بقلم مهدي قاسم
في الوقت الذي كنتُ ولا زلتُ مع عدم استخدام أعمال العنف
ضد القوات الأمنية من قبل المتظاهرين بل التعاون والتنسيق معهم لضبط الأمور إذا أمكن ذلك ، إلا أن ذلك يجب أن لا ينسحب على مجموعات بلطجية غير رسمية أخذت تعتدي عليهم بدون أي وجه حق أو تكليف رسمي ، و هي تحاول احتلال مقراتهم وباقي مواقعهم بغية إنهاء تظاهراتهم بوسائل
العنف والقوة تنفيذا لأجندة إيرانية تريد فرض هيمنتها الطامعة على العراق إلى أمد طويل و بأي ثمن كان ، و كتحصيل حاصل فإن القطعان ” الزرق ” الهمجيين من عبدة الصنم الأجوف مقتدى الصدر ليسوا استثناء ، لكونهم يفتقرون لصفة رسمية وبالتالي لا يملكون حقا في ممارسة بلطجيتهم
العدوانية و الشرسة ضد المتظاهريين السلميين من خلال مهاجمة مقراتهم و باقي أماكن تظاهراتهم بهدف السيطرة عليها بشكل تعسفي ، لا لشيء فقط استجابة لتقلبات مواقف قائدهم و كذلك لاستعراض قوة غاشمة يتمتعون بها بحكم كثرتهم الجرادية ، الأمر الذي يخلق عندهم تصورا تفوقيا
وهميا يعتقدون من خلاله بأنهم سادة الموقف المفروض بالقوة ، و الذي يجب التصدي له و بأسلوب السن بالسن والعين بالعين والبادئ اظلم ، سيما معروف عن عناصر التيار الصدري بجبنهم و تخاذلهم ، وعلى هذا الصعيد تمكن نوري المالكي في غضون أسبوع واحد أن يحجمهم و يبعثرهم شذرا
مذرا بعدما تحولوا إلى ميليشيا وقحة وبلطجية خطرة، وأن يزج عددا كبيرا منهم في السجون والمعتقلات ، وبعضهم الآخر لا زال في السجن حتى الآن لارتكابهم جرائم قتل وسطو و عمليات سلب ونهب ، وخاصة عندما تحولوا إلى ” دولة عميقة ” على شكل عصابات و”مسلبجية ” يقتلون ويذبحون
و يسطون و ينهبون ويأخذون الخوة والاتاوات من أصحاب شركات ومقاولات و كذلك من مواطنين من أصحاب محلات ، إلى حد أخذوا ينافسونه ــ أي المالكي ــ على السلطة بل لقد بلغ منهم الشعور الأخرق بالغرور التفوق والقوة و الغلو إلى حد قاموا بمحاصرة مقر السيد السيستاني بنية
قتله ..
و قد كانت تلك الضربة القاصمة كفيلة بدفعهم إلى الخلف لفترة
طويلة .
و قد استطاع حتى الآن كل من أبطال الناصرية وكربلاء و
النجف والسماوة ومناطق جنوبية أخرى تلقينهم درسا و إجبارهم على التراجع والتقهقر من خلال التصدي لهم وحرق مقراتهم الحزبية و الميليشياوية ، لذا فيجب على أبطال ساحة التحرير التصدي لهم ومواجهتهم على غرار ابطال مناطق الوسط والجنوب وبكل قوة تأديبية رادعة ، طبعا
بمساعدة ودعم أهالي بغداد ، وأن كان أعدادهم ــ أي القطعان الهمجية الصدرية ــ في العاصمة بغداد قد تكون أكثر ، بحكم كثرة هذه القطعان في مناطق مثل مدينة الثورة وغيرها ، ولكنهم مع ذلك جبناء متخاذلون وما أن يجدوا أنفسهم في مواجهة قوة باطشة أكثر فتكا وضراوة وتفوقا
فسرعان يتراجعون ..
و يبقى أن نقول : أن مقتدى صدر قد ارتكب على مدى تاريخه
السياسي الحافل بالتقلبات السريعة عددا لا بأس به من حماقات والتي ربما قد استغربها حتى الحمقى أنفسهم !، ولكن حماقته الحالية والمتجسدة بالدعوة و التحريض بل وتجييش أتباعه ضد المتظاهرين والسعي نحو إنهاء تظاهراتهم السلمية بالعنف والقوة كانت ( و التيأدت حتى الآن
إ&لى سقوط ثلاثة قتلى من المتظاهرين حتى اآن طعنا بالسكين في ساحات التظاهرات ـــ فهي أسوأ حماقة على الإطلاق و أكثر ضررا على ما تبقى سمعته لأنها كشفت حقيقته كما هي :
ـــ صبياني التفكير ، متناقض المواقف ، متقلب الرأي ،
و مراوغ النهج والسلوك ، وغدّار الخلق ، وناكث الوعد والعهد ، وبالتالي فلا يمكن التعويل عليه لا من قبل أصدقاء وحلفاء ولا من قبل خصوم أو أعداء ، و اعتقد أنه لا يفعل ذلك عن خطة و دراية أو تفكير إنما بسبب اختلالات نفسية و ذهنية مضطربة ومتلازمة على طول الخط ،
فهو بهذه الصفات ربما يكون أقرب إلى معمرالقذافي بعض الشيء ..
كتب أحد أصدقائي الفيسبوكيين بأن مقتدى الصدر عميل مزدوج
فعارضته قائلا : لا أظن أنه يوجد ثمة جهاز استخباراتي يعتبر نفسه مهنيا و جادا و رصينا يقبل أن ينظم إلى صفوف عناصره شخص شبه مخبول ولا يؤخذ بالحسبان مثل مقتدى الصدر كعميل يمكن الثقة به أو التعويل عليه بشكل مطلق ، إلا و فقط مَن هو أكثر حماقة منه سيثق به ويعوّل
عليه و يصدّقه على وعوده وعهوده ..
مقتدى في محطات حياته السياسية الحافلة بمراوغة و تقلبات
وتناقضات لا لها أول ولا آخر من خلال رابط فيديو أ
https://www.facebook.com/babil2018/videos/262753371369048/?t=282
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط