شخصنة القضية الوطنية دليل حماقة و بلطجة

بقلم مهدي قاسم

من الرعونة والحماقة بالنسبة لشخص ما الاعتقاد بأنه قد
تضخم ليصبح بحجم الوطن او المحور الكلي والمطلق للقضية الوطنية ، مثلما حاول ويحاول مقتدى الصدر أن يكون كذلك ، بعدما شعر بأنه لا يمكن أن يكون الزعيم الأوحد للمتظاهرين و يقودهم وفقا لمواقفه و مزاجياته المتقلبة بين فترة وأخرى 180 درجة عكسية !!..

وكرد فعل انفعالي ونرجسي بدأ مقتدى الصدر بشخصنة القضية
الوطنية ــ ولا سيما قضية التظاهرات المطالبِة بالإصلاح والتغيير ــ مستعينا بقطعان مدجنة من عبدة أصنام بشرية ، لدفعهم إلى الواجهة بدافع من هوسه المرضي الدائم بالزعامة ، ليثبت للرأي العام بأنه لا زال الزعيم الأوحد للعراق !! ،ـ فيدعو تارة إلى تظاهرة مليونية
ردا على التظاهرة المليونية للمتظاهرين ، و تارة أخرى إلى تظاهرة نسوية ردا على التظاهرات المليونية لنساء العراق دعما لمطالب المتظاهرين ، واللواتي كنّ يهتفّن وبشكل صحيح و سليم و انطلاقا من وعي وطني اصيل ” نحن بناتك يا العراق ” في المقابل كانت ” نسوان ” مقتدى
الصدر يهتفّن ” نحن بناتك يا مقتدى” !! ، وهنا يتضح جليا الوعي الوطني والوعي الصنمي بين تظاهرتين نسويتين ، فالمتظاهرات الداعمات لمطالب المتظاهرين وضعّن العراق ــ وطنا و بلدا ــ كأولوية وفوق الأحزاب و الأشخاص ، بينما المتظاهرات المقتدائيات ” وضعن مقتدى الصدر
فوق كل شيء كصنم مقدس ، وهّن بهذه الحالة لا يختلفّن عن البعثيات اللواتي وضعّن من خلال هتافهن و ردحهن صداما فوق كل شيء بما فيه فوق العراق أيضا ، مع فارق كبير بين الحالتين ففي عهد الديكتاتور البائد كان الناس يتظاهرون لصالح النظام السابق بشيء من ضغوط و بإكراه
على الأرجح ، بينما الآن الخروج للتظاهر إلى جانب هذا أو مع ذاك مسألة طوعية ، غير أن التظاهر من أجل الصنم المعبود في البلد المهتوك وغالبا من يقوم به من هو ملوّث الذهن بتقديس الأشخاص و كذلك بجراثيم عقائدية مزمنة و مترسبة لن تزول بشكل نهائي إلا بعد مرور أجيال
عديدة ، نقول كل هذا ، لأننا لو سألنا واحدا أو واحدة من عبدة الصنم مقتدى من المتظاهرات والمتظاهرين لأجله بناء على طلبه :

ـــ ماذا قدم لكم مقتدى الصدر خلال 17 عاما من هيمنته
عليكم وقيادته غير الهمهمة والغمغمة المبهمتين به ؟ لتررددوا في إعطاء جواب واضح لأن مقتدى وتياره الصدري عمليا لم يقدم لهم غير الفقر والبؤس و الحياة المزرية والرثة في الوقت أصبح هو يعيش كملك مسافرا بطائرته الخاصة إلى إينما يشاء بينما باقي قياديي التيار الصدري
أصبحوا يملكون الملايين من الدولارات بعدما كانوااشباه حفاة ..

و يذكرني هؤلاء بمنشور قرأته قبل فترة عن وجود فئتين من
العبيد في أمريكا العنصرية السابقة : فئة الخدم و فئة العاملين في المزارع ، فالفئة الأولى أي فئة الخدم كانت تعيش في البيوت و تأكل فضلات سادتها و تلبس ملابسهم العتيقة وهي مرتاحة وسعيدة بعبوديتها تلك ، بينما الفئة الثانية كانت تعاني من قلة الأكل و شظف العيش
و كثرة الكد والجهد و عندما كانت تحاول أن تثور وتتمرد على وضعها السيء والمزري كانت فئة العبيد تخبر عنهم وتفشل ثورتهم !! ..

فما بالنا بعبدة الصنم الأجوف مقتدى الصدر من عبيد عصرنا
الراهن !!..

*يا ترى كم فتاة أو امرأة من بين هاتك النساء النابشات
في القمامة اشتركن في التظاهرة النسوية المقتدائية ؟ !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here