مقتدى الصدر ملوّحا بعصا غليظة : أنا الشعب رغما على إرادة الشعب * !!

بقلم مهدي قاسم

بعد طبخة سائرون و فتح الفاسدة   ( طبعا ، بمباركة إيرانية التي بدونها لا يمكن تعيين رئيس حكومة أو تشكيلها في العراق الذي يقال أنه ذات سيادة غير منقوصة !!)  و قبل الإعلان عن تكليف محمد توفيق علاوي لتشكيل حكومة عراقية جديدة ، داهمت بلطجية سرايا السلام من أصحاب القبعات الزرق وهم متسلّحون  بعصي و سكلكين ، داهمت فجأة المطعم التركي في محيط ساحة التحرير و احتلته بالقوة ، بعملية غدر ، أقل ما يُقال عنها بأنها نذلة و جبانة تذكرنا بالسلوك البعثي الغدّار والمعروف على هذا الصعيد ،   كعملية استباقية قمعية علي أي اعتراض قد يحدث من قبل المتظاهرين على تكليف محمد توفيق علاوي ، واعتبار مسألة التكليف برمتها أمرا واقعا لا مهرب من القبول به ولو عن طريق استخدام الأسلوب البلطجي لفرض ذلك على أي مواطن عراقي يسوّل له نفسه الاعتراض على هذا  التكليف ، ولكي تكون المسألة واضحة و محسومة تماما أعلن القائد المفدى !! مقتدى الصدر تأييده ومباركته لعملية التكليف هذ معتبرا إياها أنها تجسد ” موافقة الشعب ” ؟!! ، مثلما كان يفعل الديكتاتور البائد والنرجسي صدام مدعيا أنه إذا قال صدام قال العراق !! ..

وليس  من ثمة عجب في ذلك  لوجود قواسم وصفات مشتركة بين صدام و مقتدى الصدر على صعيد الاتسام  بالنرجسية والتضخم والأنوي الأجوف والميل نحو استخدام أساليب الإرهاب النفسي حينا و القوة  الغاشمة لفرض موقف أو هدف سياسي معين حينا آخر ، دون أن ننسى أن نضيف إلى أن غالبية أنصار و أتباع التيار الصدري  الذين جرت عملية تشكيل التيار الصدري من بين صفوفهم ، بعد سقوط النظام السابق ، كانوا من البعثيين وإلى درجة بادروا ــ كتعبير عن ولائهم للطاغية البائد ــ تغيير اسم مدينة الثورة إلى اسم صدام !! وكانوا يخرجون بتظاهرة مليونية تأييدا للدكتاتور البائد ..

 هذا دون دخول في تفاصيل  لعلها باتت معروفة لمعظم القراء الكرام  نقصد من ناحية التطرق إلى جرائم الصدريين في الأعوام الماضية إلى جانب فسادهم الفادح و ثرائهم الفاحش ، فيكفي  أن نذكر أن مقتدى الصدر نفسه يمتلك طائرة خاصة به و رتلا طويلا من جيسكارات ذات أسعار غالية جدا ، وحيث توجد تحت تصرفه مليارات دولارات  ، كأموال وثروات التيار ، منهوبة من المال العام ، يستطيع أن يفعل بها ما يريد ويشاء حسب مزاجه ونرجسيته المتقلبة على طول الخط ، وهو الذي لم يقدم أي إنجاز قيَّم  لا فكري ولا عضلي ، وكل مؤهلاته تكمن في كونه أبنا لرجل دين فحسب !!..

ويبدو أن كل هذه الفخفخة والأضواء  والثراء الواسع و الكبير لم تُعد تشبع غروره و نرجسيته فقررأن يجعل منه نفسه ” صانع ملوك ” أو بالأحرى صانع  رؤساء حكومات حسب تفصاله مقاسه ، طبعا بمساعدة الخياط الإيراني البارع و الداهي ، و من ثم فرض ذلك بالقوة على المتظاهرين الرافضين  لمثل هذا التكليف ..

ما كان  كل هذا ليحدث  لو لا قطعانه المدجّنين الذين يندفعون إلى الشوارع و الساحات  بحشود همجية دون أن يعرفوا لماذا ، ومن أجل ماذا ، ولأي هدف أو غاية ؟!! ، فقط لأن القائد المفدى يأمرهم بذلك ، غيرأن المسألة سوف لن تبقى على هذا النحو ، ولا سيما أن الوعي المستقل والحر و الوطني و ذات الهدف  الواضح المنشود نحو حياة حضارية وعصرية كريمة ، بدأ يتكون وهو يشق طريقه حتى بين صفوف هذه القطعان المدجنة ليصحوا بعيدا عن وصايا القائد المقدس مقتدى الصدر وعن مسخرة مواقفه المتقلبة ومزاجياته النرجسية التي بلا نهاية..

فمن المؤكد أنه لن يستطيع القضاء  على الانتفاضة الشعبية حتى ولو احتل قطعانه الهائجة المطعم التركي بالقوة وطرد بعض المتظاهرين من هناك و رمي بعضهم الأخر من الطابق السادس ** ، إذ إن ساحة التحرير في بغداد وكذلك ساحة الحبوبي في الناصرية البطلة و ساحات البصرة العديدة لهي أكثر اتساعا من أن تستطيع قطعان مقتدى الصدر السيطرة عليها بهدف إنهاء التظاهرات. من اجل عيون أحزاب سلطة الفساد والنظام الإيراني .

و الحسنة الوحيدة في كل هذه العمليات والمناورات المقتدائية المفضوحة  أمام غالبية الشارع العراقي و خاصة من طرف الواعين هي أنها قد كشفت حقيقته كشخص مهرج  يريد الانتفاع من مأساة ومعاناة العراقيين ، لاعبا على الحبلين مع الإصرار على ممارسة سياسة مع و ضد في آن واحد  مع تغيير المواقف على طول الخط ، وهو الأمر الذي يعني :

ـــ أن أوراقه بدأت تحترق ، و أن كان ببطء ، ولكن المهم بدأت عملية الاحتراق وعندما يبدأ الحريق فإنه سيستمر حتى النهاية ..

هامش ذات صلة :

(رصد متابعون عراقيون تناقضا واضحا في البيان الذي أصدره الزعيم الديني والسياسي مقتدى الصدر بعد تكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومة عراقية خلفا للمستقيل عادل عبد المهدي.

ففي السطر الأول من البيان، الذي نشره على حسابه في تويتر، اعتبر الصدر أن “تاريخ العراق سيسجل أن الشعب هو من اختار رئيسا لوزرائه وليس الكتل.”

إلا أن الصدر اختتم بيانه بكلام مناقض لكون الشعب هو من اختار علاوي عندما قال: “أتمنى أن يكون تكليف رئيس الجمهورية للأخ محمد علاوي مقبولا ومرضيّا من الشعب.”

وبدا الصدر في العبارتين كمن يُكذب نفسه، فكيف له أن يتمنى رضى الشعب عن رئيس الحكومة المكلف، إذا كان الشعب فعلا هو من اختاره حسب تعبيره ـــ  منقول ) ..

صورة عن زمرة مقتدى الصدر وهم يقتحمون ساحة التحرير بسكاكين وعصي غليظة

صورة للزمرة التي اقتحمت ساحة التحرير يوم امس بالتواثي و السكاكين.#مدنيون

Geplaatst door ‎مدنيون‎ op Zaterdag 1 februari 2020

صورة عن احتلال المطعم التركي  من قبل بلطجية مقتدى الصدر :

https://www.facebook.com/mehdiqasim/photos/rpp.4555

 صورة أحد ضحايا زمرة مقتدى الصدر الذي توفي متأثرا بإصابته البالغة التي أحدثوها  بسكاكينهم

استشهد المتظاهر بكر حاتم الياسري الذي تعرض لإصابات يوم أمس على أيدي زمرة سرايا الظلام خلال احتلالها المطعم التركي

Geplaatst door Esam Alsafar op Zondag 2 februari 2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here