معرفة الأعداء حجر الأساس للانتصار،

نعيم الهاشمي الخفاجي
كل شعوب العالم المستقرة والمتطورة وصلت للرقي بفضل وجود أنظمة مستقرة وثابتة، صراع الأحزاب السياسية في دول أوروبا الغربية منصب في التنافس من أجل تقديم أفضل الخدمات للمواطن لكي يعطيهم صوته الانتخابي، على سبيل المثال مملكة الدنمارك نظام الحكم ملكي دستوري، الملكة ماغريد من سلالة ملكية حكمت الدنمارك منذ أكثر من 800عام وفي المرة القادمة سوف نذهب للبرلمان الدنماركي ونسأل عن ذلك اكيد سوف يعطونا الجواب، الدول الشرق أوسطية متخلفة بسبب عدم وجود أنظمة حكم ثابتة ووجود دساتير رصينة ووجود مؤسسات تحكم البلدان العربية بطريقة محترمة تضمن حقوق المواطنين كبشر محترمين لهم حق العيش والتمتع بالحقوق، أوضاع العراق مضطربة منذ تأسيس الدولة العراقية منذ عام 1921 بسبب ضم ثلاث مكونات غير متجانسة مع بعض وعدم اختيار نظام حكم ودستور يضمن مشاركة المكونات الثلاثة بحكم البلد، مكون كوردي أجبر على الانضمام للعراق وبالقوة عام 1924 أي بعد تأسيس الدولة العراقية بثلاث سنوات، ومكون سني يريد يحكم بطريقة ينطبق عليه المثل الشعبي العراقي القائل( طلبت المخبل من الذبيحة) الاخ يطلب كل الذبيحة له والباقي لاشيء، المكون الشيعي مرجعياته وقياداته يتذرعون في إيجاد حجج لعدم حكم انفسهم بطرق ساذجة، بحيث نشأت عندنا واجهات دينية وسياسية شيعية لاتميز بين الصديق والعدو وقد أعجبتني كلمات كتبها الصديق السيد جليل البكاء تنطبق على أصحاب القرار من ساسة المكون الشيعي العراق ( من لا يعرف عدوه لا يمكن له أن ينتصر، حتى وان كانت عنده المقدرة والاستعداد للتضحية، بل ربما يكون دمية بيد العدو، وهذا هو الخسران والذل والهوان)
كلمات السيد جليل البكاء تنطبق على واقعنا الشيعي العراقي تجد السذاجة والغباء بالطبقة السياسية الحاكمة وغالبية جماهيرهم التي للاسف لاتميز بين الصديق والعدو وما بين الحق والباطل، رأينا بالمظاهرات مال الاخوة السلميين شاب قطع شارع محمد القاسم ويصرخ انه من التيار الصدري ومن مدينة الصدر ويريد حقه واذا به داعشي من الفلوجة والمصيبة احاطت به مجموعة من البهائم من بنوا جلدتنا وهم صانتون اليه وكأنه بنظرهم ملك من السماء نزل اليهم، وهذه السذاجة بعدم التفريق مابين الصديق والعدو هي نتاج طبيعي لفترات العبودية والذل التي تعرض لها شيعة العراق طوال عقود بل قرون من الزمان، وتعمد الاعلام للقنوات الشيعية بتجهيل الناس اكثر فأكثر.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here