قناة دجلة الفضائية..غيابها عن الساحة الإعلامية ليس له مايبرره!!

حامد شهاب

تكاد قناة دجلة الفضائية من القنوات التي شقت لها طريقا أوصلها الى مراتب متقدمة في الساحة الاعلامية العراقية، بعد إن إحتضنت كبار المحترفين في الشأن الاعلامي ، وكان لحضورها اليومي محل اعتبار وتقدير من ملايين العراقيين الذين وجدوا فيها ضالتهم لمشاهدة برامجها الشيقة ، سواء كانت النشرات الإخبارية أو البرامج السياسية والاقتصادية والمنوعة والترفيهية المعدة بعناية، لكن غيابها هذه الأيام يطرح كثر من علامة إستفهام عن سبب كل تلك الفترة التي بقيت فيها القناة ، خارج إطار ساحتها المفترضة ان تبقى مشعلا وهاجا في سماء الاعلام ، يبرر البعض منهم انها لاسباب فنية واخرى سياسية ، لكن كل تلك المبررات لم تكن لها حجة منطقية ، يمكن ان تقنع ملايين المشاهدين الذين راحوا يتساءلون عن طول فترة الغياب، وهم ينتظرون عودتها بفارغ الصبر!!

أجل.. من يتابع قناة دجلة الفضائية يجد فيها انها كانت معقلا لحوارات في غاية الأهمية، وكانت محل اهتمام السياسيين والبرلمانيين، وكانت برامجها الحوارية ، وبخاصة وجهة نظر ، والقرار، من أكثر البرامج التي حظيت بمتابعة واسعة، وكانت محل اهتمام سياسي وشعبي منقطع النظير!!

وارتقت قناة دجلة ببرامجها على أكثر من صعيد، حتى وصلت الى مديات نجاح متقدمة يحسب على انها ربما من القنوات العراقية الأكثر مشاهدة ، إضافة الى اهتمامها بالاخبار والاحداث العاجلة والمهمة ونقل الحدث في لحظته ومتابعة تطوراته، وهي تنظر لمشاهديها على أنها الأقرب اليهم في سرعة المعلومة، وهي تصطاد المعلومة نتيجة اعتمادها على مراسلين ومحررين لهم باع طويل في العمل الصحفي المتقن، كما ان اخبار ومعلومات سبتايتلها غني هو الآخر ، ويعكس مقدرة صحفية وتلفازية ثرة كونها تبقى حاضرة دوما في ساحة الاحداث، تواكبها أولا بأول ، ونكرر القول بأن فترة غيابها كانت مؤلمة ، وليس لها مايبررها في كل الاحوال، وكان يفترض بإدارتها العليا أن تتخطى الصعاب والعقبات مع الجهات الفنية الاخرى ، ليكون لديها البديل، حتى وان تعرضت للتضييق عليها من اكثر من جهة وطرف سياسي عراقي وعربي، حتى وصلت الى المرحلة التي لايتمنى أي عراقي ومتابع اعلامي ان تصل اليها، وبخاصة بعد إن حصدت كل تلك النجاحات والحضور المتميز في الساحة الاعلامية، وراحت تنافس كبريات القنوات الفضائية العراقية، بل وتحاول اللحاق بكبريات الفضائيات العربية، لما احتوته من برامج تنافسية وبمهارة لفتت الانظار، وهي ينبغي ان تحافظ على تلك المكانة، ولا تسمح ان تتوقف ولو لساعات!!

قد يختلف الكثيرون مع ادارة القناة ولهم أزاءها وجهات نظر ، لكن ما حفلت به برامجها من تطور مذهل ولافت وبخاصة البرامج الحوارية السياسية ، وما لديها من خبرات وكوادر محترفة في الصناعة الاعلامية، يعطيها المبرر أن تبقى شعلتها تتوهج، وهي الاداة الاعلامية التي لاينبغي ان تخضع للملاحقة والاغلاق تحت أي الظروف والمبررات، وإن إسكات المنابر الاعلامية وبخاصة القنوات الاعلامية ، أمر يتعارض والحرية واجواء الديمقراطية والنظام السياسي القائم على التعددية والأسس الديمقراطية التي تكفل حرية الاعلام والتعبير عن الرأي، ولا نجدها ان خرجت عن السياقات الاعلامية ، لكي يتم التعامل معها بهذه الطريقة، بل ان الاعلام يبنبغي ان يتمتع بالحصانة التي لاتسمح للاخرين في التعدي على مقدراته التي كفلها لها الدستور والقوانين النافذة ، وان تعرض عدد من وسائل الاعلام للاغلاق بين فترة واخرى، يعرض حرية الاعلام لمخاطر ان تعاود أجواء الدكتاتورية تفرض وجودها، تحت أي مبرر ، ما عرض سمعة الاعلام العراقي لمخاطر جمة ، بالرغم من ان الاعلام يؤدي دورا وطنيا واخلاقيا وتربويا، لتقديم الخدمة والرأي الحر، وهو ما ينبغي على الجهات الصحفية ونقابة الصحفيين ان يكون لها دور فيما يجري، بعد ان إتسعت دائرة الاستهداف للمنابر الاعلامية على أكثر من صعيد!!

ونحن بانتظار أن تعود قناة دجلة الفضائية بالسرعة الممكنة، لانها تحظى بمكانة كبرى بين جمهورها ومشاهديها، وليس من المنطقي ان تبقى أبوابها موصدة كل تلك الفترة..وأمنياتنا لها بعودة ميمونة..في القريب العاجل!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here