توضحت صورتكم الان ونزعتم اخر الاقنعة وتعسا لما فعلتم وتفعلون ياسياسيوا واحزاب العراق

أ.د. سلمان لطيف الياسري
تتقاتل الخصوم في الوطن على السلطة وتحركهم جهات خارجية ليقتلوا بعضهم البعض، فما ذنب المواطن العادي الذي يدين بالولاء لوطنه فقط، ويطالب بخروج النفوذ الأجنبي من البلاد؟ وقد امتلأت شوارع العراق بجيل ما بعد 2003، عام الغزو الأميركي والايراني للعراق، وجاءوا الى الدنيا بفطرة سليمة وتلقوا العلوم في المدارس والجامعات وارتادوا الانترنت وتعرفوا على العالم الخارجي ليدركوا أن العالم يسير في اتجاه ووطنهم يسير باتجاه آخر، وأدركوا معنى التنوع والتعايش السلمي الذي لا تفهمه أميركا ولا ايران، فهبوا مطالبين بخروج الأجنبي من العراق، بمظاهرات سلمية تنشر المحبة وتطالب بإلغاء المحاصصة الطائفية وإنشاء حكومة للجميع ووطن للجميع، ليفاجئوا بوابل الرصاص يقطف زهرة شبابهم ويفجع أمهاتهم. ثم يقتل قاسم سليماني فينتشر الرعب في العراق وليس في ايران، ويتأهب الماردان للصراع على أرض العراق وأرض العرب قاطبة. وهي سعير وقودها الشباب المؤمنون بالعلمانية وإفشاء السلام وفرض حكم القانون على الجميع من قبل حكومة لا تعترف بالدين ولا الطائفة ولا المذهب, ألم يحن الوقت لتقاعد الشيب وتسليم زمام الأمور للشباب الذي يتبنى ثقافة مختلفة عن ثقافة القتل والدمار والولاء للخارج، ويؤمن بتداول السلطة بين الحكومات المتخصصة التي تكرس نفسها لخدمة البلاد وتجعل ولاءها للداخل ولا تخون أوطانها باسم الدين؟

نحن والجيل الذي سبقنا لم نقدم لأوطاننا سوى الدمار والهزيمة، وعلينا أن نخلي الطريق لثقافة جديدة ودماء جديدة تعلمت ما لم نتعلمه نحن، من خلال الانترنت، فنحن تربية “يعيش يعيش يعيش” وهم تربية الرأي والرأي الآخر من قنوات إخبارية ونشطاء يروجون لمختلف الآراء والتوجهات في اليوتيوب، فصار لديهم صورة شاملة ومكتملة عن العالم وما يجري فيه، وصاروا يقارنون بين أصحاب مختلف العقائد والقناعات والرؤى، ويشاهدون من قادته مبادئه وقناعاته ومعتقداته الى الرفاه ومن قادته الى الفقر والفشل والضعف والجهل والتخلف، وقد فقدوا الثقة بالتراث الذي تعلموه من المناهج المفروضة عليهم، لأن مناهج الحياة أصدق وأوضح ولا تضلل ولا تكذب، وهي بسيطة ولا تحتاج الى مجلدات الفلسفة وعلم الكلام ودور الإفتاء، فهناك أنظمة حكم جلبت لشعوبها الأمن والرفاه وهناك أنظمة لا تزال تعيش في كهف أفلاطون وتحسب ظلاله هو الحقيقة المطلقة فزجت بالأوطان والشعوب الى الجحيم . لطالما قلنا أن الحكمة عند الكبار وليس عند الصغار وقد أثبت الشباب الثائرون أن الحكمة لديهم والجهل لدينا، لأنهم فهموا الحياة على أرض الواقع ونحن فهمناها من قصص وخطابات حنجورية وتحالفنا مع الخارج، لكنهم يرفضون هذه التحالفات والولاءات سوى للأوطان وشعوبها فقط..

