لاشيكاغو ولاقندهار ولاجماعات طائفية تتفاخر ببطة وتلعب بنار!

احمد الحاج
أبدأ بالمباشرمستشرفا المستقبل المنظور بناء على إستقراء الماضي القريب والحاضر المعاش وأقول بأن حكومة علاوي الانتقالية لن تختلف عن سابقاتها من حيث المحاصصة المقيتة والتوافقية العتيقة في تشكيلتها عموما، كما انها لن تأتي بغير المتحزبين وثنائيي التبعية والولاء والجنسية ، وستغص بالفاسدين والطائفيين على خطى سلفها الا ما رحم ربك وستمهد لإنتخابات لن تكون مبكرة قطعا وستخضع للتزوير والمماطلة حتما، مؤكدا أن الدكتاتورية والأحزاب العائلية “الشوفينية – الطائفية “يتبادلان الأدوار لسبي العباد ونهب البلاد منذ عقود هاهنا في العراق ولن يتغير هذا الحال المقيت الا بتغييرأنفسنا وواقعنا تغييرا جذريا والعودة الى تعاليم ديننا الحنيف والتمسك بقيمنا ومثلنا كليا بما يقلب عالي العملية السياسية الخائبة سافلها ويطيح بها وبرموزها ووجوهها الكالحة الى غير رجعة لا أستثني من ذلك لا العلمانيين ولا الراديكاليين !
وفيما ينشغل العالم كله بالنهوض والإعمار وبوضع الخطط الخمسية والعشرية لتحقيق التقدم والازدهار ،انشغل العراقيون كعادتهم طيلة اليومين الماضيين وضجت مواقع تواصلهم الإجتماعية بالتعليقات والتعليقات المضادة على هتاف خطير جدا له مدلولاته التشاؤمية وذكرياته السوداوية (الما يعجب قائدنه بالبطة نشيلة) والذي هتف به بعضهم في ساحات التظاهر كناية عن التويوتا الكرونا التي ارتكب اصحابها من المجازر وعمليات الاختطاف والترويع بين 2005 – 2007 ما لايزال ماثلا في الاذهان حتى الآن وما التغني بالبطة مجددا سوى اقرار صريح بالجرم المشهود الذي لايسقط بالتقادم والاقرارعلى وفق القانون كما تعلمون هو سيد الادلة ، كما انشغلوا بتغريدة “لا شيكاغو ولا قندهار” وفيما أهمل الفريقان ذكر قندهار كليا ركزوا تساندهم في ذلك القنوات الفضائية التي تصطف مع هذا الطرف أو ذاك على المقارنة بين مدينة شيكاغو الاميركية من جهة ومدينة الصدرالعراقية من جهة أخرى والتي لم يبن ولم يطورفيها ما يستحق الذكر بتاتا طيلة 17 عاما مع ان من ابنائها من تولى رئاسة محافظة بغداد وأمانة العاصمة علاوة على عشرات المناصب التنفيذية والتشريعية والقضائية وفي مختلف مناحي الحياة فيما لم يلتفت اي منهم لمدينته على الأقل لبنائها واعمارها فما بالكم ببقية مدن ومحافظات العراق ،كل ذلك مشفوعا بالصور لتعزيز تلكم المقارنة على الأرض بما لايجدي معه المراوغة والتبرير الا انه والحق يقال فإن كلا الفريقين قفزعلى الحقائق وحام حولها وجانب الصواب وتعصب لرأيه متجاهلا اس البلاء وحواضن الوباء وجماعها هو أن الولاء بات للشخوص والعوائل ولم يعد للدين ولا للوطن، وأوضح لمن أشكل عليه معنى التغريدة الثانية بأن المقصود بقندهارهو” قمة التشدد والتطرف”المرفوض ،اما ” شيكاغو ” فتمثل غاية الانفتاح والتهتك المرفوض ايضا ، بمعنى لانريد تشددا على الطريقة الافغانية ولا