لماذا فشلت ديمقراطية امريكا في العراق

مهدي المولى
لا شك ان تحرير العراق على يد القوات الدولية بقيادة القوات الأمريكية كان يوم انعطافة تاريخية ومرحلة تحول في مسيرة العراق والعراقيين حيث انتقل العراقيون من مرحلة العبودية الى مرحلة الحرية من حكم الفرد الواحد الحزب الواحدة العائلة الواحدة الى حكم الشعب كل الشعب الى التعددية الفكرية والسياسية الى حكم الدستور والقانون والمؤسسات الدستورية والقانونية

المعروف ان العراق تأسس في عام1921 على باطل والذين يتحملون المسئولية هم بعض رجال الدين وشيوخ العشائر الشيعية لجهلهم وأنانيتهم وتخلفهم الفكري ساهموا في بناء عراق على باطل من خلال ما سموها بثورة العشرين والمفروض ان تسمى جريمة العشرين التي لا زلنا ندفع ثمنها من ذبح وتهجير واسر واغتصاب الى الآن والى زمن قادم وكلما حاول العراقيون الأحرار من تهديم عراق الباطل وبناء عراق الحق اي عراق العدل والمساواة الذي يضمن للجميع المساواة في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والفكر الضحية هم شيعة العراق الذين يمثلون أكثر من 75 بالمائة من نسبة نفوس العراق حيث يتهمون بالخيانة والعمالة ويذبحون ويهجرون ويعتقلون

وهكذا عاش الشيعة في العراق مواطنين من الدرجة الرابعة الخامسة العاشرة حسب رغبة العائلة الحاكمة الحاكم فكان صدام ينظر لهم مجموعة منحرفة لا تملك شرف ولا غيرة ولا يثق بهم حتى لو تنازلوا عن شرفهم عن كرامتهم عن مقدساتهم محرم عليهم الدراسة في الكليات العسكرية والأمنية الا أذا تنازلوا عن كرامتهم عن شرفهم واقروا أنهم عبيد أقنان لصدام و افراد عائلته وأبناء عشيرته المقربين منه وكان يستخدمهم ككلاب صيد لاصطياد وافتراس العراقيين الأحرار

لا شك ان يوم 9 نيسان 2003 يوم التحرر من العبودية في هذا اليوم شعر العراقي انه عراقي انه انسان حر أصبح حر العقل المؤسف نحن العراقيون بشكل عام دون مستوى هذه الحرية والتعددية فخرجنا جميعا وفق مستوياتنا الفكرية ووفق مصالحنا الخاصة ومنافعنا الذاتية لا من مصلحة الشعب ومنفعته مما أدى الى تضارب تلك المصالح والمنافع وكانت النتيجة فشل الديمقراطية والتعددية في العراق

لا شك ان امريكا تتحمل فشل الديمقراطية لان امريكا ليست جمعية خيرية ولا تبحث عن الجنة ولا تريد الاجر امريكا تاجرة وتبحث عن الكسب والربح ليس الا

وما ترفع من شعارات بأسم الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الرأي انها وسيلة لتحقيق الكسب والربح فقط والدليل علاقتها بال سعود وال نهيان وال خليفة من اكثر العوائل المنتهكة لأبسط قيم ومبادئ الانسان والتي لا تعترف بالانسان ولا حقوقه ومع ذلك انها تدعمها وتحميها وتدافع عنها لأنها بقر حلوب تدر دولارات حسب طلب امريكا وفي الوقت الذي ترغب فيه

وهذا يعني ان الادارة الامريكية لا تتخلى عن حماية هذه العوائل مهما كان أجرامها ووحشيتها وانتهاكها لحقوق الانسان طالما ضرعها مستمر في الدر متى ما يجف ضرعها عند ذلك تتخلى عنها أمريكا وهذه الحقيقة اعترف بها الرئيس الامريكي ترامب عندما قال أمام سلمان الخرف وأبنه الأحمق محمد ( البقرة التي يجف ضرعها ماذا يفعل بها صاحبها) فسكتا ولم يجبا فقال ترامب أنا سأقول ماذا يفعل بها ( سيقوم بذبحها) فرد سلمان الخرف ( أنشاء الله لم ولن يجف ضرعها)

السبب الثاني في فشل الديمقراطية في العراق وفتح الباب أمام القوى الظلامية الدكتاتورية الشوفينية العنصرية الطائفية الصدامية الداعشية الكثير من قادة الشيعة فهؤلاء انطلقوا من منطلقات شخصية مصلحية منفعية خاصة بهم وبمن حولهم بعيدين كل البعد عن مصلحة العراق والعراقيين وحتى عن مصلحة الشيعة فكانوا وراء كل ما حدث في العراق من فساد وارهاب وسوء خدمات والدليل انهم لم يتفقوا على خطة عمل لم يتفقوا على برنامج ابدا بل كل مجموعة مهمتها نشر غسيل الثانية والحط من شانها وكل مجموعة تحاول معارضة الثانية وحتى اذا اتفقوا على هدف لا تطول مدة هذا الاتفاق فاذا اتفقت هذه المجموعة على شخص ما على خطة ما فالمجموعة الأخرى ترفضه لا لشيء الا لأن تلك المجموعة اختارته وهكذا منذ تحرير العراق في 2003 حتى الآن لم ينتج شي في صالح الشعب والوطن وخاصة في المناطق الشيعية من سامراء حتى الفاو بل تسير الأمور من سيء الى الأكثر سوءا

واذا وجدنا هناك عراق وفيه بعض معالم الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية بسبب وجود المرجعية الدينية الرشيدة مرجعية الامام السيستاني الذي امتاز بالحكمة والشجاعة والذي انطلق من مصلحة العراقيين جميعا ومن منفعة العراق كل العراق لهذا التف حوله كل العراقيين من مختلف الاديان والطوائف والقواميات والمحافظات

لهذا أملنا في نجاح العملية السياسية السلمية وبناء العراق الديمقراطي التعددي في حكمة وشجاعة الامام السيستاني وكل من حوله فعلا وعملا لا كلاما وتبجحا

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here