تلزيم الاسلام الأوروبي وسلفنة الاحياء والفالقة السورية

فلسطين مغتصبة وتصرخ والاردن يغتصب بصمت

*كتب : المحامي محمد احمد الروسان*

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

كارتلات العسكر والشركات والاقتصاد والمال والمجمّع الصناعي الحربي الامريكي، وجلّها تشكل جزء وازن من الدولة العميقة – لا كلّها – التي تحكم وترسم، والادارة الامريكية أي ادارة تنفذ فقط، ومسموح لها أن تلعب بالهوامش الممنوحه لها والتكتيك من عميق الحكم هناك، وأي رئيس أمريكي هو بمثابة ناطق رسمي فقط باسمها. هذه المصفوفة الامريكية، ما زالت تعمل على تبييض صورة الأرهابيين، وما زالت تستثمر في الأرهاب، وأي أزمة اقتصادية ومالية عالمية متوقعة هذا العام 2020 م، هي نتاج العبث بدم ديكتاتورية الجغرافيا، ودم الديمغرافيا للفالقة السورية في جلّها، والتي هي بمثابة مفاعل نووي متسارع في عقابيله من الناحية السياسية والاقتصادية وهندسة المجتمعات، عبر اللعب بالاثنيات والاعراق، بما فيها ديكتاتورية الجغرافيا الاردنية، حيث فلسطين مغتصبة وتصرخ والاردن يغتصب بصمت، عبر طرف اقليمي ودولي متقاطع مع محلي متأمرك ومتأسرل وبتآمر بعض العرب، وهذا الصمت متفق عليه والأيام بيننا وستخبرنا بما كان البعض منّا يجهل أو يتجاهل المعطيات والواقع في كيفية اغتصاب الاردن بصمت، وصمت متفق عليه. البعض منّا مع كل أسف لا يعرف أنّ السياسة ليست مجرد صور تذكارية مع الفقراء والنازحين واللاجئين، بل هي استقراء للمستقبل، وكل خطوة غير مرئية في المستقبل يجب معاملتها على أنّها كمين، والسياسي الذي لا يكترث الاّ للهتاف والمديح، لا يختلف عن بائع المواشي في سوق الحلال كل يوم جمعه، وبائع الجرائد على الأشارات الضوئية في بعض عواصمنا العربية القطرية. ومن هنا نرى أنّ الساسة المراهقون ودبلوماسية صعاليكهم الجوفاء والخرقاء، يعتقدون أنّ اللعب في دماء الجغرافيا هومجرد لعب مع الخطوط والحدود والتراب، ولكنّ من يلعب بدم الجغرافيا عليه أن يعلم أنّ الجغرافيا ستلعب بدمه ورأسه، وكون المنطقة في حالة سيولة شديدة والأرهاب المعولم يتم تسييله، الكل صار يلعب بدم الجغرافيا السورية وتبعها اللعب بدم الجغرافيا والديمغرافيا الاردنية وعبر مضامين الاعلان الهليودي الاخير في البيت الابيض، حيث سيرحل برحيل ترامب عن البيت الابيض. انّ تكلفة الأستسلام أكبر من تكلفة الصمود، لأنّك باستسلامك

ستكون انبطاحيّاً وتزحف حبواً على شفاهك نحو الآخر، وانجازات الصمود أكثر فائدة من التكاليف، وأن تكون حليفاً لأمريكا أكثر خطورة من أن تكون عدواً لها، والاستقلال السياسي يتطلب استقلالاً اقتصادياً، والمقاومة تتطلب اقتصاداً مقاوماً، وكل الأحداث تثبت صحة هذه المعادلة وتؤكد يوماً بعد يوم، أن الاستعمار ينطلق من الاقتصاد ويمر وينتهي به أنظر الى حالنا وكيف يستخدمنا الآخر لمحاربة بعضنا البعض، ضمن استراتيجيات الخداع الأستراتيجي(حروب عربية عربية)ولاحقاً عربية فارسية، كنهج ولاياتي أمريكي وهي انعكاس لأستراتيجية الصبر الأستراتيجي، التي يتحدث عنها كوادر استخبارات البنتاغون لصناعة حروب متنقلة(عربية عربية)والبدء من اليمن، وكلا الأستراتيجيتين وفّرتا الغطاء للعملية العسكرية على اليمن الطيب والفقير، حيث لعنة الجغرافيا تلاحقه فما ذنبه؟. الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تشكيل بازارات من الحروب الطائفية والمذهبية، والتي يجري انضاجها على نار حامية في جلّ المنطقة العربية، وتجعل اسرائيل تتموضع في خارطة العمل العسكري الحالي على اليمن في الظل، حيث تتقاطع مصالحها(أي اسرائيل الصهيونية)مع البعض العربي الآخر، والذي بلع الطعم اليمني حتّى اللحظة بنهم، حيث آعاد التاريخ نفسه ولكن بالمقلوب في الحالة اليمنية الآن، حيث شعبها طيب وفقير وخطيئته الوحيدة هي الجغرافيا ولغتها، ومشاركة البعض العربي في هذه العملية العسكرية غير مقنعة لأحد ولكثير من الناس في الدواخل العربية، وهنا أتساءل: هل يراهن هذا البعض العربي على انزياحات تحققها خرائط التقسيم القادمة، والتي تحدثت عنها كوادر الأستخبارات الأمريكية وعبر استراتجيات الصبر؟ أمريكا تحارب ايران بالعرب، وتحارب العرب بالعرب، وتحارب المسلمين بالمسلمين عبر حلف ناتو عربي سنّي بدافع الرجولة الوهمية مع كل أسف، لأشعال حرب بسوس القرن الحادي والعشرين، ولمحاربة كل من لا يسير في الفلك الصهيوني والأمريكي من العرب، ولتشجيع تركيا بعاصفة حزم أخرى في سورية، ودفع مصر لتكرارها في ليبيا، مع الانتهاء من تطبيق ما تسمى بصفقة القرن مثلاً، والسؤال هنا: هل استيقظ الرجل العربي المريض على ايقاعات الأيرنةً؟! ولأنّه لا عفوية بالعمل السياسي، تم القيام بحملات اعلامية مبرمجة لتشويه صورة المقاومة، من قبل وسائل ميديا المحور الخصم لمحور المقاومة. انّه تزامن مقصود ومدروس مع غرف موك اعلامية لتكذب وتكذب وتصنع رأياً دولياً مضاداً، للدولة الوطنية السورية والمقاومات في المنطقة، حيث المجاعة الحقيقية والتجويع تكمن ويكمن في اليمن العربي، بفعل الحصار والعدوان السعودي والبعض

العربي عليه، واستخدام القنابل العنقودية التي انتقدها العالم. العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، هي عاصمة طبقة مجرمة ارهابية في عروق مجتمع كارتلات الحكم الولاياتي في الداخل الأمريكي، تستخدم الحروب لتحصد دماءَ الأمريكيين والضحايا لأدواتها من الشعوب الأخرى، لتشنَ حروباً خارجية للهيمنة على الموارد والسيطرة السيكولوجية الداخلية، بحيث يتم تطبيق إجراءات حربية بشكل روتيني بهدف خداع الجماهير وتركها في حالة من الصدمة والتحرك الدائم باتجاه الاستعمار الخارجي ضد مجموعات مستهدَفة، ترغب واشنطن وشركات النفط الغربية في الاستيلاء على مواردها الطبيعية، وسرقة أراضي شعوب العالم الثالث لتمرير خطوط الأنابيب الاستراتيجية عبر آسيا الوسطى. يعمل قادة واشنطن بشكل روتيني على استحضار فكرة وجود مخاطر خارجية تهدد الأمة في محاولة ساخرة لبناء عقيدة لدى الجمهور الأمريكي، يتم من خلالها تفحص موارد الأمم الأخرى( من قبل العقائد التنفيذية)بصفتها ملكاً للأمريكيين. تعمل أرباح شركات الأسلحة على نقل الثروة من القطاع العام إلى القطاع الخاص، وتفرض الضرائب على غالبية الطبقة العاملة والوسطى، بينما يعاني الفقراء والمحرومون من البطالة لغياب فرص العمل. إنّ قتل واغتيالَ المدنيين، حدث روتيني في عقيدة الحرب على التمرد المضاد، فقد اغتالت “سي آي إيه”، أو خططت لاغتيال، أكثر من 50 زعيماً أجنبياً، في تشيلي، والعراق، وليبيا، وبَنما، والسلفادور، وسوريا، وفلسطين المحتلة، ولبنان، وروسيا، وايران. ويمكن للاغتيالات، أو مؤامرات اغتيال القادة والكوادر، أن تأخذ أشكالاً مثل أساليب تفجير الطائرات التي تتواجد على متنها شخصيات مستهدفة من قبل “سي آي إيه”، أو دعم الفصائل العسكرية التي يدفعها كرهها للجنرالات الذين يتمتعون بشعبية كبيرة إلى محاولة اغتيالهم، كما تستخدم “سي آي إيه” فرق الموت لقتل المعارضين السياسيين والقادة الدينيين الداعمين للفقه التحرري من أمثال الأسقف روميرو، لكنها تشارك أيضاً في عمليات اغتيال وحشية لسياسيين وجنرالات يقاومون، أو لا يتماشون مع، أهداف السياسة الخارجية للمجمع العسكري- الصناعي أو الشبكة النقابية الإجرامية لمافيا “سي آي إيه”، من أمثال رافايلو تروجيللو (جمهورية الدومينيكان)، ونغو دينه دييم (فيتنام). إنّ “سي آي إيه” تعمل كملحق للآلة الحرب الإجرامية الجماعية وتقوم بحماية ثروات النخب المهيمنة على “وول ستريت”. يتم قتل المدنيين الأبرياء مع استهتار كبير بحقوق الإنسان والسيادة، إذ يتم ذبح النساء والأطفال من قبل الجيش الأمريكي و “سي آي إيه” التي تعمل على

اغتيالهم من خلال أساليب على غرار “عملية فينيكس” التي تقوم على برامج معسكرات الاعتقال ومكافحة التمرد، كما تعمل عبر البنتاغون على الأبادة الجماعية بحجة محاربة داعش. إنّ معاداة الأشتراكية والشيوعية هي المحرك الرئيس للسياسات الأمريكية في العالم، التي تعمل على قتل بلدان العالم الثالث الأصلية، هذا فضلاً عن التدخل في عملياتها الانتخابية و تدمير بناها التحتية. إنّ صفقات الأسلحة عامل روتيني في شرح هذه العملية، حيث تتم التضحية بحقوق السكان الأصليين لصالح الأرباح المتأتية من بيع الأسلحة، والغزو الأوروبي العرقي، والحرب الدائمة تحت الراية الوطنية التي ترفرف فوق فرق القتل التي تذبح المدنيين من أجل الدولارات الملوثة بالدماء التي يجنيها المساهمون. كما يطال القبح الذي يميز الحرب الإمبريالية الأمريكية التعذيب في نظام سري في القواعد حيث يتم تعذيب الرجال بلا أية محاكمات أو إجراءات قانونية في ظل الدستور الأمريكي. كما أن القنابل الأمريكية عامل روتيني آخر في زهق الأرواح البريئة، وتبين كيف يعمل دافع الربح على تقويض أي قيمة للأعراق الأخرى بصفتها زائدة عن الحاجة. أمّا المحتجون الذين يتجمعون بالقرب من مواقع قواعد الطائرات الآلية، حيث تعمل أنظمة القيادة والسيطرة على القتل الروتيني للمدنيين في باكستان واليمن والصومال وأفغانستان والعراق والفيليبين والنيجر وسورية، فيتم التعاطي معهم بصفتهم مجرمين حيث يواجهون أحكاماً بالسجن، بينما يبقى المجرمون المرضى الذين ينفذون أوامر مجرمي الحرب في الدولة طلقاءَ يقتلون المدنيين الذين لم يروا وجوههم أبداً .تستخدم الدولة البوليسية الحجج العقلانية في إبادتها للمجموعات الأخرى بناءً على أعراقها، وتعمل على تعميم الفكرة القائلة إن الهجمات موجهة ضد عرق أشبه بالحيوانات أو الحشرات بحيث يتم تقنين التفكير العقلاني في دوائر ضيقة تتوجه نحو القتل ونهب الثروات أو احتجاز تلك المجموعات في معسكرات الاعتقال. فقد أنفق البنتاغون ملايين الدولارات على إطلاق عملية مكافحة الإرهاب الداخلي في الولايات المتحدة على شكل فرق شبه عسكرية تشمل عدة وكالات فدرالية وحكومية ومحلية. ويمكن أن تهدف الخطة إلى معالجة الاضطرابات الداخلية لقمع الشعب الأمريكي في حرب إبادة على غرار الحالة التاريخية في بلدان العالم الثالث بإشراف الدولة البوليسية الأمريكية الإمبريالية. فقد عمل “مكتب السلامة العامة” بمثابة واجهة لوكالة الاستخبارات الأمريكية وهو فرع من “يو إس إيد”، التي تدير برامج النشاطات المدنية التي تشكل غطاءً لاختراق “سي آي إيه” للمجموعات المستهدَفة التي تقاوم الإبادة الإمبريالية

الأمريكية. ويتم إعطاء الأوامر لشبكات المخبرين باستهداف واغتيال القادة الثوريين بشكل عام .العبودية والحرب متشابهان، كما في حالة معتقلي غوانتانامو، حيث تم بيع الكثير من هؤلاء الرجال إلى الولايات المتحدة والناتو من قبل أمراء الحرب التابعين لحلف شمال الأطلسي. ولا يزال هؤلاء الرجال في معسكرات الاعتقال في “باغرام” و “غوانتانامو” ومواقع سرية في الصومال, حيث يتم تعذيبهم بالإغراق بالماء والإطعام القسري. إنّ الدولة المهددة بالحرب على الدوام لا تتماشى مع الحكم الدستوري، كما أنها لا تنسجم مع المجتمع الديمقراطي. إنّ خلق الأعداء الدائمين وتحريك الشعب ضدهم بشكل متواصل يولد الخوف والكراهية والتسلح، حيث يتم اختبار الأسلحة الجديدة على المجموعات المستهدفة سواء في العراق، أو بنما، أو فيتنام، أو أفغانستان أو في سورية أو في لبنان حالياً ولاحقاً. على خلاف ما يعتقد الكثيرون حول الغزو الأمريكي لأفغانستان، لم يكن الغزو يستهدف أولئك الذين نفذوا هجمات أيلول، بل لبناء خط أنابيب لنقل نفط بحر قزوين من تركمستان، عبر أفغانستان، وإلى الموانىء الباكستانية بالقرب من المحيط الهندي.

لقد بدأ الأرتداد على كل من عبث ويعبث وسيعبث بالجغرافيا السورية وديكتاتوريها، ولمن أراد أن يستيقن ليعد الى التاريخ لسان الجغرافيا ليخبره. الأمريكي ما زال يؤمن أن الأنتشار الأفقي للفكر الجهادي والمحافظة على سمته في كل الأزمنة والأمكنة، هو السبيل الوحيد لأسقاط أي نظام لا يتفق ويتساوق مع رؤى الأمريكان، ويريد هذا الكابوي الأمريكي للفاشية الدينية أن تسود ليس في سورية والعراق فحسب، بل في جلّ ساحات الشرق الأوسط وأسيا الوسطى وفي الداخل الصيني أيضاً عبر أقلية الأيغور المسلمة، والتي تتجاوز عشرين مليون ايغوري مسلم، لذا يصر الروسي على رفض الأرهاب والأستثمار فيه وفي منحنياته لأسقاط الأنظمة المعارضة أو التي لا تتفق وتتساوق مع الكابوي الأمريكي بأي صورة من الصور. ويعتقد أنّ واشنطن دي سي سوف تستخدم هذا العامل السابق ذكره، في اسقاط أنظمة حلفائها عندما تغدو عبء على نفسها وعلى مجتمعاتها وبلا شك على أمريكا، لذلك أن تكون معادياً لواشنطن فيه خطورة، ولكنّ أن تكون حليفاً لها أشد خطورة من العداء لها. سلفيو أوروبا فجّروها تفجيراً وعلى مدار التآمر على سورية وما زالوا يسعون الى عمل المزيد والمزيد، والمجتمعات الأوروبية صارت تتجه نحو اليمين المتطرف بمستوى أول، لا بل الى يمين اليمين، فيصبح اليمين يسار يمين، وصارت ساحاتها مغناطيس جاذب لارهابها بحق منطقتنا وسورية، تماماً كالساحات،

ان القويّة، وان الضعيفة، المجاورة لسورية صارت وتصير وستصير مغناطيس جاذب للأرهاب المعولم، فهل نحن بصدد سلسلة آياليل أوروبية أخرى قادمة لا محالة على غرار الأيلول الأمريكي في ظل أزمة اقتصادية أممية متفاعلة قد تحصل في عام 2020 م على غرار أزمة 2008 م كما تذهب قرورن الأستشعار الأقتصادية والمالية في وزرارة الخزانة الأمريكية؟ وهل ما جرى ويجري وسيجري في دول وساحات أوروبا، بمثابة كفّارة تاريخ هائل من الذبح الأستعماري، مارسته أوروبا بحق شعوبنا وساحاتنا؟ وهل صارت استخبارات المثانات السورية ضرورة أممية للأوروبي وغيره؟ حسناً: في المعلومات أكثر من خمس أو ست زيارات غير معلنة قام بها العميد البرتو مانيتي رئيس جهاز الاستخبارات الإيطالي الخارجي(ايزيه)الى دمشق وسرّاً بعد زيارته الأولى في نهايات تموز عام 2016 م بتشجيع روسي ودعم واضح، لكنه يزور دمشق هذه المرة كوادر من جهاز المخابرات الأيطالي نفسه يشاركه جهاز المخابرات الفرنسي الفرع الخارجي(بقيادة برنار ايميه بديل برنارد باجوليه، وكلاهما سفيران سابقان لفرنسا في عمّان)بعمل مشترك مع جهاز المخابرات الألماني لمعرفة مدى أفاق مسارات التعاون مع مجتمع المخابرات السوري وأيضاً بدعم روسي، وثمة زيارات غير معلنة يقوم بها كوارد مجتمع المخابرات السوري، لأيطاليا وبعض الساحات الأوروبية، وكذلك لدول وساحات الجوار السوري هذا الأوان باسناد ونصح روسي واضح وعميق، بعد انجازات الميدان للجيش العربي السوري والقوّات الرديفة والصديقة، ودمشق تقول: لا تطبيع مخابراتي معلوماتي قبل صرفه في السياسه والدبلوماسية مع سورية، وهذا باعتقادي موقف سليم 100%. هذه هي السياسة والدبلوماسية القسرية التي تتقنها سورية باحتراف وتحقق نتائج لا تتحقق بقوّة السلاح، انّها دمشق ودائماً وأبداً لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق بلد الياسمين، سياستها لغز بالنسبة للغربي وللبعض العربي الكاميكازي الروتاني. لا يوجد ارهاب معتدل وارهاب غير معتدل، الأرهاب هو الأرهاب، في الحدث السوري وعلى مدار تسع من السنوات كل من يحمل السلاح في وجه الدولة الوطنية السورية ونسقها السياسي وشعبها هو ارهابي ولو كان مدعوما من الملائكة(على سبيل المثال)، واشنطن وحلفها ومعهم الحزب الحاكم في تركيا والبعض العربي يعملون على التمييز بين جماعة معتدلة مسلحة وجماعه ارهابية كورقة عسكرية وسياسية، لآستهداف النظام السوري والدولة عبر معتدلها من الأرهاب لشطب النظام السوري ونسقه، وهذا ثبت فشله على مدار أكثر من تسع من

السنوات، وما زال الأمريكي وجلّ الطرف الثالث يراهن جاهداً على ما يسميه بالجماعات المسلحة المعتدلة، ويعمل الامريكي على اعادة انتشاره العسكري في أماكن يحتلها في سورية، وهو تحرك سياسي بعنوان عسكري. الأمريكي وجلّ الطرف الثالث بالمسألة والحدث السوري ما زالوا يراهنون على الجماعات المسلّحة الأرهابية(يسمونها المعتدل من الأرهاب)في العملية السياسية السورية كما يريدها هذا الطرف الثالث بالحدث السوري، وهومتآمر واقعاً وحقيقةً، والحقيقة هي هذه الجماعات المعتدلة، أس للأرهاب المدخل والمصنّع ومن نسل القاعدة مباشرةً. وأكثر من ذلك الأمريكي يقوم بعمليات تضليل وخداع ممنهج وحلفاؤه الغربيون والبعض العربي، تهدف الى تبييض صفحات الجماعات الأرهابية المسلحة مثل: جبهة النصرة + أحرار الشام (أشرار الشام)+ حركة نور الدين زنكي الأرهابية والتي جزّت عنق طفل فلسطيني بريء هو بمثابة ذبيح الأنسانية هو اسماعيل القرن الحادي والعشرين في مخيم حندرات قبل خمس أو ست أعوام + بقايا ما يسمى بالجيش الحر، وأكثر من ذلك، تعمل أمريكا على اعادة انتاجات للأسلام السياسي عبر جماعات الأخوان المسلمين في الداخل السوري عبر بقايا حركة حاشا احرار الشام، وفي الخارج السوري وغيرها، حيث واشنطن ما زالت تراهن على الأسلام السياسي لتوجيهه نحو أسيا والصين وايران وروسيا في القوقاز وأسيا الوسطى عبر استراتيجيات الأستدارة الأمريكية، وما فعلته ما تسمى بحركة نور الدين زنكي(الأمير نور الدين بريء منها) وتعتبرها أمريكا وتركيا والسعودية وقطر وبعض العربان بحركة معتدلة، نعم أحرج أمريكا وأحرج توابعها من العربان((هذه معارضتكم المعتدلة)) تمارس ممارسة داعش وأبشع من داعش، بعبارة أخرى، أمريكا تقوم بخديعة العصر بتبييض صورة هؤلاء الأرهابيون على أنهم حمل وديع وهم رب الأرهاب وأسّه وديدنه. ولنحفّز العقل على التفكير عبر اطلاق العنان له بانضباط: بفعل الحدث السوري وعقابيله، هل صارت الجغرافيا التركية موضع تساؤل استراتيجياّ؟ كما هل بات أردوغان موضع تساؤل أيضاً لدى حلفائه في الناتو؟ هل تطرد تركيا من الناتو(الخلافات الأمريكية مع تركيا شق في السياسة الخارجية التركية، وشق في السياسة الداخلية التركية)؟ وهل بدأ مشروع تفكيك تركيا عبر البلدربيرغ الأمريكي؟ ما هي المخاطر الجديدة التي صار الناتو يتعرض لها؟ فثمة خطر من الشرق يتعرض له الناتو يتمثل في الوجود الروسي العسكري المتفاقم والدائم في سورية، وثمة خطر من الجنوب التركي يتمثل في صوفيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وصوفيي الناتو نفسه وصوفيو أردوغان

ذاته(الدواعش والفواحش والدوامس)، وتركيا تجتمع فيها هذه المخاطر وصارت أكثر دولة في الناتو انكشافاً للمخاطر، أليست هذه مخاطر عميقة؟. أمريكا لا يمكن أن تتخلى عن تركيا فهي عضو بالناتو والقنابل النووية الأميركية موجودة في قاعدة أنجرليك التركية، وهي لردع روسيّا وايران لن تسحبها واشنطن، وأمريكا تعمل على توظيف تركيا في صراعاتها الأستراتيجية مع روسيّا في أسيا الوسطى والقوقاز ومناطق غرب أسيا، وأمريكا لم تتخلى عن الأسلام السياسي بعد كمشروع لتدمير ايران وروسيا والصين، ومنذ اعتذار أردوغان لروسيّا تحاول روسيّا احتواء(تركيا أردوغان) بشروطها، وهذا تدركه واشنطن وترفضه، وتحاول موسكو أن تبقي أردوغان بعيدا عن الأتحاد الأوروبي، فلا الناتو ولا أمريكا سيتخلون عن تركيا، وذلك لأستكمال المشروع الأمريكي في المنطقة وهو مشروع أسلمة الأقليم عبر النموذج التركي الذي له أكثر من سبعة عشر عاماً، والعائق أمامهم في ذلك هي سورية بنسقها السياسي وجيشها ورئيسها ونظامها وشعبها، هنا حجر العثرة أمام هذا المشروع الغربي في المنطقة لذلك، تتعامل روسيّا مع الملف السوري باحترافية الكي جي بي المخابراتية والتي تشتبك مع السياسي والأقتصادي والعسكري والثقافي والفكري. وأعتقد أنّ الذي يسعى بذكاء ويسيل لعابه وسيرتمي في الحضن الروسي الدافىء والمفيد بعد الرئيس أردوغان هو ولي العهد السعودي، لكن هذا الأرتماء السعودي سيكون بالشروط الروسيّة لا السعودية، ومنها وقف اللعب السعودي مع ايران وهي العضو الفاعل في مجموعة البريكس، والسؤال هنا: هل تقبل السعودية لاحقاً عضواً فاعلاً أم مراقباً في مجموعة البريكس؟ وبحسب ما شرحته: أرى أنّ العلاقات سوف يتم ترتيبها مع أمريكياً مع بقاء الحذر من كلا الطرفين، وبخصوص فتح الله غولن وان وافقت أمريكا على تشكيل لجنة مشتركة لبحث هذا الأمر، فانّها لن تسلّم غولن الى أردوغان، كون فتح الله غولن جزء من الأسلام السياسي وبحاجته واشنطن ومعه أردوغان لأسلمة الأقليم، لذلك هي ستسعى لتسوية الخلافات بينهما وهي من صنعت هذه الخلافات عبر محاولة الأنقلاب الفاشلة، ليتهم أردوغان التنظيم الموازي وغولن بذلك. هاجس الأمن القومي التركي والذي يشكل جلّ عقيدة الجيش التركي وباقي المنظومة العسكرية والأمنية، هو الراديكالية الدينية المغرقة بالتطرف، تشكل أساس جوهري ومهم، ومن هنا نلحظ بقوّة وعمق ثمة واقع راديكالي سلفي وهابي يترسخ في المحيط الجغرافي التركي، بسبب تورط أنقرة بالمسألة السورية، بحيث تحوّلت بطون جغرافية الحدود التركية مع سورية ميادين فسيفسائية تغلي

بمرجل الجماعات السلفية الوهابية، وهذا ما سعى له الغرب والأمريكي والأسرائيلي وما زال عبر عرب روتانا أيضاً. بات واضحاً للجميع في المنطقة أنّ انضمام الرئيس التركي الى اللعبة الغربية الأمريكية، جعل العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تعمل على تضعيفه شيئاً فشيئاً ونفوذه داخل مؤسسات حكمه لغايات السيطرة، ثم الأستخدام والتوظيف والتوليف وادارة اللعبة التركية الداخلية والخارجية في محيطه الأقليمي ومجاله الحيوي، بصورة غير رسمية وغير مباشرة وعلى الطريقة المخابراتية البريطانية: ازرع المشروع ووفر له كل دعم لوجستي وأتركه ينفذه ولا تلتقيه الاّ على الهوامش ببعد زمني متوسط. وبإيضاحات أكثر وضوحاً وعمقاً، الغربي والأمريكي استثمر في ظروف الحزب الحاكم في تركيا، كما استثمر في مسارات الهجوم على أردوغان في الداخل التركي والخارج التركي، كل ذلك قاد الى خلق وتخليق بيئة مناسبة وذات جودة عالية لتنفيذ البرامج الغربية ورؤية البلدربيرغ الأمريكي، وساعد على ذلك الموقف الروسي من أردوغان بعد تنفيذه بصورة وبأخرى لفخ حادثة اسقاط السوخوي الروسية عام 2015م. الأرهاب(مدان بكل اللغات)الذي حدث في ألمانيا وفرنسا(أكثر من مره)وبروكسل، وما سيحدث لاحقاً في جلّ الساحات الأوروبية وغيرها من ساحات العالم وبشكل يتكرر بين الفينة والأخرى، هو تدمير ممنهج ومخطط له لضرب التعايش السلمي الديني الأجتماعي في ألمانيا وبروكسل وفرنسا وجلّ أوروبا، كونه سيعطي المسوّغ لما يسمى باليمين المتطرف في الساحات الأوروبية، لرفع وتيرة حملته على المهاجرين خاصةً من الأصول العربية والمسلمة، وكذلك الحال بالنسبة لتصاعدات عميقة بالمعنى الرأسي والعرضي لما يسمّى بيمين اليمين في جلّ القارة العجوز، فيصبح اليمين بمثابة يسار يمين بالنسبة لليمين المتطرف كما أسلفنا، كل ذلك ليصار الى تفجير أوروبا من الداخل وحسب رؤى البلدربيرغ الأمريكي، كما هو نتيجة للعبث بدم الأيديولوجيا والجغرافيا السورية على مدار تسع من السنوات، من قبل مجتمعات المخابرات الأوروبية. الأوروبي زرع الريح فحصد العاصفة فبال على نفسه، أي أحدث بولاً من وجل شديد وعظيم وخطير، وضمن منحنيات وحالات التبول اللارادي، وبعيداً عن لازمة التضامن مع ما يجري وجرى وسيجري في الدول الأوروبية من ارهاب مدان وحقير والذي له ما بعده، فانّ أوروبا وقعت بين الصير والباب، فهي من جهة مجبرة على اللحاق بالسياسة الأمريكية في محاصرة روسيّا وتخريب الوطن العربي، ومن نتائج ذلك خسائرها الاقتصادية وتدفق اللاجئين عليها كعبىء اقتصاي

ومسألة قلق عنصري معا، وفي ذات الوقت هي عاجزة عن حفظ أمنها الداخلي وهي ملحقة بواشنطن حيث سياساتها الخارجية والدفاعية تتكأ على واشنطن، وقد فتح بنك حسابها الآن بفعل رؤية البلدربيرغ الأمريكي وعليها أن تدفع فواتير اللجوء الكثيف والأرهاب العابر للقارات، فهل تقود جلّ العمليات الأرهابية التي حدثت في لندن، وتفجيرات بروكسل، وقبلها تفجيرات باريس ومجزرة شارلي ابدو، ومجزرة نيس جنوب فرنسا وما جرى في ألمانيا من ارهاب حقير، أوروبا نحو فكرة التعاون مع ايران والجيش السوري والرئيس الأسد وحزب الله ومع روسيّا؟ فاذا ما أرادت أوروبا مكافحة الأرهاب فعلاً فثمة ممرات الزامية لها، عبر سورية وحزب الله وايران، خاصةً وأنّ العالم صار يقترب أكثر وأكثر من الفكرة الروسيّة القائلة: الأسد ونظامه وايران وحزب الله ليسوا هم الخطر. أسباب عديدة قادت إلى ذلك من نتائج، هناك عنصرية في المجتمعات والساحات الأوروبية، ضد المهاجرين وأبنائهم، فآلا يتمكن المسلم الأوروبي من الاندماج بتلقائية في محيطه؟ حتّى صار مفهوم مسلم أوروبي متناقضات أوروبية مجتمعية، وسماح كثير من الساحات الأوروبية ومنذ السبعينيات من القرن الماضي للمال الوهّابي بالعمل بحريّة في مجال الدعوة والتبليغ، حتّى كادت السلفية الوهابية أن تحتكر المراكز الإسلامية والمساجد والتعليم الديني داخل جلّ الساحات في أوروبا وخاصة في فرنسا، فقد وافقت الحكومات الأوروبية المختلفة وكذلك الفرنسية خاصةً على ذلك للعلاقات المميزة مع السعودية من صفقات السلاح المختلفة وعلى مدار عقود، وصولاً إلى الفساد والدفعات المالية التي تلقاها السياسيون الأوربيون والفرنسيون على مدى عقود خلت من دول الخليج النفطية، كل ذلك سمح بتلزيم الإسلام الأوروبي لأخوتنا في السعوديه من دون أدنى اعتراض، وتم سلفنة أحياء كاملة من مدن أوروبا، الأوروبي الذي ينبذه المجتمع صار يبحث عن هويته الإسلامية، وجد نفسه وقد صار سلفياً وهابيّاً، فالشيخ سلفي تدفع الرياض راتبه، والمسجد سلفي، والمحيط صار سلفي، وهذا مذهب لا علاقة له بالإسلام المحلي الذي جاء منه هؤلاء المهاجرون ولا بمجتمعاتهم الأصلية، فهذا هو إسلامهم الأوروبي لا إسلامنا نحن العرب، ما جرى في السابق في جلّ الساحات الأوروبية من ارهاب معولم مع إدانتنا له، هو بداية حصادهم لما زرعوه لا منتهاه، فعليهم أن يبحثوا عن مكامن الخلل في سياساتهم وعنصريتهم، ودعمهم للزومبيات الأرهابية المدخلة الى الداخل السوري من جهات الأرض الأربع على مدار أكثر من تسع من السنوات، ليجعلوا من سورية مغناطيساً جاذباً للأرهاب، فما كان الاّ أن انقلب السحر

على الساحر، فصارت الساحات الأوروبية ودول الجوار السوري مغناطيساً أشد جذباً للزومبيات المدخلة، ولحواضنها في دواخل المجتمعات.

عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها: _0WD18Y5Shttps://www.youtube.com/channel/UCqA-HZywLfAy-H

[email protected]

منزل – عمّان : 5674111 خلوي: 0795615721

سما الروسان في 9 – 2 – 2020 م.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here