مشروع قتله اصحابه

خالد الناهي

سأل الأبن والده، وهم يدخلون لضريح السيد محمد باقر الحكيم.

– ابي لماذا عند كل زيارة لأمير المؤمنين عليه واله السلام، تأتي الى هذا القبر وتزوره ؟ وهو ليس بإمام!

– قال الاب : يابني الأمر ببساطة، ان لصاحب هذا القبر فضلا كبيرا علي، لذلك ازوره عرفانا بفضله

– فضل عليك؟!
ما فضله؟ فأنت لم تخبرنا يوما انك كنت صديقا له، او قصدته في شيء قضاه لك؟

– قال الأب :صدقت بني
لكن فضله أكبر من قضاء حاجة، او تبسيط اجراء معين.. فضله إنه جعلني ارى مظلومية ال البيت من خلاله، وكيف صبروا على ما امتحنهم به الله، فلم يعترضوا او يجزعوا.

– لكن ابي، سمعت انه قبر وهمي، ولا يوجد به سوى أصبع، فلماذا تزور ذلك الأصبع؟
– قال الأب: اتعلم بني ان هذا الأصبع الذي تستصغره، هو الذي كان يرهق صدام حسين، فالحكيم هو الوحيد الذي رفع اصبعه ووضعه بعينه.. في وقت طأطأت كثير من الشخصيات رؤسها، وانحنت ظهورها.. ليكونوا مطية يركبها صدام وجلاوزته.
– لكن امريكا هي من اسقطت صدام، وليس محمد باقر الحكيم!
-قال الأب: عسكريا نعم
اما مجتمعيا فليس كذلك.. فمن اسقط هذا الرجل، هو من امتلك قلوب ابناء الشعب، ولك ان تراجع مقاطع استقبال الحكيم من جنوب العراق وحتى النجف الأشرف، لتعرف ان صدام قد اسقط هو و نظامه قبل الاجتياح العسكري بفترة طويلة.
– اذا كانوا يحبونه، لماذا قتلوه؟
– قال الأب: من قتله هو من اجتاح العراق عسكريا.
– ولماذا فعلوا ذلك؟ اسف ابي كلام غير مقنع!

– قال الأب: قتلوه لسبب واحد فقط.. انه كان يحمل مشروعا، وهذا المشروع مرتبط مباشرة بالأنسان العراقي، ولو قدر له ونجح، سيجعل العراق بشكل لا ترغب به امريكا وحلفائها.
– اين ذهب هذا المشروع؟ هل مات بموت الرجل؟
– قال الأب: لا لم يمت، لان عمر هذا المشروع 1400عام، ربما اعتراه ضعف.
– ولماذا ضعف؟ الم يكن السيد يعرف انه مستهدف، ويجب ان يصنع لنفسه بديلا؟
اذن هناك خلل في رؤياه لمشروعه!

– قال الأب: نعم كان يعلم ومستعد ووضع البديل لذلك، لكن العدو لم يكن ليسمح بذلك ان يمضي بسهولة، لذلك اتجه الى الشعب، وعمل بكل ما يستطيع من قوة من اجل تشويه صورة المشروع وقادته.
– هذا يدل ان العدو اقوى من القادة الجدد؟
-قال الإب: وهل كان العدو اقوى من أمير المؤمنين؟
– يا ابي انت قلت لي، انه لا يمكن تمثيل اي شخص بأمير المؤمنين؟
– قال الأب: المقارنة ليست بين الأمير والشهيد الحكيم، انما فيما يخص مشروعيهما، وجهل الامة.

– لا اعلم اشعر ان هناك تقصير كبير، جعل المشروع يفشل، ربما هو المشروع نفسه غير واقعي وغير ناضج!

– اتفق معك تماما ان هناك خللا ما.. لكنه ليس في المشروع، انما ربما في تسويق المشروع، لدرجة جعلت الناس تتركه لتلجا لمشاريع اقل ما يقال عنها، انها غير صالحة، وانت ترى بعينك كيف تشتت الناس!
– كيف؟ ممكن توضيح ذلك؟
– قال الأب: مثلا انت شابا في مقتبل العمر، لو كان اعلام القائمين على المشروع يمتلكون القدرة على ايصال حقيقة شهيد المحراب ومشروعه لك لما استكثرت عليه زيارة المرقد، او قلت انه مجرد اصبع كما اسميته!
ولكنت احييت ذكرى شهادته في واحد رجب من كل عام، كما يفعل محبوه والمخلصون لمشروعه..
بني مشكلتنا أن عدونا يستحوذ على اقوى سلاح، وهو الأعلام.. لذلك تجد كثيرا من حملة المشروع لم يسمع لهم، او يمنحون فرصة التعبير عن مكنونات افكارهم.

FB_IMG_1437930543699.jpg

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here