قراءة في الديوان الشعري ( لا يعني ) الشاعر حميد الحريزي

الشعر والثورة عملية متلازمة في الاندماج في الصياغة التعبيرية , هذا ما يروم اليه الشاعر حميد الحريزي ان يقدمه في منصاته الابداعية في هذا الديوان ( لا يعني ) ان يحرك النص الى ذروة الفعل والحركة والعنفوان الثوري الدال , في مواجهة القضايا الحساسة التي تخنق مفاصل الوطن , وتدفعه الى الازمة الحياتية بكل تداعياتها وتجلياتها . ان يسلط الضوئية الدالة في ثيمات التكالب على السلطة واللصوصية والفساد , في الجشع والاستيلاء والاسحواذ . هذه منصات القصيدة النثرية في قصائد الديوان . لكي يضيء الفهم والادراك والوعي . ان يحرك موجات وامواج الشارع الشعبي والسياسي , في التحدي والرفض والتمرد . لان الشاعر ينطلق من مبادئ الالتزام لقضايا الشعب والوطن , في مواقف المثقف الملتزم بهويته الوطنية والسياسية . في زمن القحط واليباس , في زمن الارتداد بعيداً الى الوراء . من اجل ان يحمل فانوس عراقي ينير درب الظلام الداكن , أن ينقله الى مصاف النور . من عملية اغتصاب الوطن وخنق مفاصله المتحركة والفاعلة , من افعال السراق واللصوص , الذين استحوذوا على عرش السلطان . ان يضيء القصائد بالاشعاع الثوري من اجل ان يخلق حالة النهوض الجماهيري المنتظر . بهذا الشكل انسابت قصائد الديوان ( لا يعني ) في تدفقها الغزير نحو كل صوب واتجاه ,وكذلك حرث في الرومانس الثوري , من اجل ان يبرز مديات الحلم والطموح في مشاعر الوجدان الداخلي , لكي يظهرها على المكشوف . من اجل تسليط الضوء على المحنة والفاجعة والدماء , التي اطلقت ثعابينها في كل أتجاه . مما يفزز القلق والتوجس الانساني لثيمات الواقع التي لاتعد ولا تحصى , في زمن الارتداد الاسود والزيف الممجوج الى الذين لبسوا جبة الشيطان . من هذا المنطلق فأن القصائده النثرية تملك قوة العبارة والحجة التعبيرية , قوة المجابهة على الواقع المأجور , بهذا الفهم فأن الحرف الشعري , يتجاوز الذاتية الى العام الاجتماعي , في القهر والمعاناة . وهذا روعة الابداع الخلاق في القصيدة النثرية . لو نأخذ على سبيل المثال من أبرز شعراء القصيدة النثرية ( محمد الماغوط ) الذي يوظف ممتلكات القصيدة . في الانتقاد اللاذع والساخن الى الظلم الاجتماعي في القهر والمعاناة على الواقع , منطلقاً من معاناته الذاتية , ليصب جام غضبه الى عدة جهات تتحكم بالشأن الاجتماعي ,لانه عانى وذاق من العذاب في العيش , وفي قسوة السجون والحرمان الحياتي , لذلك يكون احتجاجه وتمرده منطلقاً من الذات الى العام , بينما الشاعر حميد الحريزي يتخطى ويتجاوز الحدود الذاتية , وانما يوجه صوته الشعري الى الذات العام أو المعاناة الجماعية , ويحدد بالضبط الجهة المسؤولة عن الظلم والقهر الاجتماعي والحرمان وتفتيت الحياة وتجفيفها من كل جمال حياتي . انه يوجه احتجاجه وتمرده نحو الطغمة الحاكمة بالتحديد , اي أنه يوجه سهامه بالتصويب بشكل مباشر , الى عش الظلم والفساد سواء كانوا من ( المدنيين او الدينيين ) في هرم السلطة . لكي يوجه رسالة واضحة الى القارئ في خطابه الشعري الثوري . الى مسبب الخراب والاحزان والتمزق والشقاق . اي ان الشاعر يمسك بالضبط نبض المشكلة والعلة والازمة , عن واقع الحال البائس والمزري , الذي لبس السواد والارتداد الى الوراء , ووقع الوطن تحت حوافر هذه الطغمة الحاكمة . والقصائد الديوان ( لا يعني ) بأنها تعني الكثير والكثير , وكذلك لغته استلهمت محسنات علم البديع في اشكالها المتنوعة في ( الجناس والطباق والمقابلة والاستعارة ) من اجل اعطى الزخم التعبيري الدال , في ضوئيته الكاشفة في غزارة المعنى البليغ .