ساحة التحرير، مفخرة العراق ونقطة إنطلاق كتابة تاريخه الحديث، تاريخ يُكتب بالدماء ليفتح صفحة مشرقة في كتاب شعب يقوده شابّات وشبّان الى حيث الإنعتاق من الذلّ والجوع والتبعية. ساحة سنستعيد من خلال خيامها وهتافات ثوّارها كرامة شعب صادرها البعثيون والإسلاميّون القتلة، ساحة التحرير قدس أقداس العراق ومكّتها المكرّمة. ساحة التحرير ساحة ليست ككل الساحات، ساحة تبدو الساحات أمامها فقيرة، ساحة ملئت وستملأ اخبارها الدنيا وتشغل الناس، ساحة سيكون نصب حريّتها مزارا للثوار، مزارا للأحرار، مزارا للباحثين عن أوطان , من مثلك يا عروسة بغداد، ساحة الكونكورد الباريسية وهي تحتضن مسلّة فرعونية أُهديت لها من مصر؟ وهل تصل الكونكورد الى شموخك وأنت تحتضنين نصب جواد سليم بكلّ رمزيته؟ نصب عراقي خالص يلتحف به ثائرات وثوّار بيدهم “مفاتيح مستقبل زاهر”(1)، وثائرات وثوّار تسلّقوا السماء في مواجهتهم للحقد الإسلاميّ الأسود وهم ينظرون صوب شمس الحريّة التي تصنعها أكفّهم وهي تُقبر عصر الفجيعة الإسلاميّة، لهؤلاء تنشد ساحة التحرير وهي تحتضن الثورة سوأ “سلامٌ على جاعلين الحُتوف… جسراً إلى الموكبِ العابرِ”(2). لا، الكونكورد ليست مثلك الّا في جزئية إعدام لويس الرابع عشر، والذي ستستعيضين عنه في أن تُنصب فيك أقفاص القتلة والخونة والمأجورين والفاسدين لمحاكمتهم.

من مثل نصب حريتك، تمثال الحرية في مانهاتن؟ إن كانت فرنسا قد أهدت تمثال الحريّة لأميركا، فأنّ شابّات العراق وشبّانه يهدون كلّ يوم شعبهم تماثيل للحريّة، وسينصب أبناء شعبنا وهم يكنسون السلطة الفاسدة الى حيث عليها أن تكون، تماثيل للحريّة تزيّن فضائك وجسور الشهداء والأحرار والجمهورية ومحمّد القاسم، وساحات السنك والوثبة والخلّاني والطيران وحديقة الأمّة. تماثيل بعدد شهيدات وشهداء الانتفاضة وهم يحملون مشاعل النور، التي نقوم بإيقادها متنقلين اليها بالتك تك المقدّس.

من مثلك أيتها الرشيقة، بلازا مايور المدريدية؟ هناك كانت مصارعة الثيران، وفيها كان المصارعون يمتّعون المشاهدين وهم يقتلون الثيران فيها. أمّا في حرمك المطهّر فأنّ العصابات تقتل أبناء العراق، لتثبت لرعاتها ولائها وتبعيتها وحقدها على أبناء شعبنا. وكما ألغى الإسبان تلك المصارعة غير الإنسانية الى الأبد، فثوار ساحتك سيلغون حكم العصابات الإسلاميّة والى الأبد…إنّك يا قلب العراق اليوم لست كما تيان آن مِن في بكّين، فهناك خرج ذوو الياقات البيض ليغيّروا تاريخ بلدهم ففشلوا بعد أن إستخدمت ضدهم السلطة كل أشكال القمع. أمّا أنت فذوي الياقات البيض يزيّنونك كما تُزيّن العروس، ويخرجون في زفّة عرسك وهم يواجهون رصاص القتلة وقنابلهم. وإن كان طلبة بكين قدّ هُزموا فأنّ طلبة العراق مصمّمين على النصر الذي بات قاب قوسين أو أدنى، فهؤلاء الطلبة ومعهم كل متظاهري العراق قد عرجوا الى السماء ولا عودة منها الّا ومعهم رايات النصر التي ستزيّن نصبك وحرمك وتزيّن الوطن. وكما وقف الزعيم الصيني ماو تسي تونغ في الأوّل من أكتوبر عام 1949 على منصّة هذا الميدان وهو يُعلن قيام جمهورية الصين حتى اصبح ميدان تيان آن مِن رمزا للصين الحديثة، فأنّ الأوّل من أكتوبر عام 2019 كان موعد الجماهير لإعلان الإنتفاضة على سلطة اللصوص وهم يعلنون رفضهم لسلطة العصابة بعد أن خرجوا من نفق التحرير الى ضوء النهار ليعلنوا ولادة عراق جديد ولتكوني رمزا جديدا قديما لوطن حر معافى، فهل الأول من أكتوبر في بكين وبغداد مصادفة تاريخية؟ في الساحة الحمراء بموسكو وأثناء الحرب العالمية الثانية، كانت الدبابات تعبر الساحة وهي تتجه الى جبهات القتال ضد النازيين. واليوم في ساحة التحرير فأنّ الثوار يخرجون منها عراة الصدور الا من يد تحمل علما، وهتافا يهزّ الفضاء وهم متجّهون لمواجهة النازيين الإسلاميين. ومثلما كانت الغلبة لدبابات موسكو وهي تدك الرايخشتاغ في برلين، فأنّ الغلبة ستكون لثائرات وثوار بغداد والعراق وهم يدكّون معاقل القتلة وأوكار الخونة.

