جثة بدون مشاعر”

صابرين صاحب

غادرَ كل شيء، حملتُ بعض حاجتي وملابسي المتهالكة،

بعدَ رَجم منزلي بواسطة أحد الناقلات الحكومية؛

وذلكَ لأني أسكنُ في أحد مناطق التجاوز، المنطقة كانت تعمُ بحدائق جميلة
وأرصفة، لا عليكم كنتُ أمزح نعم!

حملتُ أحلامي معي، قنينة الحبر أقلام الرصاص ولوحاتي الفنية أشلائها أو
ماتبقى منها،

لم أستطع حماية الكثير هي لحظة ولم أشاهد الا والبيت يسقطُ على رأسي،
لو لم يحالفني الحظ لكنتُ في عداد الموتى، خرجتُ أجرُ أذيال الهزيمة، لا
أجر ملابسي القديمة!

وما أحملُ منذُ زمنٌ طويل، أسكنُ وحدي أبلغُ اليوم سبعة وعشرين،

منذُ خمسة عشر سنة توفي والدي، أما أمي أثناء ولادتي،

أعملُ في أحد المكاتب، درستُ في كلية الأداب، ولم أحصل على وضيفة جيدة،

لكن الأجمل من ذلك وجودي أمام الكتب وأستطيع رسم بعض اللوحات عندما يقل
عدد الزبائن اليوم وصلتُ لهم بملابس يملئها التراب، أعتقد أنهم
سَيتفاجئون من ذلكَ، طَرقتُ باب المكتبة لم أشئ الدخول على محمود بهذا
الوجه والحمولة الزائدة، أقصد الملابس أرى في وجه محمود الخوف عليَّ ام
على المكتبة، لا أعلم! لكن لقد أرتفع صوته، ما بكَ يا ابراهيم؟ هل رجموا
بيتكَ؟ ما بال حظكَ عثرٌ؟ نعم أجلس لأجلب الماء البارد وبعض القهوة المرة
لترتاح، تنفس يا أبراهيم وتكلم لترتاح،

لا عليك اليوم نام هنا في المكتبة سأجلب لكَ بعض الطعام من البيت، لا
عليك هذا حال كل متجاوز يرجم بيته ويعاني ويلات بعد ذلك، حتى لايعلم ماذا
يفعل أنا ذاهب يا أبراهيم،

نعم سأجلس أطالع هذا الكتاب الجميل وأرسم بعض اللوحات المتقنة، مرت
الايام أستطعتُ جمعَ أحلامي، وجراحي، أستمريتُ ثلاث أشهر منهمك في
الكتابة والمطالعة، أستمريتُ على تلك الحالة، في يوم من الأيام حاولتُ
جمع أوراقي والذهاب إلى أقرب دار طباعة، لكن شاءت الاقدار سقوط أوراقي في
أحد المراكب، لكن على الأوراق طبع أسمي،

ذهبتُ بعد ذلك أجر أذيال الهزيمة، أستقبلني محمود: أبراهيم! لقد دبرت
لكَ شقة جميلة، لتسكنَ فيها،

اليوم يوم سعدك،

نَظرتُ له وتساقط الدمع من عيني لأول مرة أمامه، أحتظنني، ماذا حدث يا
أبراهيم؟ أول مرة أراك في هذه الحالة، قَصصتَ لهُ ما حصل، أستمريتُ
بالبحث ثلاث أشهر لم أحصل على خيط أمل لوجود مسودتي،

تَحطمت أحلامي منذُ ذلك الوقت، وأنا منعزل متكور حول نفسي كنتُ أقلب أحد
القنوات وإذا بي أسمع أتصال من محمود: أبراهيم أدر التلفاز إلى القناة
الفلانية أمسكت جهاز التحكم وعلى وجهي علامات الظجر، وإذا بشخص أعتقد أني
شاهدته من قبل في أحد الكتب، رجل عجوز ملتحي، في ذلك الوقت كان عمري
سبعة و عشرين مع الأشهر الأخيرة أي أشهر الكارثة، أصبحتُ أبحث عن صورته،
نعم؛ وجدتها هو الكاتب والناقد (الحارث)

لماذا أتصل بي محمود لأستمعَ في بداية كلامه، أخرجَ أوارق لم تقترب
الصورة لهم كومة من الأوراق قلبي أصبحَ في وضعٍ مزري تذكرتُ أوراق روايتي
واذا بهِ

يخرج كتاب من خلفه مطبوع ويحتوي أسم المجهول

أبراهيم أي هذا الاسم لكاتب عالمي وجدتُ روايته في المواصلات وكان لي
الشرف بقرأتها، أصبحتُ أول ناقد والمشرف على طباعة رواية كاتب عالمي وكان
لي الشرف في ذلك، أشعرُ يجب أن اتأسف لأني طبعت روايتك من غير أذنك؛ لكن
لم أزد حرفًا، كيف يمكنني التلاعب بحروف كاتبي المفضل منذ اليوم،

وإذا بصوت أرتطام باب المكتبة أحتظنني محمود وقال: نعم يا أبراهيم القناة
تطلبك؛ تريد معرفة صاحب السر الخفي أسم الرواية “جثة بدون مشاعر” سَحبني
محمود دخلت ولم أشاهد غير يد تصفق لي وخرجت وسأل الاعلام حولي لقد أكملتُ
قصتي على أتم وجه، لكن ما هي إلا برهة وإذا بصوت محمود: أنهض أنهض
أبراهيم لقد أسرفت في النوم وما زلتَ في الورقة الأولى من الرواية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here