الخالصي يدعو الجماهير لاختيار ممثلهم من خارج العملية السياسية

حذر المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 19 جمادى الآخرة 1441هـ الموافق لـ 14 شباط 2020م، من الدعوات التي يحاول البعض نشرها، خصوصاً الذين هم يظهرون في فضائيات تعمل في المحور المعادي للأمة، الذين يبشرون بالعلاقة مع الصهيونية العالمية، وهم يدّعون انهم عراقيون وانهم يدافعون عن المتظاهرين، وهم كانوا مع الجلادين في السابق، واليوم مع المستكبرين.

وأدان سماحته تصرف بعض الصبية الذين يخرجون إلى الاعلام ويفتخرون بشربهم للخمور والتبرج واشاعة الفساد والسفور، حيث يقول أحدهم عن نفسه : “أنا احب الحياة فأشرب الخمر!!”. وتساءل سماحته : أيعني هذا ان الذي يحب الحياة يجب ان يحذف عقله بشرب الخمر، واستعمال المخدرات، والتيه في الارض؟!؛ بل الذي يحب الحياة يجب ان يتمسك أولاً وآخراً بالحفاظ على كيانه الانساني والإسلامي، وعلى عقله؛ الذي هو اعظم معاجز الله تعالى.

وتابع سماحته قائلاً: الذي يحب الحياة يجب ان يستجيب لما يحييه في هذه الحياة، وهذا الاحياء يكون بالفكر والعقل والثقافة والايمان والالتزام، لا بشرب الخمور ولعب الميسر والوقوف مع العصابات المجرمة، وبيع الاوطان، وبيع الشرف لأعداء هذه الامة ولأعداء هذا الدين.

وأكد سماحته على ضرورة حجاب المرأة وحشمتها، مبيناً سماحته ان ذلك هو من الاعتزاز بها، أما المرأة فحصانتها أهم، وحجابها هو الذي يميزها بمظهر اهل الإيمان والالتزام، وبذلك تستطيع هذه المرأة ان تخرج وتطالب بالحقوق، كما يجوز لها ان تذهب إلى الحج وان تدخل المساجد وتجلس في الدروس، وهذا ما كان يجري في زمن رسول الله (ص) ويقرّه ويحث عليه، فكذلك يحق لها ان تقوم بنشاطاتها المعهودة ومنها ان تخرج مع الرجل في تظاهرات حصينة عفيفة شريفة تطالب بالحقوق وإنقاذ العراق من الأزمات.

وأكد سماحته على ان من يطالب بالحق يجب ان يكون حريصاً على مشاعر الناس، وان يكون جزءً منهم، وعلى الذين يرقصون او يغنون وهم امام الكارثة، وعلى جثة الشعب المحترقة، ان يحترموا دماء الشهداء، ودماء الضحايا الذين سقطوا، والقهر الذي يعيشه شعبنا في العراق، وان لا يتصرفوا وكأنهم سفهاء لا ينتمون إلى هذا الشعب ولا يشعرون بمشاعره، فالذي يطالب بحقوق الشعب يجب ان يكون متعاطفاً معه، وباقياً معه في مسيرته.

وفي الشأن السياسي الداخلي شدد سماحته على وجوب تحرك محور في هذه الامة وفي هذا الشعب للمطالبة بالحقوق بشكل منظم؛ وهذا ما نتعاون به مع الكثير من الناس، ونعمل عليه، وندعو إليه.

وشدد سماحته على ضرورة اختيار الجماهير من يمثلهم من خارج العملية السياسية، لقيادة المرحلة الانتقالية وحتى تشكيل الحكومة الانتقالية ما داموا يتمتعون بالمواصفات التي أعلنا عنها سابقاً، والتي يمكن التأكيد عليها مرة أخرى وتوضيحها بشكل كامل.

وأضاف: على الجميع ان يعلموا ان المرحلة الانتقالية لا يمكن ان تقاد من قبل شخص او شخصين، وإنما عليهم ان يفرزوا مجموعة من الناس تتعاون مع وجود رؤوس أو اشخاص هم الذين يظهرون كقيادات لهذه المرحلة ولكن ليسوا منفردين، وإنما مع هيئة مستقلة هي التي تتبنى هذه العملية بشكل دقيق ولكي يقوي بعضهم بعضاً لتحقيق هذه المطالب التي ارادها شعبنا.

وأوضح سماحته : ان المواصفات معلومة؛ ان يكون المتصدي لهذه المسؤولية نزيهاً، ذو كفاءة من الناحية الأكاديمية، وان يكون من خارج العملية السياسية، غير متهمٍ بالفساد، وان لا يكون ممن شاركوا في ظلم الشعب العراقي وسفك دمه لا سابقاً ولا لاحقاً، وبذلك لا يصح ان يكون ضمن مشروع الاحتلال الذي جاء ودمر البلد بالعملية السياسية التي أفسدت كل شيء.

واستذكر سماحته فاجعة 13 شباط 1991، وهي احدى الفواجع الكبرى التي جرت في العراق بسبب الحروب والازمات التي فرضت على هذا الشعب من قبل اعداء هذه الامة، ومن قبل المتسلطين على رقاب هذا الشعب بتخطيط الاعداء وتوجيههم، ألا وهي فاجعة ملجأ العامرية الذي استشهد فيه المئات من الاطفال والنساء والرجال والشيوخ وسحقت دماءهم وعظامهم واجسادهم كلها مع الحديد ومع الدمار الذي احدثوه في هذه الفاجعة العظيمة.

وقال سماحته: هذه الذكرى لا ينبغي ان تنسى، وخصوصاً لأولئك الجهلة، أو الذين باعوا انفسهم للشيطان وعقولهم بالخمر والميسر، فذهبوا إلى الاحتلال وجاؤوا بالأمريكان لينقذوهم في الماضي وكذلك من الذين يكررون المحاولة هذه الايام، ويعتمدون على وعود الامريكان، وعلى دعواتهم للإنقاذ المزعوم فالذين قاموا بجريمة العامرية وسلطوا الديكتاتورية الذين اساءوا لهذا الشعب هم انفسهم الذين جاءوا لتحرير العراق من الديكتاتورية كما زعموا، وقد رأينا هذه الآثار امامنا لحد اليوم، والذين يكررون نفس المحاولة ويتحدثون عن العالم الجديد واللبرالية وحب الحياة كما يزعمون، هؤلاء في الحقيقة يريدون ان يكرروا نفس الكارثة وهم لا يحبون هذا الشعب ولا يمكن ان يقبلوا بلحظة من اللحظات بترك شهواتهم حرصاً او احتراماً لإرادة شعبنا وللمآسي التي يعيشها، وهم نفسهم دعاة الاحتفال بإسم الحب، والخداع، لشباب هذه الامة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here