منذر الكناني
ما من إنسان يعيش في الحياة الدنيا إلا وهو معرض للسقوط من خلال الابتلاءات التي تصيبه كالمرض والفقر والمشاكل العائلية، فكم من غني أصبح فقيرا لا يملك قوت يومه؟
وكم من قوي أمسى ضعيفا ؟
والناس أمام حالات السقوط على قسمين :–
{( الأول )}–
هو الذي يواسي أخاه، ويساعده ويقف بجانبه، ويأخذ بيده حتى لا يبقى في سقوطه، وهذا حق من حقوق الأخوة ،…
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : { للمسلم على أخيه ثلاثون حقا ….. يغفر زلته، ويقيل عثرته، ويقبل معذرته }،
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : { المواساة أفضل الأعمال }…
{(الثاني )}–
هو الذي يفرح بسقطة غيره ويظهر الشماتة، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على خفة عقله … كما يدل على الحقد والحسد والكراهية وعدم الوفاء ….
إن الشامت لا يدري أنه معرض للسقوط وتبدل الأيام والأحوال،
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال :
{ لا تبدي الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك }،
وعنه أيضا عليه السلام :
{ من شمت بمصيبة نزلت بأخيه لم يخرج من الدنيا حتى يفتتن }،
وعنه أيضا عليه السلام :
{ من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله عز وجل من ولايته إلى ولاية الشيطان فلم يقبله الشيطان }…
والكلام المتقدم عن الشماتة بالناس أشار إليه أمير المؤمنين وسيد الموحدين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام :
{ لا تفرح بسقطة غيرك فإنك لا تدري ما تتصرف بك الأيام }….…
اللهم جنبنا الشماته وارزقنا مواسات الأخوان والوقوف معهم في شدائدهم …
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط