القرار الأهم والمصيري في تاريخ العملية السياسية

العملية السياسية بدأت منذ انطلاقها بعد التغير الكبير في عام 2003 عرجاء عوراء عضباء لا يمكن لها أن تستمر في الحياة لأنها تعتمد على قواعد غير عقلائية ، وظَّفَ القائد السياسي هذه القواعد على شروطه ومصالحه ومكتسباته اي فصل قواعد اللعبة السياسية على مصالحه الشخصية بالدرجة الأولى والحزبية بالدرجة الثانية ، لذلك أضمحل مصطلح مصلحة الوطن من قواميس اللعبة السياسية وطفى مصلحة المكون والطائفة والتكتل السياسي وهكذا ، ولا يمكن أن يتخذ أي قرار إلا بموافقة المكونات القومية والطائفية وهكذا بقى العراق والعراقيين في دائرة مغلقة ليس فيها بناء ولا تقديم خدمات ولا أجواء أمنية ولا مواكبة التطور الاقتصادي والعسكري والاجتماعي والسياسي العالمي ، فبعد أن استيقظ الشعب من حلم التخلص من نظام البعث البائد ودكتاتوره المجرم صدام ، وهذا الحلم أستمر لمدة ستة عشر سنة وجد وطن ليس فيه مؤهلات الوطن ، بل وطن عبارة عن ثلاث مكاتب للمافيا السياسية ( الشيعية الكردية السنية) ، هذه المافيا هي التي تحكم وتقرر وتسيطر على جميع ثروات العراق من أجل مد خطوطها العنكبوتية لترسيخ مبدأ التبعية والولاء لهذه المافيا ، ولا يمكن للعراق أن تقوم له قائمة إلا بتدمير هذا المثلث الشيطاني الطائفي المقيت الذي لم يجلب للعراق والعراقيين وكل شعب تبنى هذا النظام إلا التخلف والفقر وعدم الأمان والفوضى .

وفي ايدينا اليوم فرصة تاريخية للقضاء على مبدأ المحاصصة المقيت السيئ الصيت من خلال التصويت على منح الثقة لحكومة محمد توفيق علاوي مع عدم الالتفات الى اي جهة أو مكون يرفض منح الثقة بسبب تبنيه مبدأ المحاصصة الشيطاني ، عملية منح الثقة لهذه الحكومة تضع العملية الديمقراطية على السكة الصحيحة التي توصل العراق والعراقيين الى مصاف الدول الديمقراطية المتقدمة التي تنعم شعوبها بالرقي والازدهار والسعادة والأمان ، هذه الفرصة إذا استغلت بالشكل الصحيح سوف تكفر عن جميع الذنوب التي أقترفها السياسيون وتجعل منهم أبطال وطنيون رفضوا الفساد والمصالح الشخصية والحزبية والطائفية والقومية وقدموا مصلحة الشعب والوطن ، وهذه أسس صحيحة لبناء الدول المستقرة والناجحة والتي تقدم لشعوبها الخدمات والأمن والاستقرار والرخاء والعيش الكريم ، كفانا تسويف من أجل الفساد المادي والأخلاقي كفانا تسويف من أجل المصالح الشخصية والحزبية والقومية كفانا تسويف من أجل السيطرة والدكتاتورية المحدودة كفانا تسويف لأن نتيجته نهاية مظلمة وسوداوية موجعة لجميع أفراد الطبقات السياسية بجميع مكوناتهم القومية والسياسية ولا ينجوا أحد من قسوة الشارع والتي عنده تجارب بشعة من أمثال قتل وسحل نوري السعيد والبعثيين وغيرهم وكثير فلا تضعوا مناظر سوداوية على عيونكم ولا يمكن للجرة ان تسلم في كل مرة ، العاقل من يزن الأمور ويقدم الأهم على المهم والخسارة الصغيرة على خسارة كل شيء بل هو الخسران المبين في الدارين ، لذا نرجو من العقلاء والقادة أن يحكموا مبدأ العقل والمصلحة العليا للعراق والعراقيين على المنافع الشخصية والحزبية والقومية ويمنحوا الثقة لحكومة محمد توفيق علاوي حتى يؤسسوا نظام ديمقراطي صحيح يعتمد على صناديق الانتخابات وتقوده الأغلبية السياسية مع وجود أقلية معارضة ، لهذا فقرار منح الثقة لهذه الحكومة أهم وأخطر قرار مصيري تصحيحي في تاريخ العملية السياسية في العراق .

خضير العواد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here