صفقة القرن . . . أم خيانة القرن

تكريسا لسياسة الادارات الامريكية المتعاقبة بانحيازها التام الى جانب السياسة العدوانية للكيان الاسرائيلي كشف الرئيس الامريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الابيض استفز مشاعر العرب ، وبحضور رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ، وبحضور بعض سفراء دول عربية كشهود زور ومذل للعرب ، ولم يكن هناك أي أثر لممثل فلسطيني ، عن تفاصيل صفقة القرن ( خطة السلام الامريكية ) . وكونها خطوة مدفوعة بدوافع شخصية ودعاية انتخابية استباقية للرئيس ترامب ولما يواجهة من تحديات تهدد استمراره في الحكم ، وما يتعرض له نتنياهو من تهم فساد ومخالفة للقانون .

وهي مجرد واجهة زائفة لفرض سيطرة واستيلاء إسرائيلي على الاراضي بهدف تصفية القضية الفلسطينية وتنكرها لأبسط قواعد العدالة الدولية وصنع السلام وتجريد الفلسطينيين من أبسط حقوقهم كبشر ولا سيما حقهم في تقرير مصيرهم ولا تخدم على اقامة السلام العادل الشامل القائم على المساواة وحقوق الانسان ، بمنح قوات الاحتلال الاسرائيلي شرعية غير مسبوقة لضم الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967وتوسيع حركة الاستيطان والاعتراف بالسيادة الكاملة على القدس الموحدة كعاصمة ابدية للكيان الصهيوني الغاصب وضم غور الاردن وضم مرتفعات هضبة الجولان السورية ، كما تنص الخطة على أنه لا عودة للاجئين الفلسطينيين ومنحهم بعض التعويضات المادية ، وتحويل المخيمات الفلسطينية الى تجمعات سكنية دائمة .

ومقابل قبول الخطة من قبل الفلسطينيين ، يسمح للفلسطينيين بإقامة دويلة لهم في غزة واراضي من شبه جزيرة سيناء المصرية والضفة الغربية ( بإستثناء المستوطنات الاسرائيلية المحتلة ) لا تمتلك جيشا وتكتفي بجهاز شرطة يمتلك اسلحة خفيفة ، لقاء مقابل مادي تتكفل بسبعين بالمائة منه دول البترو دولار العربية الخليجية ، ولدى رفض فلسطين لهذه الصفقة المذلة ستقطع عنهم كافة المساعدات .

أن الحق المغتصب وما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، وان ما تتعرض له فلسطين من تواطؤ وتأمر يجب أن يكون حافزا في أنهاء الانقسام الفلسطيني وترسيخ وتعزيز الوحدة الفلسطينية ، بما يضمن اسقاط الصفقات ومنع حصول ” اغتصاب القرن ” وتمكينهم من انتزاع حقوقهم وقيام دولتهم المستقلة على أرضهم وعاصمتها القدس الشريف .

أن منتدى الابداع الثقافي العربي في الوقت الذي يدين ويستنكر بشدة “صفقة القرن صفقة الخيانة المذلة “، يدعو المجتمع الدولي واحرار العالم والمدافعين عن العدالة والسلام وحقوق الانسان عن رفضهم لخطة ترامب بكافة الاشكال المتاحة ، وان حل القضية الفلسطينية يجب أن يستند الى معايير القانون الدولي الراسخة .

2020 / 1 / 30 منتدى الابداع الثقافي العربي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here