أيها الجواهري يا عاشق دجلة والفرات أبلغ جواد سليم من أنّ نصبه اليوم أصبح مزارا وساحة التحرير كعبة للثوار والأحرار، وأبلغ أحبّة شعبك بأن شعبنا أذّن اذان الثورة، وقام ينفخ في الصور ليعلن القيامة على الطغاة ورثة الطغاة.

فبعض المسؤولين والسياسيين في الحكومات التي تعاقبة بعد عام 2003 وقبل مجيئهم لسلطة الحكم و سقوط النظام البعثي البائد قد شجعوا على أزاحة هذا النظام وواعدوا على بناء عراقاً ديمقراطياً افضل حالاً مما كان عليه . وعاهدوا على خلق نظاماً و مؤسسات دستورية تعمل وفق الاطر السليمة والعادلة و تبني اسلوب التوزيع العادل للثروة على ابناء المجتمع وبالتساوي في ظل دستور حديث. فلماذا كل هذه القرارات والوعود التي لم تنفذ وتوريط الشعب بهذه الشعارات ولكن ماذا بعد؟ وقد تبين اليوم بأن الحكومات عجزت في خدمة شعبها وتوفير ابسط الحقوق و الامن والامان لهم و كيف يمكن من ان نسميهم مسؤولين .ان ما يجري الان في العراق من المشاكل والاجرام والكوارث الواحدة تلو الاخرى دون حلول عار في جبين المتصدين والتاريخ سوف يحاسبهم. اين المدافع عن هذا الوطن الذي اصبح ساحة للوحوش المفترسة والارهاب الداعشي واعدائه يسرحون ويمرحون فيه بكامل حريتهم و هم يهددون حياة المواطنين الابرياء في كافة المناطق تخف مرة وتلتهب مرة . هؤلاء يفعلون كلّ ذلك ليترجموا عملياً ما تعلّموه من فتاوى الضلالة وفقهم الشاذ يبرر باغتيال الدنيا والدين معاً، ليقترب من ذلك المعين الزائف الذى تعلّم وتدرب فيه تنظيم داعش وأخواتها من تنظيمات الفكرالتكفيري المجرم، يبقى الإرهاب ظاهرة ومنتجا مركبا، من عوامل متصلة بالبيئة الداخلية ، أو بتدخل من عوامل خارجية، أو بخليط منهما معاً. فاذا كان المتصدين غير قادرين على اعادة اهم الامور وهو الامان والحفاظ على كرامة الناس وارجاعهم الى مدنهم وقراهم ومجتمعاتهم حتى يتمكنوا بالعيش بطمأنينة وسلام وأمان في وطنهم اذاً ماهي مسؤوليتكم غير خدمة الناس وتلبية مطالبهم ومن لا يصلح للمسؤولية تجاه هذا الشعب ومن لا يقدرعلى ادارة البلاد وزمام الامور فليس عيباً ان يترك السلطة لغيره ولا نشك بان هناك اناس وطنيين في كفائاتهم لاخراج هذا البلد مما هو فيه من المأزق الخطيرالى بر الامان و تخليص الشعب من الواقع المؤلم والظلم الذي يمر به الان وتوحيد صفوف العراقيين للقضاء على الارهاب وبناء وطنهم . كفى استنزاف طاقات العراق ، كفى الحرب ، الدمار والقتل والعنف وسلب اموال الفقراء ، كفى تهجير الناس من اراضيهم و خلق الفوضى فما يجري على ارض الرافدين مهبط الحضارة والانسانية عار على جبين الانسانية وعار على الاسرة الدولية والعربية وعلى من يحمل اعباء تاريخ العصر الحديث . نقول بان حلم المواطن العراقي من الصعب تحقيقها ما دام هناك فساد وكان في مقدمة الأسباب التي أفضت إلى سقوط ثلث العراق بيد داعش وسرقة اموال الفقراء من قبل سراقها ومن الصعب ان يعيش المواطن العراقي في وطنه اذ لم يكن هناك أمن وأمان وبصراحة واقع مرير يعيشه العراقيون بكل اطيافه ومكوناته وقومياته في بلاد الرافدين بلاد مهد الحضارات كسومر وأكد وبابل وأشور وفي بلد قد منحه الله سبحانه وتعالى كل هذه الثروات الهائلة والخيرات التي لا تعد ولا تحصى ومع الاسف الشديد تسلط عليه أناس بلا رحمة وبلا شفقة فلماذا لا يفكرون بهذا الشعب فقد اصبح يعيش