الشام والإسلام

، الدكتور صالح احمد الورداني
———-
برز دور الشأم في تأريخ المسلمين على يد معاويه..
ومع معاوية برز دور الروايات المضللة التي أنتجت الإسلام الآخر الموازي للإسلام الشرعي..
وهو الإسلام الذي برر لأهل الشأم قتل الحسين..
وتوريث الحكم..
ومعاداة أهل البيت..
والغزو من أجل التوسع والسيطرة..
وفي ظل هذا المناخ برزت في الشام فرق ومذاهب شوهت الإسلام و أضرت المسلمين..
برزت الجبرية..
ويرزت اليزيدية التي بدأت بتقديس يزيد بن معاوية ثم انحرفت إلى عقائد أخرى..
وبرزت الإسماعيلية..
وبرز النصيريون الذين تحالفوا مع الفرنسيين وأطلقوا عليهم اسم العلويين..
وبرزت الدرزية..
وبرز ابن تيمية..
وبرز ت المدارس الفقهيةالمتعصبة لحكومات بني أمية المعادية لمدرسة الكوفة..
ثم برزت فكرة القومية العربية على يد نصارى الشام المدعومة من قبل الصليبيين في مواجهة الترك العثمانيين..
وماورد بشأن الشأم من روايات هى في حكم الوضع ومن صنع السياسة..
على رأسها الخرافات التي تتعلق بصخرة بيت المقدس والتي اخترعت من قبل الأمويين لضرب الكعبة وتضليل المسلمين..
جاء في كتاب تأريخ بيت المقدس في ذكر الصخرة وأنها من الجنة:
عن ابن عباس قال: صخرة بيت المقدس من صخور الجنة..
وعن دهب قال: يقول الله تعالى: الصخرة بيت المقدس فيك جنتي وناري وفيك جزائي وعقابي فطوبى عن زارك>.
وعن أبي إدريس الخولاني قال: يحول الله تعالى صخرة بيت المقدس مرجانة كعرض السماء والأرض ثم يضع عليه عرشه ويضع الميزان ويقضي بين عباده ويصيرون منها إلى الجنة..
وعن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي في قوله تعالى: (ثُم إذا دعاكُم دَعَوة مِن الأرضِ إذا أنتُم تخرُجُون) بدعوة إسرافيل من صخرة بيت المقدس حين ينفخ في الصور بأمر الله للبعث وبعد الموت..
وعن عبد الله بن سلام قال: من صلى في بيت المقدس ألف ركعة عن يمين الصخرة وعن يسارها دخل الجنة قبل موته..يعني يراها في منامه
وعن كعب قال: من أتى بيت المقدس فصلى فيه عن يمين الصخرة وشمالها ودعا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وإن سأل الله تعالى الشهادة أعطاه إياها..
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص ) :من مات في بيت المقدس فكأنما مات في السماء..
وما جاء في البخاري عن حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، خَطِيبًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ..
وفي رواية إضافة تقول: فَقَامَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ يَقُولُ: وَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ، فَرَفَعَ مُعَاوِيَةُ صَوْتَهُ فَقَالَ: هَذَا مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ وَبِهِ الْقَسَمَةُ يَزْعُمُ أن ابن جبل قال: هم أهل الشام..
وكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ، فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلاَ تُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَالأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ يَقُولُ «إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ لاَ يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ، إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ، مَا أَقَامُوا الدِّينَ»
ويكفي أن هاتين الروايتين نطق بهما حاكم كمعاوية يريد أن يدعم حكمه على حساب الدين مصوراً نفسه إمام الأمة القائم على أمر الله..
وأنه مادام ينتمي لقريش فهو أحق بالإمامة من غيره ولا يجوز لأحد أن ينازعه فيها..
وهو ما يشير في دلالة واضحة إلى البعد السياسي من وراء مثل هذه الروايات..
وتمجيد الشام ارتبط بمعاوية الذي جعلها مقرا لدولته..
أما الروايات الأخرى فكثيرة ويعد تاريخ دمشق لابن عساكر على رأس المراجع التأريخية التي تكتظ بالروايات التي مجدت الشام ..
من هذه الروايات:
إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة- في آخر الزمان- بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام..
عقر دار المؤمنين الشام..
أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ بِالشَّامِ..
إِذَا وَقَعَتِ الْمَلَاحِمُ خَرَجَ بَعْثٌ مِنْ دِمَشْقَ مِنَ الْوَالِي هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسًا وَأَجْوَدُهُ سِلَاحًا يُؤَيِّدُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِمُ..
انكم ستكونون أجنادا مجندة جندا بالشام، وجندا باليمن وجندا بالعراق ، فعليك بالشام فإنها صفوة الله عز وجل من بلاده، وفيها خيرة الله عز وجل من عباده، وفيها مربط الله عز وجل نوره،فإن الله عز وجل قد توكل لي بالشام وأهله..
ومثل هذه الروايات وغيرها لم يعتمدها أحد إلا من سار في ركاب السياسة من الفقهاء والمؤرخين..
وهى في حكم الموضوعات..
وما عليه فقهاء الرواية أنه لم تصح في معاوية منقبة..
أي لم ترد رواية صحيحة تزكيه على لسان رسول الله(ص)..
أما ما جاء في القرآن بخصوص (الأرض التي باركنا فيها )والتي اتجه المفسرون لتخصيصها بالشام فهو مردود..
وهذا التخصيص بنى على أساس الروايات الموضوعة في فضل الشام..
والبركة التي ارتبطت بهذه الأرض إنما هى لزمانها ووقت وجود الرسل والأنبياء فيها (ص) سواء كانت الشام أو غيرها ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here