مالذي يجعلك بالعقيدة اكثر رحمة وحساسية ومحبة وانسانية وأكثر انسانية ؟؟؟

أ.د. سلمان لطيف الياسري

أن الدين وسيلة، وليس غاية. الغايةُ العليا هي «الصلاح». والدينُ هو أحد السبل للوصول إلى الصلاح. فإن قضى الإنسانُ عمرَه كلَّه في مسجد أو كنيسة أو هيكل أو معبد، يُصلّي ويصوم ويتعبّد، ولم يصنع منه كلُّ ذلك إنسانًا صالحًا رحيمًا متحضرًا عفَّ اللسان، فما جدوى ركوعه وسجوده وجوعه وعطشه؟
وفى الأخير ليست من عقيدة أرقى وأعلى من الحقيقة هذا نظر ليس مناظرة أو نقد بإستهجان بل تساؤل فى صورة تقرير وبيان .، أى حقيقة تعنى ؟؟؟..، العقيدة الإيمانية وهى الحق وليس بعد الحق إلا الضلال.،أم الإعتقاد والفهم الشخصى وهو فكر قابل للمناقشة والحوار فإما خطأ وإما صواب .، وفى هذا فرق كبير أيضا .، حيث أن العقيدة الإيمانية هى شريعة ومنهج منزل من السماء أنزله الله اللطيف الخبير على رسول من رسله ليهدى قومه وينذذرهم به كحال كل الرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم أو ليكون للعلمين نذيرا وبشيرا كما أمر وأرسل النبى الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم.، وحيث تكون كل عقيدة وشريعة منزلة موضحة الشرعة والمنهاج(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) الواجب الإتباع دونما أى نقصان(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) أز يادة (لاتغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق).، و فى كلا الحالتين إفتياء وتعد على الشرع الحكيم المنزل من الله رب العالمين، ففى النقصان تقصير وإهمال ،وفى الزيادة إفتراء على الله وعلى العقيدة التعبدية له(وإذ قال الله يعيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلاهين من دون الله قال سبحانك مايكون لى أن أقول ما ليس لى بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم مافى نفسى ولا أعلم مافى نفسك إنك أنت العليم الحكيم* ماقلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شىء شهيد*إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت اغفور الرحيم *قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم)) فالله تعالى واجب عبادته بالصحيح المنقول وليس بما تستحسنه العقول.، وفى هذا يقول (قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)(ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين)(وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيد)(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض )(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين)( فطرة الله التى فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم)(إن الدين عند الله الإسلام)(ماكان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا بل كان حنيفا مسلما وماكان من المشركين)(فإحاجوك فيه بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)(فإنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم لها داخرين)(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا*يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيم)نهاية سورة الأحزاب.، صدق الله العظيم!

علمت أنه لـــن يدخل الجنـــة انسان بعمله فقد سأل أحد الصحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم هل سندخل الجنة بعملنا يارسول الله قال لا قال ولا انت قال ولا أنا ان لم يتغمدني الله رحمتـــه 0 اذن المسألة ليست مجرد العمل يدخل الجنة ولكن رحمة الله قبل كل شيء وما العمل الا جزء يسير لمجرد الحساب عن حياته في هذه الدنيا – اصاب من اصاب وخاب من خاب

وفهمت المغذى المقصود ان البشر أجمعين ما يهمهم من بعضهم البعض حسن المعامله المتبادله من صدق وامانه وإفاده لكل من حولك من انسان الى حيوان الى بيئة…وهذا من احد اهداف الدين ليضفى على من يعتنقه نفع لمن حوله…حتى ان وصف رسولنا الكريم وصف المسلم بالنخلة المفيده لكل من حولها فمن تمرها غذاء ومن اغصانها وجاء ومن لحائها منافع وعلاج…ولكن هذا شق من الدين وهو ما اطلق عليه العلماء فقه المعاملات…والشق الاخر وهو فقه العبادات وهو علاقة الفرد بربه…مع عدم نسيان الغرض الاساسى من خلقتنا(وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون) وايانا ان نغفل عن هذه القاعده ما حيينا…فما تحدثت به المحترمه السيده الدكتور عبله الكحلاوى…ماهو الا حديث تفهيم ان كلنا محاسب على حسن المعامله فيما بيننا الى البيئه…ولكنها لا تقرر عكس عقيدتها من المؤكد وهى الاقدر على الفهم الدينى لعلمها ودراستها…ولكنها تقرب المفهوم بعدل الله فى خلقه بدليل ان الدواب ستقتص من بعضها من باب العدل امام الله يوم القيامه ثم تفنى لا جنة ولانار لانهم غير مكلفين…اما الانسان فكونه مكلف فيخضع لقاعدة(إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)

اذا كانت العقيدة لاتعني الاخرين فانا تعنيني عقيدتك ايها المواطن وخير لي ان تكون عقيدتك سليمة ليس بها شوائب وهذا ما أريده منك كما تريده مني حتى نتزاحم سويا على أبواب الجنة الثمانية .. اما انها لاتعنيني فهذا خلق سلبي ولاينتج خيرا فعقيدتك تعنيني على الأقل فأنا أذكرك بها حتى يستقيم الظاهر من افعالك مع الباطن ولايحدث الانفصام الذي نراه .. كيف يكون مسلما ويدعو الى الله بخشونة وغلظة , وكيف يكون مسيحيا وينسى التسامح في السلوك اليومي .. العقيدة اساس ولايقبل عمل بغير عقيدة راسخة وتوحيد خالص لله تعالى .

وما هى تلك العقيدة التى تجعلك أفضل؟ فأجاب: – تلك التى تجعلك: أكثر رحمة، أكثر حساسية، أكثر محبة، أكثر إنسانية، أكثر مسؤولية، أكثر جمالاً. العقيدة التى تفعل معك كل هذا تكون هى الأفضل…… لست مهتماً يا صديقى بعقيدتك أو إذا ما كنت متديناً أم لا، الذى يعنينى حقاً هو سلوكك أمام نفسك، أمام نظرائك، أمام أسرتك، أمام مجتمعك، وأمام العالم. تذكر أن الكون هو صدى أفعالنا وصدى أفكارنا، وأن قانون الفعل ورد الفعل ليس يخص فقط، عالم الفيزياء. بل هو أيضاً قانون يحكم علاقاتنا الإنسانية.. إذا ما امتثلت للخير سأحصد الخير، وإذا ما امتثلت للشر فلن أحصد إلا شراً، ما علمنا إياه أجدادنا هو الحقيقة الصافية: سوف تجنى دائماً ما تتمناه للآخرين، فالسعادة ليست شيئاً يخص القدر والقسمة والنصيب بل هى اختيار وقرار، «انتبه جيداً لأفكارك، لأنها سوف تتحول إلى كلمات. وانتبه إلى كلماتك، لأنها سوف تتحول إلى أفعال، وانتبه إلى أفعالك لأنها سوف تتحول إلى عادات، وانتبه إلى عاداتك لأنها سوف تكون شخصيتك، وانتبه جيداً إلى شخصيتك لأنها سوف تصنع قدرك، وقدرك سوف يصنع حياتك كلها، وفى الأخير ليست من عقيدة أرقى وأعلى من الحقيقة». القائد الأعلي لبوذية التبت دلاي لاما……. كلمات صدق لرجل صادق خبير لأمور الحياة

بالرغم من القاعدة الفقهية التي تقول انه لا خيار لنا، إلا أن الحقيقة ان العقيدة شأن خاص. ولو سألنا صاحب أي عقيدة عن سبب تمسكه بعقيدته لأرجع السبب إلى صحة ما يؤمن به. كما يبدي كل فريق استعداده لبذل الغالي والنفيس في سبيل عقيدته، ولو كان ثمن ذلك حياته

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here