قافلة الانتفاضة تمضي صلبة العود واثقة الخطى حثيثا وأبواق سلطة الفساد تنوح و تجعر زعيقا مزعجا

بقلم مهدي قاسم

لأكثر من ثلاث أو أربع مرات حاولت الميليشيات الإيرانية
بتنسيق مع بعض عناصر من قوات الأمن “الدمجية ” المتواطئة مع هذه الميليشيات البلطجية ، حاولت إجهاض و تصفية الانتفاضة التشرينية المجيدة ، على شكل هجوم منظم و منسق ومتكرر ، مع استعمال الذخيرة الحّية القاتلة عن سبق إصرار وعمد ، فضلا عن عمليات حرق متعمدة لخيم
المتظاهرين و اغتيالهم و خطفهم و اعتقالهم و تعذيبهم و تفجير رؤوسهم بعضهم والاعتداء على شرف بعضهم الآخر ، أي تماما مثلما كان يفعل جلاوزة البعث بحق المعارضين في عهدهم الفاشي الاسود ، إلا إن كل هذه المحاولات الإجرامية قد باءت بفشل ذريع و هزيمة منكرة لقوى القمع
والتصفيات ، و ذلك بفضل صمود المتظاهرين البواسل و الشجعان و إصرارهم العظيم على مواصلة تظاهراتهم و انتفاضتهم حتى الشوط الأخير ، و الذي يجب أن يكون متجّسدا ومتوّجا بتحقيق جميع مطالبهم المشروعة والمحقة في عمليات الإصلاح الحقيقية والجذرية الشاملة ، و ليست الترقيعية
و الالتفافية المتجزئة ، بهدف خروج عصابات اللصوصية والعمالة من الباب و العودة من الشباك ، مثلما تخطط و تناور هذه الأحزاب لتبقى في السلطة إلى أمد بعيد ، ولكن لكي نكون منصفين على هذا الصعيد ، فلابد من الإشارة إلى ذلك الزخم الجماهيري الواسع والكبير الداعم الذي
قدمه ولا زال المواطنون العراقيون من أصحاب الوعي الوطني الأصيل و المعدن العراقي الكريم ، و الذي كان بحق عاملا مهما جدا في صمود المتظاهرين حتى الآن ، فضلا عن الدعم المعنوي و المادي الطوعي ، كدلالة واضحة على الكرم العراقي المعروف ، ولكن قبل أي شيء آخر على روحيته
الوطنية العظيمة التي طالما برزت في أوقات المحن و التحولات المصيرية الكبرى. ، لتخرج الانتفاضة التشرينية من عمليات الإبادة والتصفية بشكل أكثر صمودا و أشد قوة تضامنية و متلاحمة مما كانت في السابق ، إذ إنهم ليس فقط أعادوا نصب خيمهم من جديد في مكان الخيم المحترقة
، إنما شيدوا في الناصرية البطلة خيما من ” بلوكة “حجرية صلدة وغير قابلة للاحتراق ليكونوا في أمان أكثر و حماية أفضل إزاء هجمات أزلام النظام الإيراني ومرتزقته المتهسترة بكل دموية و سادية مفرطة ..

و هكذا تمضي قافلة الانتفاضة التشيرينية المجيدة قدما إلى
الأمام وهي تقوى وتتعاظم… أجل تمضي و تمضي بمشاعل أمل ساطعة لتنير دروب الحق والمستقبل الزاهر المأمول والمرتقب ، حيث عبثا تنوح أبواق سلطة الفساد و عبيد نظام ولاية الفقيه الظلامي وتجعر كل الوقت تحريضا و دعوة مبطنة على قتل المتظاهرين وتصفيتهم ، على أمل وقف
وإجهاض مسيرة الانتفاضة الجبارة ، ولكنها في كل مرة لا تصطدم إلا بخيبة كبيرة ، فتزداد هوسا وهستيرية لكي تعوي طوال اليوم هاذية بأكايب ملفقة و تهذر بسخافات مضحكة ، فضلا عن هراءات وأحقاد طائفية مقرفة ..

و أخيرا يمكن القول أن الانتفاضة التشرينية بعدما نجت
من محاولات تصفيات و عبر مجازر عديدة ، فأنها قد أضحت صلبة العود وراسخة الخطى وواثقة الهدف وهي تسير حثيثا إلى الأمام حتى الشوط الأخير، وهم الذين سوف لا يبخلون أبدا بتقديم تضحيات جديدة و جديدة في محراب الوطن ، إذا تطلبت مسيرة الكفاح لتكون متوّجة بنصر حاسم
.

*صورة عن الطرف الثالث ” البعثي الوهابي ” الملثم المزعوم
؟!! سوية مع القوات الأمنية بهدف التصدي للمتظاهرين و قتلهم بدم بارد !..

بعد انسحاب أصحاب القبعات الزرق الصدريين ، فها هم أصحاب القمصان البيض من طلبة الجامعات يتجهون
نحو ساحة التحرير لدعم المتظاهرين

Geplaatst door Mahdi Kasim op Woensdag 29 januari 2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here