مسؤولون يتخوفون من سيطرة مجاميع مسلحة على مقاتلات F-16

ترجمة: حامد أحمد

يقول مسؤولون اميركان وعراقيون ان قلقا متزايدا يراودهم من ان برنامج طائرات اف -16 المقاتلة العراقية في قاعدة بلد، المجهزة من الولايات المتحدة والتي كانت حتى فترة اخيرة خاضعة لادامة وصيانة دورية من قبل متعاقدين خبراء اميركان، قد يتعرض لضرر.

شركة ساليبورت غلوبال الاميركية للتعاقدات الامنية، وفرت حماية امنية لاسطول مكون من 34 طائرة اف – 16 في قاعدة بلد الجوية بالاضافة الى حماية متعاقدين من شركة لوكهيد مارتن الذين يوفرون خدمة صيانة للطائرات، وكذلك حماية منتسبين عراقيين هناك. ولكن في أوائل شهر كانون الثاني انسحب كل من متعاقدي شركة ساليبورت الامنية وشركة لوكهيد مارتن من القاعدة بعد استهدافهم لقذائف صاروخية غير مباشرة من فصائل مسلحة مدعومة من ايران، واستنادا لتصريحات من مسؤولين اميركان وعراقيين لفورن بولسي، فان هذا من شأنه ان يعرض معدات تكنولوجية اميركية حساسة لخطر العطل والتلف .

الميجر روب لودويك، متحدث باسم البنتاغون اكد بقوله “لاسباب تتعلق بسلامة وأمن منتسبيها المشرفين على عمليات طائرات اف -16 العراقية في قاعدة بلد فقد بادرت شركة لوكهيد مارتن الى اخلاء منتسبيها بتاريخ 4 كانون الثاني”، مشيرا الى ان الشركة أخطرت القوة الجوية العراقية قبل عملية الاخلاء التي اكتملت في 8 كانون الثاني .

واضاف لودويك قائلا “دائما ما تكون الولايات المتحدة قلقة بخصوص أمن المعدات التكنولوجية التي تزودها لاي شريك من الدول عبر المبيعات العسكرية وتتخذ الاجراءات المناسبة لحمايتها ضد اي كشف غير مكفول لاسرارها .”

العلاقات الامنية بين الولايات المتحدة والعراق أصبحت على المحك في الاسابيع الاخيرة منذ ان صادق رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب في 3 كانون الثاني على تنفيذ هجوم بطائرة مسيرة قُتل فيها القائد العسكري الايراني قاسم سليماني على ارض عراقية وابو مهدي المهندس. اثار موت سليماني غضبا في اوساط عراقية مما حدى بالبرلمان العراقي ان يصدر قرارا غير ملزم يقضي بطرد القوات الاميركية من البلاد .

ازدادت التوترات اكثر بعد ان ردت ايران بهجوم صاروخي في 7 كانون الثاني ضد اهداف لقوات اميركية وقوات تحالف في العراق سببت ارباكا لقوات اميركية ونظرائهم العراقيين تاركة اكثر من 50 جنديا اميركيا يعانون من حالات ارتجاج بالدماغ متباينة الحدة. منذ ذلك الوقت توقفت طهران عن شن هجمات، ولكن جماعات مسلحة عراقية مدعومة من ايران استمرت بتنفيذ هجمات واطئة الحدة على عدة قواعد في البلاد. القوات الاميركية والعراقية اتخذوا أعلى درجات الحذر وحثت وزارة الخارجية الاميركية جميع رعاياها غير العسكريين على مغادرة البلاد .

منذ ان غادر المتعاقدون قاعدة بلد، ومسؤولون تراودهم المخاوف من ان أسلحة واجهزة تكنولوجية ومعدات متعلقة بطائرات اف-16 قد تتعرض للتلف، او ان تكون تحت تصرف مجاميع مسلحة متواجدة قرب قاعدة بلد .

احد المسؤولين الاميركان المعنيين ببرنامج طائرات أف- 16 قال “القلق الاكبر هو ما يتعلق بحماية تكنولوجيا طائرات اف- 16 الحساسة. حاليا لا يوجد احد في قاعدة بلد، لا يوجد فيها اي كادر اميركي لتوفير حماية لها . ”

طيار عراقي سابق من القوة الجوية مختص بطائرة اف – 16 قال للفورن بولسي “لا يوجد احد يستطيع ايقافهم.”

في حين هناك مسؤولون اميركان آخرون هم اكثر ثقة بخصوص أمن المنظومات التكنولوجية. وقال احد المسؤولين الاميركان، طالبا عدم ذكر اسمه، إن الطائرات والمعدات المتعلقة بها هي “تحت حماية جيدة من قبل جنود عراقيين .”

وقال لودويك، المتحدث باسم البنتاغون “لقد تلقينا تطمينات من الحكومة العراقية بانهم قد اتخذوا خطوات لمضاعفة الحماية للمعدات الاميركية المكشوفة في قاعدة بلد الجوية .”

ميشيل مولروي، محلل امني وعسكري لدى البنتاغون قال “توجه اي فصيل مسلح للسيطرة على القاعدة سيتطلب منه تحشيدا كبيرا وقوة، لا اتصور انهم مهتمون جدا بها أو يفكرون بالاستيلاء عليها .”

من جانب آخر اعرب مسؤولون عن قلقهم ازاء مدى قدرة الكادر العراقي على صيانة الاسطول لفترة طويلة من دون مساعدة الخبراء المختصين من المتعاقدين .

وقال مسؤول عسكري اميركي “كلما طالت فترة غياب كادر لوكهيد مارتن كلما زادت صعوبة صيانة الاسطول. العراقيون لا يمكنهم فعل ذلك بدون مساعدة الجانب الاميركي المتعاقد الذي سيرجع في غضون اشهر قليلة”.

ووفقا للمسؤول الاميركي المطلع على برنامج طائرات اف 16 في القاعدة فان الطائرات لم يجر التحليق بها بشكل دوري، والذي يقلل الحاجة لتبديل قطع الغيار من ناحية ولكن من ناحية اخرى يؤدي الى تدهور كفاءة المنظومات فيها.

واضاف المسؤول بقوله “كثير من الاشياء في الطائرات تتعرض للعطب بشكل اسرع وتقل كفاءتها في حال تركت بدون استخدام لفترة طويلة ولهذا قد تكون في وضعية تصعب صيانتها .”

عن: فورن بولسي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here