ماذا قال وزير خارجية الدنمارك للسفير السعودي حول قضية التجسس،

الصحافي هاني الريس

ماذا قال، وزير الخارجية الدنماركية، جيبي كوفود، للسفير السعوي في الدنمارك، فهد الرويلي، في الجلسة الاستثنائية الطارئة، حول قضية تجسس عملاء المخابرات السعودية في الدنمارك .. ؟

خلال اللقاء الخاص، الذي جمع بين وزير الخارجية الدنماركية، جيبي كوفود، وسفير المملكة العربية السعودية في الدنمارك، فهد الرويلي، وكان بحضور القائم بأعمال مسؤول العلاقات السياسية، في وزارة الخارجية الدنماركية، حول قضية تجسس عملاء المخابرات السعودية في الدنمارك، الذين ينتمون، إلى ما يسمى بمنظمة ” ASMLA ” لتحرير عربستان، المطالبة باستقلال اراضي هذه المنطقة، عن وحدة كيان الجمهورية الإسلامية في ايران، و التي ادانتهم المحاكم الدنماركية مؤخرا، بتهمة التجسس على المصالح الدنماركية والمواطنين، وجمعهم حزمة من المعلومات الخطيرة، عن الأشخاص والشركات التجارية ورجال الأعمال الأوروبيين العاملين، في الدنمارك، والتي كشفت عن هويتهم في وقت سابق، اجهزة الاستخبارات الدنماركية (TET) ، ومثلوا أمام قضاة المحاكم الدنماركية مؤخرا، بتهمة التجسس لحساب المخابرات المركزية السعودية، وينتظر أن تصدر ضدهم أحكام قاسية، قال وزير الخارجية الدنماركية جيبي كوفود، للسفير السعودي، بشكل واضح وصريح :” ان الدنمارك لا يمكن لها أن تقبل بالمطلق، بكل ما تقوم به السلطات السعودية، من ممارسات خاطئة، ومخالفة للقوانين والأعراف الوطنية والدولية، على اراضي مملكة الدنمارك، كما أنه” لن نقبل في نفس الوقت ايضا، وعلى الاطلاق، بأن تكون الدنمارك ساحة مفتوحة لصراعات الآخرين، حول حل خلافاتهم ومشاكلهم وازماتهم السياسية وغيرها، بقدر ما نحن نريد الابتعاد بقوة عن كل حروب الوكالة، التي ينوي الآخرين القيام بها على نطاق أراضينا المستقرة والامنة، وانها في مقابل ذلك ستقوم بالتصدي لجميع تلك الاعمال غير القانونية، وغير الاخلاقية، عبر الوسائل القانونية والدستورية المتبعة في الدنمارك.
واضاف الوزير:” انه من غير المقبول، أن تجري أنشطة مراقبة وتجسس، من قبل الجانب السعودي، أو غيره، على كل ما يحدث من أمور سيادية، في مملكة الدنمارك، ولها علاقة تامة ووطيدة واساسية بمختلف قضايا الدولة والمجتمع .
وجاءت هذه التحديرات الحازمة والصارمة، بشأن ما ظلت تمارسه أجهزة المخابرات السعودية، في الدنمارك، في نفس الوقت، الذي طلب فيه وزير الخارجية الدنماركية، جيبي كوفود، من سفير الملكة العربية السعودية في كوبنهاجن فهد الرويلي، أن ينقل الرسالة الدنماركية الواضحة والصريحة والشفافة، إلى حكومة بلاده، بأن الأعمال التجسسية التي تمارسها أجهزة الاستخبارات السعودية، داخل الساحة الدنماركية، غير مقبولة بالبتة، وغير مرحب بها على الاطلاق، وأنها، ربما قد تسبب أضرار جسيمة وبالغة، في مستوى العلاقة المتينة والتاريخية بين البلدين، على مختلف المستويات الدبلوماسية، والاقتصادية والتجارية وغيرها .

* استدعاء السفير الإيراني في الدنمارك :

وفي نفس ذلك الوقت، استدعت وزارة الخارجية الدنماركية، السفير الإيراني في الدنمارك، لكي تشرح له موقف مملكة الدنمارك، تجاه ما تمارسه الحكومة الايرانية، من أعمال مخالفة للقوانين الوطنية، والدبلوماسية الدولية المتبعة بين الدول، على الساحة المحلية الدنماركية، حيث تم في فترة سابقة، توجيه إتهام ضد ضابط مخابرات ايراني، في القيام بأعمال تجسسية داخل الاراضي الدنماركية، وبمحاولة ممارسة القتل ضد اشخاص ينتمون لبعض التنظيمات المعارضة للنظام السياسي الايراني، المقيمين في الدنمارك، وبخاصة أعضاء ما يسمى بحركة ” تحرير الاحواز ” ألتي تعتبرها ايران، منظمة إرهابية، وتتهما بشن هجمات دموية عدة، داخل الأراضي الإيرانية، كما حدث ذلك خلال العرض العسكري الإيراني ، في منطقة الاحواز، التي تسكنها غالبية عربية، وسقط خلاله أكثر من عشرين قتيل، واعداد كثيرة من الجرحى، من جنود الشرطة الايرانية، وانعكست بعض اضرارها على المعارضين الإيرانيين في الدنمارك .

* رسالة دنماركية مفتوحة، إلى الدول الأعضاء في الأتحاد الاوروبي :

وفي بروكسل العاصمة السياسية للا تحاد الاوروبي، توحدت جهود الدنمارك، مع مملكة هولندا، التي كانت لها أيضا حالات، مماثلة مع الدنمارك، في القضايا الامنية، للحديث، عن التحديات الكبيرة، التي تواجه البلدين، على المستويات الداخلية الاجتماعية والامنية، إلى كافة الدول الأعضاء في الأتحاد الاوروبي، حول ضرورة وجود تنسيق وخدمة خارجية مشتركة، للوقوف في وجه كافة التحديات والمؤامرات والأعمال التجسسية، التي تستهدف، استقرار الأمن، والسلم الأهلي المجتمعي، ليس فقط في الدنمارك وهولندا، بل ايضا في كل عموم القارة الأوروبية .
وقال، وزير الخارجية الدنماركية جيبي كوفود، في هذا الصدد :” أننا نقف مع هولندا، وكذلك جميع دول الاتحاد الأوروبي، وبارادة قوية وراسخة، تجاة كافة التحديات الخطيرة، التي ” تواجهنا ” في هذا الوقت، سواء من جانب تصرفات، المملكة العربية السعودية، أو من جانب الجمهوية الإسلامية في ايران، أو من غيرهما من الدول، التي تريد، أن تستخدم صراعاتها السياسية، أو الاقتصادية، أو العقائدية، او غيرها، على أرض مملكة الدنمارك المستقرة والأمنية .

* هاني الريس

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here