ أن نرجعه لهم في أحسن حال لتتواصل الملحمة الجماعية وتطيب الحياة وتزداد نبلا وثراء جيلا بعد جيل. ولو تأملنا في الحقوق والحريات المنصوص عليها في الإعلان العالمي لرأينا أنها أقوى محرّك لخلق الثروة المادية والقيم والقوانين والثقافة وحتى الجمال الذي لا يتعايش مع القبح والبذاءة وهما دوما من سمات الدكتاتورية . . يعني هذا أن الوطنية هي أن نتصرّف كالآباء المخلصين الذين يعملون ليلا نهارا لا لمتعتهم فقط وإنما ليتركوا لأبنائهم اسما وثروة ترفع رؤوسهم بين الناس. تأملوا من هذا المنظور ” وطنية ” الدكتاتور وعصابته وهم يمنعون الشعب من تنمية قوانينه وثقافته وهم يسرقون قوته في وضح النهار وهم يتقاسمون أسماله كما تقاسم جنود قيصر ثوب المسيح بعد صلبه. تعجّبوا من وطنيتهم وهم يقايضون وجودهم كعصابة أشرار بما يسمحون للأجانب بنهبه من خيرات الوطن غير عابئين لا بهذا الجيل ولا بمن يليه.

ولو لخّصنا نظرتنا للوطنية الجديدة لأمكن القول أنّها تقاس بالاقتراب أو البعد من فرض الحرمة الجسدية والروحية و الحريات السياسية و العدالة الاجتماعية وغياب الفساد. إن هذه الوطنية التي يمكن تسميتها بالمواطنية تتمثّل بالنسبة لكل واحد منا في الالتزام و النضال من أجل تحقيق هذه المؤشرات الأربعة. أمّا ساكن البلد الذي لا يعنيه التعذيب ولا تهمه الحريات والعدالة الاجتماعية فهو بعيد عن الوطنية بعد الأفق عن الكسيح. وأما النظام المتهيكل حول الفساد وقمع الحريات والظلم الاجتماعي و التعذيب فهو الخيانة الوطنية بأمّ عينها ولو لبس بردة الرسول.

يبقى أن تبتّ المواطنية في قضية العلاقة مع الآخر. وثمة في هذا المستوى داخل الفكر العربي إشكالية مسمومة وأخرى مغلوطة. أما المسمومة فهي التي تتعلق باعتبار الآخر وخاصة الغرب العدوّ أو الخصم أو المنافس ومن هذا المضمار تقاس الوطنية بمدى العداوة للآخر وهي وصلت ذروتها عند بن لادن الذي حدد لنا العدو بأنه اليهود والنصارى – هكذا بكل بساطة- والحمد لله الذي لن يرينا يوما انتصاب مثل هذه الوطنية التي ستضع فيروز وإيليا أبو ماضي وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وحتى الأخطل في خانة أعداء أمتنا والحال أنهم من ركائز ثقافتها. وفي مواجهة الوطنية الضدية لا بد من بلورة وطنية إنسانية ترى في كل حضارة من الشرق أو الغرب مجتمعات مدنية صديقة وقيم حضارية يحب أن ننهل منه- ونحن أمة بنت حضارتها أيضا على أعمال مترجمي بغداد – وأخيرا أنظمة سياسية تمرّ بشطحات استعمارية هي عدوتنا في ذلك الظرف لا غير. أمّا الإشكالية المغلوطة فهي التي تعتبر أن الخلاص من الاستعمار لا يكون إلا بأنظمة قوية كالتي مثّلها صدام حسين. إن مأساة العقل العربي أنه لم يستوعب إلى اليوم أن الاستعمار كان وسيبقى تتويجا للاستبداد والاستبداد موطأ قدم للاستعمار ، أن الاستعمار استبداد خارجي والاستبداد استعمار داخلي، أن الاستبداد والاستعمار وجهي نفس عملة النقد. لقد دخل الاستعمار بلادنا لأنها كانت محكومة بأنظمة أنهكتها وأضعفتها وأطمعت فيها العقبان إذ كان ولا يزال همّها الأوحد بقاؤها وليس بقاء الوطن و ما نراه اليوم في العراق ليس إلا تكرارا لما حدث في القرن التاسع وما سيحدث في كل قرن آت لأن قدر كل ضعيف في هذا العالم أن يسام الخسف فردا كان أم أمّة .