الضيم والحرمان والخراب ويسعون الى تفكيك البلد على اسس عرقية وطائفية والدماء التي سالت فيه شملت كل اجناسه ودياناته وقومياته ومذاهبه فاي فئة من الناس هؤلاء الذين لايفكرون سوى بانفسهم و قد تركوا الناس تغرق بدمائها في كافة المناطق . ابنائه يعذبون يوميا فكيف يعيش ابناء البلد في ظلام وهو بلد الثروات والخيرات و تراجعه عن مساراته المتقدمة واصبح هذا البلد في الخطوط الخلفية والاخيرة بعد كل هذه المآسي والحروب الدائرة التي حصلت في العراق وفقد كل ثقله التأريخي والحضاري حتى اصبح في هذا الوقت وهذا القرن المتطور تحت سيوف الشرك والظلال واصبح تقطيع الرؤوس عادة يومية واصبح الهواء الي يستنشقه ملوثاً ولقمة العيش الذي يأكله اصبح مسموماً و انسانه بلا قيمة ويحاول بعض الساسة سلب كرامته .إن الحرية التي سعى لأجلها العراقيون منذ زمن طويل، هي ليست تلك التي يريد من خلالها الشعب التعبير عن رأيه أو ممارسة معتقده وطقوسه بحرية تامة فقط ، وإنما هي تلك التي يريد من خلالها فرض إرادته وخياراته السياسية في صناعة حاضره ومستقبله وبسط أمنه وتعزيز استقراره، وتنمية بلده والحفاظ على دماء الناس وكرامتهم. وهذا لن يتم إلا من خلال حكومة وطنية مسؤولة وفاعلة يشارك فيها الشعب مشاركة حقيقية وليست صورية، ليعالج من خلالها كل أشكال الفساد التي فاحت نتانته فيما بينهم ” اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين “ويضع حدا للإرهاب ومسلسل الدمار وإيقاف نزف شلالات الدماء ولا خلاص إلا بحركة الإنسان الإيجابية لمجابهة الظالمين والفاسدين وأن الخنوع لن يكون نتيجته إلا المزيد من الظلم والحرمان والمعاناة والاستبداد ولن يكون الإنسان على خير بموقفه المهادن للظلم والظالمين..
نظام الولي الفقيه المتخلف في طهران يعرف جيدا ماذا يعني إنتصار شعبنا على أراذله وأوباشه الذين أصبحت مساحة تحركهم اليوم داخل الخضراء وخلف جدران عازلة، بعد أن ضاق بهم الوطن على سعته نتيجة جرائمهم وفسادهم وعمالتهم له، والذي سيضيق بهم أكثر وأكثر حتى نراهم في أقفاص الإتهام أو هاربين إلى بلدان العالم المختلفة ومنها كعبتهم إيران. فالعراق اليوم هو الجدار الدفاعي الأخير لنظام الولي الفقيه الذي بدأ يترنح من أثر ثورة شعبنا وهو يواجه بعنفوان قلّ نظيره آلة القتل الإسلامية، التي بطشت وتبطش بقسوة قلّ نظيرها هي الأخرى بشعب يريد أن يحيا بكرامة محطمّا قيود الذل والجهل والتخلف الذي جاء به أسوأ إحتلال على مرّ التأريخ عن طريق أراذل وأوباش، وهو الإحتلال الإيراني كونه إحتلالا فكريا ثقافيا لا زال يريدنا أن نعيش عهد الكتاتيب والملالي، ونحيا حياة أشبه بالموت إن لم يكن الموت نفسه لأن النظام الدموي القروسطي في طهران يعي الخطر القادم إليه من بغداد، وهو يرى أول قطع الدومينو التي تبدأ ببغداد وتنتهي بعاصمته تسقط بإستقالة عادل عبدالمهدي الملطخة يديه بدماء شابات وشبان العراق، والتي سوف تستمر بالتساقط حتى سقوط آخر قطعة دومينو في طهران، بعد أن تفقد هذه العاصمة عمقها الإستراتيجي وتمويلها المالي وتخسر فائضها التجاري وهي تعاني من آثار الحصار، حال إعلان شعبنا نصره المؤزر على نظام المحاصصة. فأنّ هذا النظام وهو يعيش حالة من الهستيريا يحاول وبكل السبل المتاحة القضاء على ثورة شعبنا والبطش بهم من خلال عملاءه وميليشياته “العراقية”.

