عمر ومنهج العقوبة،

مهدي رحمة الموسوي

إن فكرة العقوبة وجر الاذن لم تكن وليدة اليوم، انما هي احد اركان النهج السياسي في الدولة الاسلامية، فقضية الغاء الاخر بقصقوصة او جر اذن المعارض كانت ولازالت ديدن من يمارس الحكم بذلك المنهج، لا يوجد شيء اسمه نقد ومعارضة، فالحكم اكبر من ان ينتقده (متنطع) لا يفقه من الدين شيء. يذكر مالك في الموطأ والدارمي في السنن رواية عن رجل من اهل العراق اصابه الشك وبات يتساءل عن الايات المتشابهه في القران، جاء الى عمر بن الخطاب بعد ان عرف عمر بمقدمه وبقصة الشك لديه، سأله عن اسمه فرد الرجل، أنا عبد الله صُبيغ فرد عمر وانا عبد الله عمر، ومن بعد هذا التعارف المثير، انطلق عمر بتعذيب الرجل مستخدماً عراجين النخل (عذق النخل) دون ان يناقشه ويحاوره عن تزاحم الافكار في عقله، فكانت جرة الاذن لا تتناسب مع اصل الموضوع، وبعد ان نال الرجل من التعذيب المميت ما يكفي سأل الرجل عمراً بذل وانكسار وخضوع: (يا أمير المؤمنين، إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً، وان كنت تداويني فقد والله برأت). عاد الرجل فيما بعد الى بلده العراق وعفا عنه الخليفه بعد ان وصلته تقارير بشفاءه من افكاره والحمد لله، وبعد مرور اكثر من الف واربعمائة سنة، يمارس العراقيون اليوم حقهم بالشك والنقد والاعتراض على نظام فاسد يتمظهر بالدين والتدين، والغريب انهم (العراقيين) نالوا اصناف التعذيب كلها ولازالوا يرفعون اصواتهم عالياً ضد عمر واشباه عمر في المنهج.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here