استهتار و عدوانية أصحاب القبعات الزرق دليل قاطع على وجود الدولة الميليشياوية العميقة

بقلم مهدي قاسم

من المعروف والسائد إن عملية حفظ الأمن و النظام تقع ضمن
مسؤوليات الدولة ، و تحديدا ضمن مسؤوليات وواجبات وصلاحيات القوات الأمنية المرخصة بهذا الخصوص ، و مثلما مثبتة في مواد الدستور و كذلك في كتاب قانون العقوبات الجزائية ، و هذا يعني بكل وضوح أنه ما من جهة غير رسمية يحق لها القيام بمهام وواجبات أمنية كحفظ النظام
غير القوات الأمنية النظامية والرسمية تحديدا و فقط وبالأخص ، وأن قيام أية مجموعات سياسية كانت أو غير ذلك ، خارج عن هذا الإطار الرسمي و القانوني ، وبشكل تعسفي و كيفي يعتبر فعلا جنائيا يعاقب عليه القانون في كل الأحوال ، و كذلك يتطلب الأمر تدخل الدولة الفوري
لإيقاف مثل هذا التجاوز القانوني ومساءلة المتجاوزين وتوقيفهم تمهيدا لإكمال الإجراءات الجنائية ضدهم بهدف معاقبتهم قضائيا ، فكيف الأمر الذي تفاقم أمر الاستهتار والاستخفاف بهذه القوانين و مواد الدستور ووصل لحد مهاجمة المتظاهرين وضربهم بالهراوات و العصي أو طعنهم
بالسكاكين مثلما حدث في ساحة التحرير و غيرها ؟!!..

بطبيعة الحال نحن هنا نتكلم عن مؤسسات دولة القانون و الدستور
الثابتة والراسخة في الدول و الحكومات المحترمة والمعتبرة ! ، و بمدى التمسك بها فعليا و تنفيذا وتطبيقا بكل حذافيرها حتى نهائية فواريزها !، وبعدم التهاون معها إطلاقا ولأية اعتبارات سياسية كانت ، و على سبيل المثال لو برز أصحاب قبعات زرق في فرنسا بنية الاعتداء
على المتظاهرين من أصحاب القمصان الصفر الذين مرت أكثر من سنة على تظاهراتهم والتي وصلت أحيانا لحد قطع الطرق أيضا، فمن المؤكد أن القوات الأمنية الفرنسية * لتدخلت فورا لتفريقهم وطردهم و منعهم منعا باتا بالقيام فضلا عن توقيف المعتدين ، و كانت ستقوم قيامة القوات
الأمنية لو أدت الحادثة إلى قتل ثلاثة من المتظاهرين الفرنسيين لربما استقالت الحكومة نفسها ، مثلما أجرم أصحاب القبعات الزرق في ساحة التحرير أثناء احتلال المطعم التركي حيث قاموا برمي أحد المتظاهرين من الطابق السادس بعد طعنه بعدة طعنات ، إضافة إلى طعن أثنين آخرين
حتى الموت أيضا في الساحة التحرير ، فبالرغم من هذه الجريمة الجماعية المروعة فأن ” الدولة ” العراقية المخطوفة على يد المليشيات الإيرانية أو شبه الدولة بقيت متفرجة و صامتة ــ أن لم تكن متواطئة ــ و كأن الأمر لا يعنيها لا من القريب ولا من البعيد ، مع أن الذين
قُتلوا ظلما هم مواطنون عراقيون لهم حقوق المواطنة على الدولة من ضمنها حمياتهم من أي أذى جسدي أو من عمليات قتل و التصميم والإصرار على أخذ حقهم قضائيا في حالة تعرضهم لجرائم اعتداء أو قتل و ذلك من خلال اعتقال الفاعلين القتلة ، لأجل أن لينالوا جزائهم العادل بما
اقترفوه من جريمة قتل وحشية ..

قلنا أن إجراءات قانونية من هذا القبيل ستُتخذ ضد المجرمين
وعصابات بلطجية ، لو جرت كل هذه التجاوزات و الجرائم في دولة قائمة على مؤسسات القانون والدستور المطبقة بكل حذافيرها ، وليس في دولة مخطوفة ومصادرة من قبل ميليشيات وعصابات بلطجية و إجرامية و تابعة لأجندة أجنبية ، وضعت الدولة العراقية جانبا و خلقت لنفسها دولتها
الميليشياوية المدججة و العميقة لتفعل ما تريد وما تشاء وضمن منهج وسلوك عصابات الكابوي في الأزمنة الغابرة ..

لقد وصل استهتار استهانة هؤلاء القطعان والأوباش المنفلتة
على هواها لتطال بما تبقى من بقايا هيبة الدولة العراقية ، بحيث أنهم يرفضون الالتزام حتى بالشكليات التي تظاهروا بالتمسك بها حتى الآن ، ليثبتوا للشارع العراقي بأنهم ليس فقط غير ملتزمين بالشكليات إنما فوق الدولة العراقية المخطوفة و شبه المنهارة بفعل بلطجيتهم
و لصوصيتهم وفشلهم ، تلك الدولة التي يتظاهر مئات آلاف من المواطنين العراقيين من أجل استعادتها من قبضة هذه العصابات الإجرامية عبر هتافات تصل عنان السماء و ذات تصميم وعزيمة ومفادها :

ــ نريد وطنا !..

نعم وطنا يحترم قيمة المواطن العراقي و آدميته وكرامته
الإنسانية ..

صور و روابط فيديو ذات صلة :

 

من بريد الصفحةهكذا تم الاعتداء علينا من قبل #القبعات_الزرق ونحن في مسيرة طلابية وسط #ساحة_التحرير

Geplaatst door ‎ساحة الحبوبي‎ op Dinsdag 4 februari 2020

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=282680376030342&set=a.110278703270511&type=3&theater

هذا الهتلي أحد أتباع مقتدى الصدر !

Geplaatst door ‎علي الغرباوي‎ op Dinsdag 4 februari 2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here