لنتصور أن الكويت كانت سنة 91 دولة تعيش تحت راية المواطنية وليس تحت راية الوطنية النظامية والضدية أي انها كانت دولة محكومة بالحقوق والحريات وعدم التمييز بين السكان وغياب الفساد. أقول أنه لو كان الأمر كذلك لما تجاسر الدكتاتور العراقي على تخطي الحدود ولما وجد أصلا مبررا للأمر ولو فعل للاقى مقاومة الأبطال. بنفس الصفة تصوروا عراقا يعيش تحت راية نفس المواطنية عشية الهجوم الأمريكي. من نافل القول أنه لو وقع مثل هذا الهجوم، وهو أمر جد مستبعد لغياب كل المعاذير، لما سقطت بغداد بمثل السهولة التي سقطت بها ولما قتل متطوعون عرب برصاص مدنيين عراقيين. تصوروا الآن أقطارا عربية توحدت في نفس المفهوم للوطنية وفيها تداول سلمي وسريع على السلطة وأجهزة وحدوية وتنظيم وتنسيق وثقة متبادلة. أقول أنه لو كان لنا مثل هذا الهيكل لحلت مشكلة فلسطين منذ زمن بعيد حربا أو سلما. لقد آن الأوان لنفهم أن الخيار ليس بين نظرية المؤامرة وبين نظرية الوهن الداخلي ولكن بين الإمعان في الهذيان وبين الخروج منه. فمن نافل القول أن الاستعمار لا ينتصب إلا في أرض من كان قابلا للاستعمار مثلما لا يصيب المرض الجرثومي إلا جسما انهارت مناعته. وكما لا يتخلص الجسم من جراثيمه إلا بتقوية مناعته، لا تتخلص الشعوب من احتلال الخارج إلا بالتخلص من أسباب ضعفها والدكتاتورية اليوم السبب الرئيسي في ضعف الأمة .

ويا لفداحة خطأ من يتصوّر أن مقاومة الإحتلالين هي أساسا أو فقط مسلّحة، فالأمر للأسف الشديد أعمق وأخطر من هذا بكثير . نحن مطالبون بإعادة صياغة البيت من السقف على القاع لأن عملية الخراب التي تطلبت قرنا كاملا لن تستبدل إلا بعملية بناء تأخذ مثل هذا الزمن وربما أكثر. فقلب موازين القوى لصالحنا مسألة بالغة التعقيد، بالغة الطول تمرّ أساسا بتحقيق الاستقلال الثاني أي التحرّر من عصابات الحق العام التي تحكمنا وبناء الوطن الصغير والوطن الكبير الذي خرّبته الدكتاتورية على المبادئ الأربعة للوطنية الجديدة. وآنذاك سنبدأ في استعادة أسباب القوة التي أعوزتنا طوال القرن الماضي لأننا بقينا كما يقول إيليا ابو ماضي ” نرجو الخلاص بغاشم من غاشم لا ينقذ النخاس من نخاس ” فهل سنستطيع أن نفرض رؤيا جديدة للوطن والوطنية أم هل سنبقى نبيع أنفسنا بأنفسنا في سوق النخاسة يصرخ فينا الغربي أو الشرقي كما كان يصرخ الفيلسوف ديوجين : من يشتري له سيدا ؟

