جعفرالصادق”ع”،يدحض الحجة بخطاب قصير،

رياض الشطري
كثيراًما كانت تدار الحوارات بين الائمة واصحابهم وبين الملاحدة والدهريين منها تلك التي كانت بين الملحد عبد الكريم ابن أبي العوجاء،يذكر ان حواراً دار بينه وبين احد اصحاب الامام الصادق “ع” وهو المفضل الجعفي، فقال المفضل:
كنت ذات يوم بعد العصر جالسا بين الروضة والقبر والمنبر..إذ أقبل ابن أبي العوجاء إذ جلس بحيث اسمع كلامه، فلما أستقر به المجلس .. قال: دع ذكر محمد فقد تحير به عقلي وضل في أمره فكري وحدثنا في ذكر الاصل الذي يمشي به، ثم ذكر إبتداء الاشياء وزعم ان ذلك بإهمال لاصنعة فيه ولا تقدير ولا صانع ولامدبر، بل اشياء تتكون من ذاتها بلا مدبر وعلى هذا كانت الدنيا لم تزل ولا تزال .
قال المفضل: فلن املك نفسي غيظاً وحنقاً فقلت: يا عدو الله ألحدت في دين الله وأنكرت الباري جل أقدسه الذي خلقك في أحسن تقويم وصورك في أتم صورة…
فقال ابن أبي العوجاء: يا هذا إن كنت من أهل الكلام كلمناك، فإن ثبت لك الحجة تبعناك، وإن لم تكن منهم فلا كلام لك، وإن كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا يخاطبنا،ولا بمثل دليلك يجادلنا،ولقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت فما أفحش في خطابنا ولا تعدى في جوابنا،وإنه الحليم الرزين،العاقل الرصين،لا يعتريه خرق، ولا طيش ولا نزق، يسمع كلامنا،ويصغي إلينا،ويستعرف حجتنا حتى إذا استفرغنا ما عندنا، وظننا إنا قد قطعناه، دحض حجتنا بكلام يسير،وخطاب قصير، يلزمنا به الحجة، ويقطع العذر…
وكان من تلك الحوارات التي دار بين الامام الصادق “ع” وابن أبي العوجاء، تلك التي رواها الشيخ الصدوق في كتابه التوحيد،إذ دخل أبن أبي العوجاء على الامام الصادق “ع” يوماً فقال: أليس تزعم أن الله تعالى خالق كل شيء؟.
فقال أبو عبد الله الصادق “ع” : بلى
فقال: أنا أخلق.
فقال له: كيف تخلق؟
فقال: أحدث في الموضوع (اي الغائط)، ثم ألبث عنه، فيصير دواب، فكنت أنا الذي خلقتها.
فقال ابو عبد الله الصادق”ع”: أليس خالق الشيء يعرف كم خلقه؟
قال: بلى
قال: أفتعرف الذكر من الأنثى وتعرف عمرها؟ فسكت ابن أبي العوجاء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here