الحكومة الفليبينية تبلغ امريكا في إنهاء التعاون العسكري مع واشنطن،

نعيم الهاشمي الخفاجي
بلا شك ان الولايات المتحدة الامريكية هي القوة العظمى الاولى بالعالم، والرئيس ترمب يتعامل مع رؤساء دول العالم كتابعين له، امريكا تملك كل التعاملات بالدولار وهي الدولة الاولى في الاقتصاد والبترول والغاز والزراعة والموارد البشرية وصنع القرار، ترمب اتخذ قرار في معاقبة رئيس الحكومة الفليبينية من خلال عدم اعطائه فيزا، ونقلت وكالات الأنباء خبر عزم الحكومة الفليبينية على الغاء الاتفاقية العسكرية، بسبب مواقف الرئيس ترمب ضد رئيس الحكومة الفيليبينة وعدم اعطائه فيزا، وقد أبلغت الفلبين الولايات المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، اعتزامها الانسحاب من معاهدة رئيسية ضمن تحالفهما العسكري التاريخي وبدء العد العكسي لطي صفحة الاتفاق بعد ستة أشهر.
وأوعز الرئيس رودريغو دوتيرتي إلى حكومته إبلاغ الإشعار بالانسحاب من «اتفاق القوات الزائرة» عقب غضب إزاء إلغاء واشنطن تأشيرة دخول للمسؤول الذي قاد حرب دوتيرتي على المخدرات والتي لقيت إدانات عالمية. ويأتي القرار أيضا بعد تهديدات متكررة لم تنفذ لدوتيرتي، بخفض أو حتى قطع علاقات الفلبين مع مستعمرها السابق وأهم حلفائها العسكريين.

ويعد «اتفاق القوات الزائرة» المبرم عام 1998، الإطار القانوني لوجود القوات الأميركية على الأراضي الفلبينية، وتعتبر محورية لمئات التمارين السنوية العسكرية المشتركة التي تعد مكوّناً رئيسياً لعلاقات البلدين العسكرية الوثيقة، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويقتضي الانسحاب من المعاهدة إعطاء مهلة مدتها 180 يوماً، تطلق على الأرجح مرحلة مفاوضات بين الجانبين.
وجاء في بيان أصدرته السفارة الأميركية في مانيلا: «هذه خطوة خطيرة لها تداعيات مهمة بالنسبة إلى التحالف الأميركي الفلبيني». وأضاف: «سندرس بعناية أكبر الخطوات للمضي نحو تعزيز مصالحنا المشتركة».

وتثير المعاهدة انقسامات في الفلبين، فالمنتقدون اليساريون والقوميون يقولون إنها تضمن معاملة خاصة لعسكريين أميركيين متهمين بجرائم.
غير أن المدافعين عنها يقولون إن إلغاءها يمكن أن يضعف قدرة الفلبين على الدفاع عن نفسها، ويقوض خطوات واشنطن في مواجهة تصاعد نفوذ الصين، وخصوصا في بحر الصين الجنوبي.
وقال وزير الخارجية الفلبيني تيودورو لوكسين، أحد المدافعين عن المعاهدة أمام النواب الأسبوع الماضي، إنها أساسية للتحالف الأميركي الذي قدم مئات ملايين الدولارات من الدعم والمعدات والتدريب للقوات الفلبينة المسلحة. وقال إن «إلغاء اتفاق القوات الزائرة ستكون له تداعيات سلبية على الدفاع والأمن. مساهمتنا في الدفاع الإقليمي تعتمد على تحالفنا العسكري مع القوة العظمى الأخيرة في العالم».
وكان دوتيرتي قد حذر في 2016 من أنه سيلغي المعاهدة وكرر تهديده أخيراً بعد إعلان قائد الشرطة الوطنية السابق دونالد ديلا روزا، وهو الآن عضو في مجلس الشيوخ، إن الولايات المتحدة ألغت تأشيرته من دون إبلاغه بالسبب. واعتبر المسؤولون الفلبينيون ذلك عقابا لديلا روزا الذي قاد حملة أدت إلى مقتل الالاف من مهربي المخدرات والتجار والمتعاطين المفترضين.
ومنذ بروز قضية التأشيرة منع دوتيرتي أعضاء حكومته من السفر إلى الولايات المتحدة، ورفض دعوة من الرئيس دونالد ترمب لحضور قمة لدول جنوب شرق آسيا ستُعقد في لاس فيغاس في مارس (آذار).
ووصل دوتيرتي إلى السلطة عام 2016 واعداً بالقضاء على الإتجار بالمخدرات، وهو ينفذ منذ ذلك الحين حملة قمع واسعة أسفرت عن قتل عشرات آلاف الأشخاص الذين يشتبه بأنهم مهربون ومدمنون. لكن حملته تلقت انتقادات واسعة من دول ومنظمات.
الرئيس ترمب يتعامل مع قادة الدول التي كانت خاضعة للاحتلال الامريكي بمعاملة السيد مع العبد، واكيد تعامل ترمب مع الحكومة الفليبينية افضل من تعامله مع قادة العرب الذين فرض عليهم الجزية وحلبهم بطريقة لائقة تليق بهم، الساسة والشعب الفيليبيني يمتلكون من الشجاعة في رفض التعامل السيء لكن حكام العرب وشعوبهم هم مهيئون لقبول المحتل والاستعمار.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here