ما الذي لَم يقلهُ [الخِطاب المرجعي] لنَنتظِرَ المَزيد؟!

NAZAR HAIDAR
Fri 2/14/2020 11:12 PM
لفضائيَّتَي [آي نيوز] و [روسيا اليَوم (RT)] ولإِذاعتَي [النَّجف الأَشرف] و [البحر المُتوسِّط الدوليَّة] من المَغرب؛
ما الذي لَم يقلهُ [الخِطاب المرجعي] لنَنتظِرَ المَزيد؟!
نــــــــــــــزار حيدر
١/ ما الذي سكتَ عنهُ المرجعُ الأَعلى فيما يخصُّ الإِنتفاضة الحاليَّة لننتظرَ أَن يقولهُ في يومِ الجُمعة؟!.
*لقد كرَّم الخطابُ المرجعي تضحيات العراقيِّين عندما وصفهُم بالشُّهداء وتعاطفَ مع الجرحى وأُسرهِم، وعندما اعتبرَ تضحياتهم مصدر إِلهام لإِنجاز الإِصلاحات الحقيقيَّة.
*ورسمَ خارطةَ طريقٍ واضحةٍ جدّاً لكلِّ الأَطراف؛
أ/ فدعا إِلى أَن تكونَ الإِحتجاجات سلميَّة لتُحافظ على زخَمِها الشَّعبي وأَن تحمي نفسها من المُندسِّين [وهُم غالباً (جوكر) أَحزاب السُّلطة الفاسِدة والفاشلة].
كما دعا إِلى أَن تتَّسع الإِحتجاجات لتشملَ كلَّ فِئات المُجتمع لتحمي نفسها ولتُزيد الضَّغط اللَّازم على [العِصابة الحاكِمة] للإِسراع في إِنجاز الإِصلاح الحقيقي.
ب/ ودعا مُختلف مؤَسَّسات الدَّولة [التشريعيَّة والتنفيذيَّة والقضائيَّة] إِلى أَن تتحمَّل واجباتها الدستوريَّة، كلّاً حسب واجباتهِ وإِختصاصاتهِ، لتهيِئة أَدوات الإِصلاح الحقيقي والتي لخَّصها الخطاب المرجعي بما يلي؛
*تشريع قانون إِنتخابات عادل ومُنصف.
*تسمية مفوضيَّة مُستقلَّة.
*الإِعلان عن موعدٍ لإِجراء إِنتخابات نيابيَّة مُبكِّرة.
وخلال الفترة المتبقِّية ينبغي تشكيل حكومةٍ جديدةٍ تخلف الحكومة الحاليَّة المُستقيلة، تكون مُستقلَّةً غَير حزبيَّة ولا كُتلويَّة وتتشكَّل بعيداً عن المُحاصصة، مُهمَّتها الأَساس قطع يد [الغُرباء] الذين يتدخَّلونَ بالقرارِ السِّيادي الوطني ويعبثُونَ بأَمنِ البلدِ وسيادتهِ عِبرَ وُكلائهِم، وكذلكَ حصر السِّلاح بيد الدَّولة من خلالِ تفكيكِ ميليشيات أَحزاب السُّلطة الفاسِدة والفاشِلة للإِعدادِ لإِنتخاباتٍ آمِنةٍ.
ج/ أَمَّا المُؤَسَّسة الأَمنيَّة فقد دعاها إِلى أَن تتحمَّل واجباتها الدستوريَّة في حمايةِ المُحتجِّين السلميِّين وأَن لا تستخدم العُنف المُفرط ضدَّهم، وتُميط اللِّثام عن هويَّة المُلثَّمين الذين يُمارسونَ القتل والقنص والخطف.
تأَسيساً على كلِّ هذه التَّفاصيل، فمِنَ العبثِ أَن ننتظِرَ المزيد من خطابات المرجعِ الأَعلى بهذا الخصوص بذريعةِ الوقُوف على واجبنا الشَّرعي والوطني إِزاء ما يتعرَّض لهُ البلد!.