انفتاحا على الطريقة الاميركية ، الا ان من يمعن النظر في واقعنا البائس يجد أن هناك طرفا ثالثا يتمثل بالمستذئب الطائفي والشوفيني العائلي ،والدراكيولا الدكتاتوري الذي لايخلو بدوره من العائلية ليمتص دماء الفقراء والمسحوقين ويرقص على جراحاتهم ، هذان الوحشان يتبادلان الأدوار فيما بينهما ويعلبان دور المعارضة والحاكم في الخارج والداخل ويتوليان الحكم برعاية الدول الكبرى بين الفينة والأخرى ،وعادة ما يمهد أحدهما للاخر بين حقبة سابقة ولاحقة ، وهما السبب الرئيس في دفع الناس دفعا لاهوادة فيه إما الى “التشدد والقندهارية “واما الى “الانفتاح واللادينية والشيكاغوية ” ومادام الطغيان الدكتاتوري ونظم الاستبداد العائلي “الاولغشارية ” ماضية فينا ، ومادامت الاحزاب والجماعات الطائفية السياسية الى حد النخاع والتي تدعي التدين – ولادين بالمعنى الحرفي لها واقعا – موجودة بيننا فلن ينصلح شأن هذا البلد مطلقا …وارجو ملاحظة ان الاحزاب الطائفية – الدم قراطية – اليوم في العراق تلبس ثياب – الاستبداد – الذي تدعي مقارعته وتستعين ببقايا جلاديه ومخبريه واعلامييه، وصارت تحكم على طريقته وبأسلوبه طبق الاصل مع الفارق في ان المستبد حين يظلم فإنه يقول بملء فيه ” لقد امرت بكذا وكذا ..وقررت ما هو آت ” فيما الطائفي حين يطغى ويظلم فإنه يزعم بأن ما يقوم به من مظالم تشيب لهولها الولدان ” هو بأمر الرب وابتغاء مرضاته وعلى خطى اوليائه الصالحين ” وهنا الطامة الكبرى ولعل خطابات وبيانات وتغريدات وتصريحات الطائفيين وتظاهراتهم ومسيراتهم كلها تسير في هذا الاتجاه وكأن – الديك ..تاتور – طويل الشارب،حليق اللحية قد خلع بزته العسكرية وإرتدى تارة الدشداشة والغترة والعقال ،وأخرى الكلاو والميزر والشروال ، وثالثة الـجبة والعمامة والسروال بعد ان أطال لحيته وحف شاربه أو برمها على طريقة ابو سريع الى أعلى مع بقاء الأوضاع على ماهي عليه تسير بسرعة الضوء من سيء الى أسوأ ..لا اكثر !
ولمن يسأل عن الحل في ظل الخلط والدمج الفرانكشتايني العراقي العجيب بين المفاهيم المتضادة والنظم المتقاطعة والمصطلحات السياسية المتنافرة داخل منظومة الاستبداد العراقية الواحدة والتي تحولت الى مسخ بكل ما تعني الكلمة من معنى أقول :” لانريد دكتاتورية تيوقراطية ..ولا اولغشارية دوغماتية ..ولا بلوتوقراطية ديماغوجية ..ولا ديمقراطية شوفينية ارستقراطية ..ولا اوتوقراطية تنك قراطية ..انما نريد ” حكما عادلا وحاكما وطنيا قويا نزيها حازما فاضلا يحكم بنظام الشورى “إن وجد فلقد بلغَ السيل الزبَى وجاوزالحِزامُ الطُّبْيَيْنِ ولم يعد بمقدور العراقيين الاستيقاظ كل صباح على تغريدات متناقضة كتغريدات ترامب ينسف سابقها لاحقها خلال سويعات ، ولانريد ان نصحو على صخب الفوضى ودخان الحرائق وأنين المعذبين وصراخ الثكالى وعويل المظلومين وبكاء النازحين من جراء سلطة العوائل وحكومة الطوائف وأحزاب – الزلاطة – عفوا ،السلطة !
