هل سيولد العراق من رحم ذاته؟!!

سؤال يتردد في آفاق الواقع العراقي المعاصر المصاب بالنكد والإنكسار والإحباط والذي يتعرض لأنواع العدوان , والإقتراب منه ذو وجهين متناقضين ينشف أحدهما الآخر , ويتقلب بين الإيجابية والسلبية.

وعندما نبعد العواطف والإنفعالات ومعطيات التبعية والخنوع والقبوع وما يتصل بها من مواقف وتوجهات خذلانية إستسلامية قانطة , تتضح الإجابة وتتحدد معالمها الأساسية.

وللموضوعية دورها في الجواب عندما تستند على معيار التأريخ وتسترشد بنتائجه وصيروراته المتوافدة على نهر الحياة.

فلكي نقيم مستقبل أي حالة لا بد من دراسة ماضيها ومآلاتها فيما سبق , ومنها نستخلص خارطة مسارها الجديد الذي ستمضي إليه وفقا لأحكام الدوران.

فالعراق مر بعصور قاسية إستمرت لقرون وتكالبت عليه قوى الدنيا بما إقتدرت وإكتسبت من طاقات عدمانية تخريبية تدميرية , وفتكت به مرارا وتكرارا وما تمكنت الإقامة فيه والإستمرار بإذلاله ودماره , وإنما إنقلبت على مبتدءاتها وتحولت إلى طاقات إيجابية فاعلة في كينونته الأقوى , فالذي يعتدي على العراق يصاب بتأنيب ذمير شديد يدفعه للتكفير عن آثامه وخطاياه بحق العراق , والمثل الواضح ما قام به هولاكو وما فعله أحفاده من بعده.

ولو تدارسنا كيان العراق منذ الحضارات الأولى لتبين بأن العراق قوة حية مؤثرة في الوى التي تكون فيه وتسخرها لصالحها ولتمرير قدرات الوطن التليد العتيد.

وعليه فأن ما يجري في العراق من حالات مريرة وشنيعة وعدوانية سافرة على ذاته وموضوعه , سيذهب هباءً وسينطلق العراق بمشواره الحضاري الإنساني المعاصر رغما عن أنوف القوى المتوهمة بأنها يتقضي على العراق وتقطعه إربا إربا.

أما اليائسون الباسون المبلسون فأن قراءاتهم للمشهد العراق تعبر عما فيهم وليس عما في جوهر العراق من براهم واعدة وقدرات متوثبة للتفتح والإنطلاق المتميو في ميادين التسابق نحو مجد إنساني أثيل.

فهل سيرعوي القانطون ويكتبون بمداد الكينونة الحتمية الواعدة للعراق , بدلا من كتابات الذل والهوان والتبعية العمياوية لأصنام آدمية معممة بالنفوس الأم!ارة بالسوء والبغضاء؟!!

وإن العراق يكون ولن ولن يهون!!

د-صادق السامرائي

11\2\2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here