× الشاعر الملتزم :
أن
تكتب الشعر
لا تعني
أنك تُحسنُ تسطير الكلماتِ
أن
تكون شاعراً
يعني
أنك ثائر سلاحه الجمال
× تسليط الارهاب بتعليق صورة الصنم المقدس , او قائد الضرورة في البيوت
أكوام
القمامة
تقتحم بيوتنا دون أستئذانٍ
لا يعني
أن بيوتنا بلا أسيجةٍ
بل
القمامة تحمل صورة السلطان
× صديق الشدة والضيق :
أنْ
تكون صديقي
لا يعني
أن تحفظ رقم هاتفي
يعني
أن تكون معي وقت المحنة
× ماهية الحاكم :
أنْ
تكون حاكماً
لا يعني
أنك أمتلكت رقاب الناس
أن
تكون حاكماً
أنك ملكت رقبتك
لمحكوميكَ
× مفهوم المبادئ الحسينية :
أنْ
تلبس السواد
لا يعني
أنكَ حُسينٌّ
أن
تكون حسينياً
أن يلبس قلبك
البياض
× الخداع الديني :
أن
تقيم الولائم
لا يعني
أنك انتصرت للحسين
أن
تنتصر للحسين
يعني
أن تنتمي لثورة
الجياع
× جشع السعالي :
أيتها ( السعالي )
متى تشبعين
من دماء أبناء شعبي
الذي
أسرتهُ الخرافة ؟؟؟
× انتصار للحق :
أن
تنتصر للحق
لا يعني
أنك تضحي
فمن ينتصر للحرية
يولد من
جديد
× في الحب الرومانسي الذي يفرش قلبه للحب :
لماذا
كلما فرشت لكَ قلبي
بساطاً
من زهور
جعلتَ طريقي حقلاً
من
مسامير ؟؟
× مسخرة حكام العراق المسخرة :
كانت
ولم تزل المسخرة في بلدي
تنحسرُ
الحياة وتتسعُ
المقبرة !!!
الى متى
العالم يسير الى الامام
ونحنُ نعود
القهقرى !!
كل العالم يشهدُ
هذه المسخرة
في عاصمتنا
المدورة
× خداع العمائم الشيطانية :
أيها
الشقيُ
المخدوع بعمائم
الملالي
الساهرون كنزاًلاموالِ
المغفلين
هل
مازلت
تظنهم قابعين يتلونَ
آيات الكتاب
المبين ؟؟
× الاعلان الاخير :
أعلن النفير
الى ميدان التحرير
عمال ونساء
رضعوا الحب والوفاءَ
فلبوا النداء
لتقرير المصيرْ
فكان
النفير
تنادت الحناجر
أستجابت الجموع
يرحلُ الطغاة يحررُ الاباة
من دون هذا لا رجوعْ
فلابد للسلطانِ أن يستجيب
× كواتم الصوت
في ( دم ) قراطية مسلحةٍ
كاتم الصوت
لا يحب الكلام
كاتم اصوت
( جندي من عسل )
سكين تعشق رؤوس
———–
أذاً
سجلوا الفاعل مجهولاً
وأختموا أفواه
حكايات
كتموهُ بكاتم اعمى . لا كُرهاً لدوي
الطلقات
× عنوان الكتاب : لا يعني
× أسم المؤلف : حميد الحريزي
× الطبعة الاولى : عام 2019
× عدد الصفحات : 399 صفحة
جمعة عبدالله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here