عن المصاب صفر

هادي جلو مرعي

كورونا لم تأت لأداء الزيارة بالطبع بل هي حالة إصابة بفيروس قاتل لايستثني أحدا من الناس يمكن أن يصيبه وقد يهلكه تماما، فقد أعلنت السلطات الصحية في مدينة النجف جنوب بغداد عن أول إصابة بالوباء لمسن يحمل الجنسية الإيرانية مايثير المخاوف من إنتشار للوباء في مناطق أخرى خاصة وإن هناك آلاف الزوار بين البلدين يؤدون مراسيم الزيارة، ويتنقلون عبر منافذ برية وجوية، وهناك عشرات آلاف السياح العراقيين يتوجهون الى جنوب إيران وشرقها وشمالها ووسطها بشكل مستمر، وإذا كانت من إصابات في مدينة قم المقدسة فإن إنتقال المرض الى العراق وارد جدا، وقد يكون هنك كثر مصابون، ويتطلب لمعرفة ذلك مرور وقت يستغرق أسبوعين كاملين، ويمكن أن ينتقل المرض خلال فترة الحضانة تلك، وتبحث السلطات الإيطالية عن المصاب صفر الذي كان سببا في تفشي حالات الإصابة في عدد من مدن البلاد، لكن من غير الواضح أنها ستصل الى نتيجة. فعديد الأشخاص المصابين تجاوز المائة، وفي أكثر من مدينة، ويرى خبراء إن السبب يعود الى عدم وقف الرحلات الجوية بين إيطاليا وبلدان في آسيا، وهو الإجراء الذي إتخذته بلدان أوربية أخرى كألمانيا وفرنسا وبريطانيا بغية تلافي مخاطر إنتشار الوباء.

هل يعد المسن الإيراني هو المصاب صفر في العراق، وبالتالي يمكن من خلال حجره منع إنتشار المرض؟ بالتأكيد ليس ممكنا ذلك لإعتبارات مرتبطة بنوع الفوضى التي تحكم المشهد الصحي في العراق، وقد يكون هذا المصاب ليس الأول في العراق، وقد تكون هناك حالات عديدة لكنها غير مكتشفة، وربما ساعدت في نشر المرض في مدن أخرى دون علم السلطات، خاصة وإن طرق الكشف بدائية، وغير علمية، ولاتخضع لمعايير طبية حديثة، في حين إن المنافذ الحدودية التي تستقبل المواطنين بين البلدين لاتتوفر فيها الشروط الصحية الملائمة، ولاالأجهزة الطبية الحديثة التي يمكن أن تساعد في الكشف عن حالات الإصابة.

في إقليم كردستان تتخذ إجراءات من هذا النوع، وتم إغلاق المعابر الحدودية، ونقل معنيون إن السلطات تخضع العابرين من إيران بإتجاه الإقليم الى الحجر الصحي، وهناك 400 شخص تم حجرهم بالفعل خلال المدة الماضية، ويخضعون لرقابة مشددة. في حين أوقفت الكويت الرحلات مع إيران عبر البحر وعبر الجو، وأغلقت باكستان وأفغانستان الحدود معها، وقد طالب محافظ قم بالإمتناع عن التجمعات، ومنها التواجد في المساجد بنية الإعتكاف، وهي إجراءات سبق للصين أن طبقتها، ومنعت صالات اللعب، وبعض المقاه من إستقبال الزبائن.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here