واذكر الجميع بالحديث النبوي الشريف الذي يلخص لنا المشهد كله من الفه الى يائه : ” خمس إِذا ابتليتم بِهن وَأَعُوذ بِاللَّه أَن تدركوهن ،لم تظهر الْفَاحِشَة فِي قوم قطّ حَتَّى يعلنوا بهَا إِلَّا فَشَا فيهم الطَّاعُون والأوجاع الَّتِي لم تكن مَضَت فِي أسلافهم الَّذين مضوا وَلم ينقصوا الْمِكْيَال وَالْمِيزَان إِلَّا أخذُوا بِالسِّنِينَ وَشدَّة المئونة وجور السُّلْطَان عَلَيْهِم وَلم يمنعوا زَكَاة أَمْوَالهم إِلَّا منعُوا الْقطر من السَّمَاء وَلَوْلَا الْبَهَائِم لم يمطروا وَلم ينقضوا عهد الله وعهد رَسُوله إِلَّا سلط الله عَلَيْهِم عدوا من غَيرهم فَأخذُوا بعض مَا فِي أَيْديهم وَمَا لم تحكم أئمتهم بِكِتَاب الله ويتخيروا مِمَّا أنزل الله إِلَّا جعل الله بأسهم بَينهم”.
واقول لكل من وجه دعوة لنساء العراق المظلومات بعد طول نسيان للمشاركة في تظاهرة الخميس البنفسجية المؤيدة للتيارات الوطنية والمدنية ، فضلا عن تظاهرة الجمعة المتشحة بالسواد المؤيدة لتيارات الطوائف واحزاب العوائل السياسية ،وعلى لسانها وباللهجة العامية الدارجة :
“بخيرهم ما خيروني ومن كلام الطيب ما سمعوني ، لإبن عمي زور كوة زوجوني، ترملت وما ساعدوني ، إطلقت وما ساندوني وياما بالملامة وجعوني ، من تهجرت ما آووني ومن عنست ماتحملوني ، من تهجرت وتهجولت ما سكنوني ، بالخيام نازحة آني وجهالي بطرك الهدوم العلي عافوني ، بالمستشفى مريضة وحيدة بلا معيل تركوني ، من تخرجت من الجامعة ما هنئوني ، وقبلها من رسبت بالثانوية الكل وبخوني ، من دكوا بعضهم عشائريا على صوندة ماي – ويا النسوان الفصلية فصلوني – ،ومن رفضت ابن خالي بنهوة عشائرية عن الزواج طول العمر نهوني، من أفلسوا ورادوا مصرف جيب لأكبرشيخ مسن بالمنطقة كبل زوجوني ، ومن ناقشتهم مرة بأمور الدين والدنيا بلسان المقال الكل – هصصص – ولاكلمة لاتحجين ،ولج انت شتفهمين على حلكي لطموني وسكتوني ، اخوي من اخذ حقي من ميراث ابوي ووقفت بوجهه الكل عنفوني ،ومن تزوج كصة بكصة لياهو لكان نطوني ،من كبرت وعجزت اني الربيت وشقيت واتعبت لدار المسنين ودوني ، من جنت حلوة وصغيرة الكل تسابقوا لأهلي وخطبوني ،ومن شاب شعر الراس هجوني ،اكلوني لحم ياناس وتالي عظم على رصيف الوطن ذبوني ، من متت يومين بجوا عليَّ وبعدها بأسبوع حتى من دعاء الخير نسوني وبالجذب ما تذكروني،أني بنتكم ، اني أختكم ،أني امكم ،اني عمتكم وخالتكم ،اني الزوجة الحنونة الما تنكرت بكل الظروف ساعة لعهدكم ولادنست بيوم لشرفكم ، اني اللي وصت بي الانبياء ، شبيهه الناس الكل قاطعوني وماواصلوني ، وتالي ما تالي بتظاهراتهم -النص ردانية – ولا اقول المليونية مرتين بظرف يومين نوبة الجمعة بالاسود مخمرة وقبلها الخميس بالبنفسجي مغشاية للفوز بالمناصب الحكومية …دزوا عليَّ ،اييييه !اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here