سلاطين المسلمين،

الدكتور صالح احمد الورداني
————-
ما أكثر السلاطين في تأريخ المسلمين ..
وجميعهم كانوا طغاة مستبدين..
وهذه صورة من صور هؤلاء السلاطين الجبابرة الذين ملكوا بالسيف وسقطوا به أيضا..
كان السلاجقة هم أول من تلقب بالسلطان في تأريخ المسلمين..
وخليفة بغداد في زمانهم كان مجرد صورة..
جاء في تاريخ الاسلام للذهبي حوداث سنة ثلاثين وأربعمائة:تملك السلاجقة البلاد فيها، في جمادى الآخرة، تملك بنو سلجوق خراسان والجبل، وهرب مسعود بن محمود بن سبكتكين، وأخذوا الملك منه، وتملك طغرلبك أبو طالب محمد، وأخوه داود. واستولى أولاد ميكائيل بن سلجوق على البلاد..
وقال ابن كثير في البداية والنهاية حوادث سنة تسع وعشرين وأربعمائة :فيها كان بدو ملك السلاجقة..
والسلاجقة هم من اسقطوا الدولة الغزنوية وحكم آل بويه الشيعة ودخلوا في صدام مع الدولة الفاطمية..
وجاء من بعدهم سلاطين الخوارزم وكان أولهم علاء الدين خوارزم..
قال الذهبي في حوادث سنة ست وتسعين وخمسمائة : وممن توفي بها من الاعيان :السلطان علاء الدين خوارزم شاه تكش بن ألب رسلان من ولد طاهر بن الحسين وهو صاحب خوارزم وبعض بلاد خراسان والري وغيرها من الاقاليم المتسعة وهو الذي قطع دولة السلاجقة – اى اسقطها..
وقد سقط الخوارزم على يد التتار..
جاء في مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان حوادث سنة تسع وعشرين وست مائة :فيها توفي السلطان جلال الدين خوارزم شاه ابن السلطان علاء الدين افتتح المدن، وسفك الدماء، وظلم وعسف وغدر..
قالوا: ومع ذلك كان صحيح الإسلام، وكان ربما قرأ في المصحف، وبكى وآل أمره إلى أن تفرق عنه جيشه..
وجاء في تأريخ الإسلام للذهبي حوادث سنة ثمان وعشرين وستّمائة:إضمحلال أمر الخوارزميّ ، وهكذا كلّ ملك يؤسّس على الظّلم يكون سريع الهدم..
وجاء في الكامل لابن الأثير :سنة ثمان وعشرين وستمائةذكر خروج التتر إلى أذربيجان وما كان منهم :وكان جلال الدين سيء السيرة، قبيح التدبير لملكه، لم يترك أحداً من الملوك المجاورين له إلا عاداه، ونازعه الملك، وأساء مجاورته..
فمن قلة عقل جلال الدين ما لم يسمع بمثله، وذلك أنه كان له خادم خصي، وكان جلال الدين يهواه، واسمه قلج، فاتفق أن الخادم مات، فأظهر من الهلع والجزع عليه ما لم يسمع بمثله، ولا لمجنون ليلى..
وأمر الجند والأمراء أن يمشوا في جنازته رجالة..
وكان موته بموضع بينه وبين تبريز عدة فراسخ، فمشى الناس رجالة، ومشى بعض الطريق راجلاً، فألزمه أمراؤه ووزيره بالركوب..
فلما وصل إلى تبريز أرسل إلى أهل البلد، فأمرهم بالخروج عن البلد لتلقي تابوت الخادم، ففعلوا، فأنكر عليهم حيث لم يبعدوا، ولم يظهروا من الحزن والبكاء أكثر مما فعلوا، وأراد معاقبتهم على ذلك فشفع فيهم أمراؤه فتركهم..
ثم لم يدفن ذلك الخصي، وإنما يستصحبه معه حيث سار، وهو يلطم ويبكي، فامتنع من الأكل والشرب..
وكان إذا قدم له طعام يقول: احملوا من هذا إلى فلان، يعني الخادم، ولا يتجاسر أحد أن يقول إنه مات، فإنه قيل له مرة إنه مات، فقتل القاتل له ذلك، إنما كانوا يحملون إليه الطعام، ويعودون فيقولون: إنه يقبل الأرض ..
ويقول: إنني الآن أصلح مما كنت؛ فلحق أمراءه من الغيظ والأنفة من هذه الحالة ما حملهم على مفارقة طاعته والانحياز عنه مع وزيره..
وبقي حيران لا يدري ما يصنع، ولا سيما لما خرج التتر، فحينئذ دفن الغلام الخصي، وراسل الوزير واستماله وخدعه إلى أن حضر عنده، فلما وصل إليه بقي أياماً وقتله جلال الدين، وهذه نادرة غريبة لم يسمع بمثلها..
وقال ابن الأثير : وتخطّفتهم الملوك والرّعيّة، وطمع فيهم كلّ أحدٍ حتّى الفلاّحون والأكراد، وانتقم الله منه..
وبعد سلاطين السلاجقة والخوارزم جاء سلاطين الايوبيين وأولهم صلاح الدين..
وسقط سلاطين الأيوبيين بسيوف المماليك..
وسقط سلاطين المماليك بسيوف العثمانيين..
ثم سقط سلاطين العثمانيين على يد الافرنج الصليبيين..
وما يمكن قوله في النهاية أن هذه صفحات من تأريخ المسلمين ولا صلة لها بالدين..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here