هنالك بعض المثقفين، خصوصا من قمامة اليسار الهرم، لا زالوا حتى الآن يتجشأون بشعاراتهم الثورجية التي تدعوا للتصفيق والتلحيس لكل الذين يصرخون بالعداء لأمريكا، مهما اجرموا وسرقوا وفسدوا وقتلوا بحق شعوبهم!! فقط نود تذكير هؤلاء الانتهازيين الشعاراتية، بهذه الحقيقة المنسية: ـ ان صدام حسين، بقي لاكثر من عشرين عام في السلطة، وبأسم العداء لامريكا وإسرائيل، مارس جميع جرائمه وحروبه الكارثية وتجويع وتشريد الشعب وفقدان ربع مساحة الوطن. فلماذا إذن، لا تطبقون شعاراتكم الثورجية(الايرانية) عليه؟؟!! ثم من قال لكم، بأن ايران فعلا وحقيقة معادية لأمريكا؟! يساريوا الشعارات: انهم يجهدون لتقطيع (قدم الواقع) كي يدخلوه (حذاء النظرية)! هل (العداء لامريكا) يعني حكم الفاسدين والقتلة ومخربي الوطن والتبعية لايران؟!

التفاهم الايراني ـ الامريكي على تقاسم النفوذ في العراق؟! حتى دون تكسير الرأس بجدالات وبحوث، يكفي لأي انسان يمتلك عقلا ولو بسيطا، ان يطالع تاريخ العراق منذ عام 2003 وحتى الآن، كي يدرك بدون أي شك بأن (ايران واحزابها) ظلت دائما متعاونة مع الاستعمارالامريكي في العراق:

ـ هل نسينا بأن جميع الاحزاب الايرانية(الدعوة والمجلس، وغيرهم) قد وقّعوا على وثيقة (مؤتمر لندن 2002) التي تهيئ لغزوا العراق واسقاط صدام(المعادي لامريكا!؟). لولا هذا التوافق (الايراني ـ الامريكي) و(تواطئ المرجعية) لكان من سابع المستحيلات ان تنجح امريكا بغزو العراق، وحتى إن غزته فأن بقائها كان سيكلفها كم هائل من الضحايا. بالحقيقة ان امريكا، قد تحالفت مع الاحزاب الايرانية وسلمتها الدولة، لسببين استراتيجيين خطيرين:

ـ تقسيم العراقيين الى ثلاث قوى متنافسة: شيعية ـ سنية ـ كردية، كي تسهل عملية السيطرة والاستقرار الامريكي في العراق.

ـ تحقيق الخطة الامريكية ـ الصهيونية العالمية التي من اجلها بالذات تم غزو العراق: تدمير العالم الاسلامي من خلال شحن الصراع (الشيعي ـ السني). وقد ختاروا العراق لتحقيق خطتهم، لأنه الافضل بتوفر العوامل المناسبة: العراق مذهبيا، منقسم مناصفة تقريبا بين شيعة وسنّة(عرب واكراد), العراق جغرافيا، في الوسط تماما بين القطبين الطائفيين: السنّي ، السعودية والخليج (مع تركيا)، ثم الشيعي (الايراني).

اما ايران، فأن انانيتها الوطنية التاريخية اقوى بكثير من جميع شعاراتها الاسلامية ومعادات الامبريالية والصهوينية، الخ. فهي في حقيقتها لا تبتغي إلّا بالحصول على غنيمتها من الخطة الامريكية: تحقيق حلمها الابدي بالسيطرة على العراق، وبالذات على شيعة العراق وعتباتهم المقدسة. فهذا وحده الكفيل بتحويلها الى زعيمة لشيعة العالم، وبالتالي الى قوة اقليمة كبرى!

الاستعمار (الامريكي ـ الايراني) للعراق! هكذا في ظل وبرعاية هذه الاحزاب الايرانية التي تتحكم بالدولة والقرار، تم تقاسم (استعمار العراق) بين ايران وامريكا. بالنسبة لايران، فقد تجلت سيطرتها بأمتلاكها الجزء الكبير من ادارة الدولة والاحزاب والجيش والميليشيات. بالاضافة الى جيوش الاعلاميين والمثقفين ورجال الدين والعشائر.. الخ.. اما بالنسبة لأمريكا: ـ تمتلك حتى الآن اكثر من عشرة قواعد في مختلف انحاء العراق- شيدت اكبر سفارة في تاريخ العالم(اكبر 6 مرات من مقر الامم المتحدة في نيويورك؟؟!!)، وتشرف مباشرة على المنطقة الخضراء. وهذه السفارة تسيطر مخابراتيا على العراق وعموم الشرق الاوسط

تنفيذ خطة التدمير! أن التوافق(الامريكي ـ الايراني) المسيطر على العراق، شرع منذ البداية بتنفيذ(خطة التدمير الطائفي، عراقيا واسلاميا)، حيث شرعت حشود القاعدة الافغانية تدخل العراق عبر ايران، مدججة باكثر الاسلاح شيطانية، لتمارس ارهابها بكل سهولة وحرية، بفضل (آلات كشف المتفجرات العاطلة)؟؟!! ثم بالتدريج تمكنت (سجون القوات الامريكية) من اعداد وتخريج عملاء أكفاء لتأسيس (داعش)، وبأموال قطر، وبتسليح تركيا، تأسست قواتهم، وبتواطئ عميل ايران العلني والرسمي(رئيس الوزراء نوري المالكي) تم تسليم الموصل الى داعش! ثم هل نسينا ـ ان الحشود الشعبية والميليشيات التابعة لايران، في جميع حروبها ضد(داعش) كانت محمية بالطيران الامريكي(والغربي)؟! هكذا تمكنت امريكا من تحقيق هدفها الاستراتيجي التاريخي الذي من اجله قامت بغزوها: تدمير العراق وكذلك شقّ المسلمين والعرب وتدميرهم من داخلهم، وفوق ذلك، تدمير سمعتهم في العالم اجمع. بالتالي تسهيل السيطرة عليهم ونهب ثرواتهم. اما ايران، فقد اشبعت رغبتها بالانتقام من سنّة العراق ومن عموم العراقيين الذي حاربوها زمن صدام، وضمان بقاء العراق وعتباته المقدسة، ضعيفا مطيعا. وبالتالي البدء بتحقيق حلمها الاكبر: أن تصبح قوة اقليمية وزعيمة لشيعة العالم!

ترامب، وخراب التوافق الايراني ـ الامريكي حول العراق! لكن هذه السياسة الامريكية التي إقتضت التوافق مع ايران وخصوصا في العراق، قد تخلخلت بمجيء(الرئيس ترامب). لأن استراتيجيته على عكس سابقيه، قائمة اساسا على(البزنز والابتزاز المالي)، ومحاولة تجنب سياسة الحروب ونشرالارهاب والخراب، قدر الامكان. في كل الاحوال، مهما كانت الاسباب الخفية، فأنه من الواضح والمكشوف، ان (ترامب) قد قرر الحد من النفوذ الايراني في المنطقة. وهذا يعني تلقائيا نهاية (التوافق الايراني ـ الامريكي) لتقاسم النفوذ في العراق. نعم، فنظام إيران في حقيقته، لا اسلامي، ولا معادي لامريكا واسرائيل، ولا هم يحزنون. فهي شعارات يضحك بها على امثال هؤلاء المثقفين الحمقى. كل الذي يهم نظام ايران، تحقيق المشروع الثابت لجميع الدول التي انبثقت في ايران منذ 3000 آلاف عام وحتى الآن: تأسيس امبراطورية اقليمية تسيطر على المنطقة! وان العداء(الايراني ـ الاسرائيلي) سببه الخفي هو التنافس على فرض النفوذ على المنطقة. فكفى ايها الانتهازيون الحمقى، ولا تبرووا خيانتكم لشعبكم بشعارات غوغائية ساذجة. انظروا بعيونكم وضمائركم الى الملايين من العراقيين المهانين المحرومين من الوطن، كيف يصرخون وينزفون دمائهم. انتم ينطبق عليكم قول الزعيم الصيني(ماو): الثوريون السطحيون يجهدون لتقطيع (قدم الواقع) كي يدخلوه (حذاء النظرية).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here