في دلالة عن حالة الهستيريا التي يمر بها نظام الولي الفقيه الفاشي، كتب حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة كيهان الإيرانية الصادرة يوم السبت 30/11/2019 مقالا تحريضيا يحمل بين طياته علاوة على مطالبته والتي هي مطالبة نظامه بقمع وإقتلاع جذور المنتفضين بعد إتهامهم بأنهم إستمرار لعصابات داعش الإرهابية! كذبا لا حدود له في محاولة لجلب تعاطف الشارع الشيعي المنتفض من خلال فرية حرق مرقد عثمان بن سعيد أوّل سفراء الإمام المهدي في النجف الأشرف من قبل المنتفضين، هذه الفرية التي كذبّتها الأمانة العامّة للمزارات الشريفة في بيان لها جاء فيه “تود الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشّريفة، أن تُطمئن جمهورها ومحبي آل البيت (عليهم السَّلام) أين ما كانوا والشعب العراقي عامةً بأن ما أُشيع في صفحات التواصل الإجتماعي، عن إحراق المرقد المُطهر للسفير الأول للإمام الحجة (عجل الله تعالىٰ فرجهُ الشّريف) الشيخ عثمان بن سعيد العمريّ (رضي الله عنهُ) بأنها أنباء عارية عن الصحة تماماً، وأن المرقد لم يمسسه سوءً أبداً، وأن الحريق الذي أُشيع إنما هو في المحال التجارية المجاورة له، وحركة الزوار في المرقد شبه طبيعية”.

لقد إستغلّ شريعتمداري في مقالته حادثة حرق القنصلية الإيرانية بالنجف الأشرف والذي هو أمر مرفوض تماما وفعل لا مبرر له، ليحرّك من خلالها أوباش وأراذل نظامه من أحزاب وميليشيات إسلامية عميلة لقمع ثورة شعبنا بأكثر الوسائل عنفا. فهو يطلب من الحشد الشعبي الدخول على خط المواجهة مع شعبنا منوها الى أنّ قمع الإنتفاضة وإقتلاع جذور المنتفضين الدواعش وفق رأيه سهل جدا على أبناء الحشد الحاملين أرواحهم على الأكف! وليعطي شريعتمداري هالة دينية وطائفية لما يريده ونظامه في قمع أبناء شعبنا فأنّه كتب مقالته تحت عنوان (بسم الله! يا حسين أخرى – بسم‌الله! یک ‌یا حسین دیگر). فهل عنوان المقالة رمز لبدء معركة مفتوحة من الميليشيات المجرمة وهي تواجه شعبنا الأعزل؟ وإن كان مهاجمة السفارات والقنصليات أمر مرفوض وفق الإتفاقيات الديبلوماسية ومنها إتفاقية فيينا للعام 1963، فكيف يفسّر لنا السيد شريعتمداري إحتلال السفارة الأميركية في طهران أثناء الثورة بغضّ النظر عن موقفنا من الولايات المتحدة، وما هو تفسيره لمهاجمة سفارة العربية السعودية وقنصليتها من قبل الإيرانيين في كلٍ من طهران ومشهد عام 2016؟

السيد شريعتمداري، إنّك تعنون مقالتك التي تحرّض على قتل أبناء شعبنا ولطائفية مقيتة بإسم الحسين، والإمام الحسين ليس ملككم ولا ملكنا بل هو ملك للمسلمين عامّة. أمّا نحن اليوم إذ ندافع عن شرفنا وعزّة بلادنا وكرامتنا ونثور ضد أسوأ نظام فاسد عرفته بلادنا والمنطقة بل والعالم عبر التأريخ، فإننا نقسم بالعراق من إننا سنستمر في ثورتنا حتى تحقيق النصرالأكيد. فالعراق ملكنا وليس ملككم ولن يكون ملككم ولا ملك أوباشكم وأراذلكم من أحزاب وميليشيات لا تعرف الا الإنحناء وتقبيل أياديكم وسرقة ونهب ثرواتنا، وكما إنتصر الدم على السلاح عبر التأريخ، فأن دماء شهدائنا ستنتصر على رصاصاتكم وقنابلكم الدخانية والمسيلة للدموع وحينها ستكون نهاية نظامكم المتخلف..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here