لم يُوفِّر المرجعُ الأَعلى أَيَّة فُرصة للنُّصح والإِرشاد والتَّحذير والتَّنبيه، فالمُشكلةُ ليست الضَّبابيَّة وعدم الوضوح وإِنَّما في غيابِ الأُذن الصَّاغية والإِرادةِ الوطنيَّة لتتغلَّب على المصالح الضيِّقة والولاءات الأَجنبيَّة المشبوهة لتُقدِّم مصالح البلد على كلِّ المصالحِ الأُخرى.
عندها فقط سنلمس جميعاً الأَثر الكبير والمُباشر للخطابِ المرجعي في التَّغييرِ والإِصلاح الحقيقي.
الحريصُ على البلدِ والخائفُ عليهِ من المجهُول لا ينتظر المزيد من الخِطاب المرجعي وإِنَّما يُبادر فوراً لتنفيذِ خرائطِ الطَّريق التي رسمها الخِطابُ لكلِّ الأَطرافِ المعنيَّة.
فهل سنُصدق أَنفسنا فنُبادر جميعاً لتنفيذِ هذهِ الخرائط؟! أَم نظل نخدع أَنفُسنا بانتظارِ المزيدِ من الخِطاباتِ، كذباً ونفاقاً، للتهرُّب من المسؤُوليَّة وتضييع الوقت عبثاً، خاصَّةً وأَنَّ [العِصابة الحاكِمة] تُراهن على الوقت للإِفلاتِ من وِرطتها مع مطالب الإِنتفاضة؟!.
٢/ في ظلِّ الإِنقساماتِ السياسيَّة والمُجتمعيَّة والفَوضى العارِمة التي يمرُّ بها البلد لا ينبغي مُناقشة قرارٍ خطيرٍ ومصيريٍّ يخصُّ مُستقبل البلاد، كموضوعِ تواجد القوَّات الأَجنبيَّة، ولذلكَ أَعتقد أَنَّ الكُرة التي رماها مجلس النوَّاب في ملعبِ الحكومة [المُستقيلة] سوفَ تُرجؤُها الحكومة الجديدة إِلى البرلمان القادم ليتَّخذ المَوقف المُناسب بعيداً عن تأثير صِراعات الآخرين وسلاح الميليشيات.
٣/ لا يكمنُ عُنصر المُفاجأَة فيما إِذا فازَ الرَّئيس ترامب في الإِنتخابات الرئاسيَّة القادِمة، فمنذُ [٤٠] عاماً والرَّئيس لا يتركُ البيت الأَبيض قبل أَن يُكمل دورتَين رئاسيَّتَين [٨ سنوات] إِنَّما يكمنُ في لَو أَنَّهُ خسِرَ السِّباق.
٤/ لقد ظلَّت أَفريقيا تتمتَّع بأَولويَّة في السِّياسة الخارجيَّة الأَميركيَّة خلال الإِدارات المُنصرمة، إِلَّا أَنَّها تراجعت بسبب إِنشغال إِدارة الرَّئيس ترامب بالحرُوب التجاريَّة في آسيا والحرُوب العبثيَّة في الشَّرق الأَوسط.
يبدو لي أَنَّ الإِدارة إِنتبهت الآن لذلك وتُحاول إِعادة مكانة أَفريقيا لسابقِ عهدِها في الديبلوماسيَّة الأَميركيَّة.
١٥ شباط ٢٠٢٠
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Twitter: @NazarHaidar2
‏Skype: nazarhaidar1
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920
*ولِمَن أَحبَّ متابعتي في قناتي الخاصَّة على الواتس آب؛
يُرجى الإِشتراك بها من خلال الرَّابط التَّالي؛
‏https://chat.whatsapp.com/KtL7ZL3dfhi8dsTKUKjHOz

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here