ضمن افضل 100 رواية عربية تسأل: لماذا استسلم العراق لاحتلال الإنكليز

تعد رواية “النخلة والجيران” للكاتب العراقي غائب طعمة فرمان والتي صدرت طبعتها الأولى في عام 1965 واحدة من الروايات العربية المهمة على الرغم من كونها غير مشهورة، بسبب كتابتها باللهجة العراقية، ومع ذلك تم اختيارها من قبل اتحاد الكتاب العرب ضمن أفضل 100 رواية عربية.

وبنيت أحداث رواية “النخلة والجيران” لـلروائي العراقي غائب طعمة فرمان على خلفية آثار الحرب العالمية الثانية في العراق، إذ صيغ نظام الحياة اليومية لشخصياتها في ضوء تداعيات تلك الحرب في بغداد، فظهرت منزوعة الإرادة، ومجرّدة عن أي فعل إيجابي، وما لبثت أن مضت في حال يكتنفها اليأس إلى نهايات مقفلة أدّت بها إما إلى الموت أو القتل أو الغياب.

وطرحت الرواية قضية التاريخ الراكد للأمة حيث يتلاشى الأمل بالتغيير، فكل شيء في تراجع مطّرد، إذ تستسلم معظم الشخصيات ليأس عام يخيّم عليها من كل جانب، وتذوى النخلة الوحيدة، وتباع الدار، ويهدم الإسطبل، وتكاد الحواري الطينية الضيقة تخلو من الحركة، وتبدو المشاركة الاجتماعية مشلولة، بل معطّلة، فقد انسدت الآفاق أمام شخصيات مهمّشة جرى تقييد إرادتها من طرف غامض، وأصبحت طى النسيان. فشرعت فى الاقتصاص من بعضها بالطمع والقتل والخداع.

والرواية عميقة المعنى تزخم بالأحداث والشخصيات سلسة الأسلوب زادها جمالا اللهجة العراقية التي تشعرك وكأنك بقلب القصة تعيشها.

وتناقش دخول الإنكليز للعراق واندهاش الكثير بهم والتسليم الكلي والتبجيل للحكومة التي لازمتها جملة “الحكومة سلمها الله” حتى اصبحت تعرف بها، وتسأل كيف اسُتبدل القديم (خبز سليمه) بصامون الإنكليز.

كتب عنها رائد الحواري “ما يميز هذا العمل الروائي اللغة المحكية التي كتب بها، وكأنها كتبت لتذكير العراقي بأهمية اللغة العراقية المحكية، وكما أنها تتحدث عن أشخاص بسطاء، “حسين وزوجة أبيه سليمة، أم حسين” فهناك وصف دقيق للحياة التي يعيشها العراقي البسيط، الفقر والشقاء، الحلم بحياة كريمة، العمل والكدح للحصول على ابسط متطلبات الحياة، استغلال الجشعين ” مصطفى” حالة الفقر لهؤلاء البسطاء، والسطو على مجهود سنين طوال.

والكاتب غائب طعمة فرمان، روائى عراقي، ولد فى بغداد عام 1927 وتوفى فى موسكو فى عام 1990.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here