عسكريون: مسلحون أجانب دخلوا العراق قادمين من سوريا

ترجمة: حامد احمد

قرب قضاء مخمور في احدى المناطق النائية شمالي العراق، يقول احد ضباط قوات البيشمركة المتواجدين هناك النقيب سرود برزنجي، ان مسلحي تنظيم داعش يعملون منذ فترة على تجميع صفوفهم ووصلوا لمرحلة الاستعداد لشن هجمات .

منذ طرد داعش من اراضي احتلها في شمالي العراق في عام 2017 بضمنها الموصل وما حولها من مناطق في محافظة نينوى مثل قضاء مخمور والشرقاط وتلعفر ومناطق اخرى، ينفذ مسلحو التنظيم اعمال تفجير واختطافات وهجمات اخرى على نطاق ضيق. ولكن مسلحي التنظيم ينشطون اكثر في اراضي نائية مثل قضاء مخمور حيث لا توجد فيها قوات امنية كبيرة تمسك الارض .

وشهدت منطقة مخمور وما حولها من مقتربات عدة خروقات امنية خلال شهر شباط الحالي، من بينها فتح مسلحي داعش النار على مخيم للاجئين متسببين بمقتل احد الحراس .

وقال النقيب برزنجي في حديث لموقع ميديا لاين الاخباري “هذه الاعمال تشير الى ان مسلحي داعش موجودون وينفذون عمليات وانهم يستعدون للعودة.”

وكانت القوات الاميركية وقوات التحالف قد ارجأت عملياتها المشتركة مع الجانب العراقي ضد داعش عقب التوترات الناجمة عن مقتل القائد الايراني قاسم سليماني بهجوم طائرة مسيرة اميركية عند مطار بغداد الدولي. وتم استئناف العمليات المشتركة بعد توقف دام شهر تقريبا، حيث اعلن الجيش العراقي في شباط بدء الهجمات على داعش بمشاركة قوات التحالف عقب غارة على داعش في محافظة الانبار غربي العراق .

خارج منطقة مخمور يقود النقيب برزنجي، وحدة جنود عند قمة جبل في منطقة قرة جوخ حيث يختبئ مسلحو داعش في كهوف بمناطق نائية تقع في خط فاصل بين قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي. الاراضي المحيطة بهذه المنطقة هي مناطق ريفية زراعية. ويقول النقيب ان تحركات داعش تظهر ان المسلحين مستعدون لتنفيذ هجمات كبيرة مرة اخرى .

ويضيف النقيب برزنجي “بعض الاحيان نعثر على حقائب تضم ملابس نسائية، هذا يعني ان عوائل المسلحين ونساؤهم بدأوا يرجعون لهم، كثير من المسلحين الاجانب يأتون الى العراق قادمين من سوريا .”

من جانب آخر يقول ديفد ويتي، وهو نقيب سابق في الجيش الاميركي ويعمل مستشارا في العراق، ان تنظيم داعش لم ينفذ حتى الان اي هجوم كبير، مشيرا الى ان هجماته قد ازدادت ولكن ليس هناك اي هجوم واسع النطاق يستطيع تنفيذه .

العاصمة بغداد ومحافظات اخرى جنوبي العراق تشهد منذ مطلع تشرين الاول احتجاجات شعبية واسعة ضد الحكومة. واستنادا للنقيب ويتي فان تنظيم داعش وجد في ذلك فرصة لتجميع صفوفه ولهذا شهدت الساحة زيادة في هجماته .

ويضيف المستشار الاميركي ويتي بقوله “اعتقد ان داعش يحاول استغلال عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي الجاري في العراق، ولكنه مع ذلك يفتقر الى القدرة التي تمكنه من الحاق اذى كبير في هجماته .”

ويقول نقيب الجيش الاميركي ان اهمال الوضع الامني والاجتماعي وعدم توفير خدمات واعادة اعمار في المناطق المحررة من قبل الحكومة يزيد ايضا من فرص عودة داعش.

ويضيف النقيب ويتي “الاوضاع في الموصل وبقية المناطق المحررة الاخرى ستحدد امكانية عودة داعش. الخطر يكمن في عدم ايلاء الحكومة العراقية اهتماما امنيا في المناطق المحررة، عدم تفعيل اعادة الاعمار والافتقار الى الامن، جميعها عوامل مساعدة ومتعلقة بعودة الارهاب .”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here