أزمتنا الاقتصادية ومفاتيح الحل

بقلم إياد السامرائي

رئيس مجلس شورى الحزب الإسلامي العراقي

الاقتصاد مفتاح الاستقرار ان نمى . وباب للاضطراب ان هوى ..

واقتصادنا على حافة الهاوية ما لم نتدارك الامر، والاستدراك يكون في ان يتحمل كل الشعب عبء الاستدراك .

بدأ بالثري الذي اثرى في ظل الاوضاع التي مضت، وانتهاءً بالفقير الذي انسحق .

قلت مرات ومرات ولن اكف، ان بداية الانطلاق تكون بتصاعد وتيرة الانتاج المحلي غير النفطي على حساب الاستيراد، فذلك يعطي فرص كبير لتشغيل العاطلين مما يعني زيادة المدخولات، وزيادة القوة الشرائية بالتالي فيستفيد المنتج والمستهلك.

يجب ان تكون هناك اجراءات حاسمة خلال اربعة سنوات، ولا بد ان يصل الانتاج المحلي من المنتوجات الصناعية الاستهلاكية الى قيمة المستورد منها ، فلا يقبل من اي تاجر مستورد الا وعنده استثمار صناعي في حقل تخصصه يوازي ما يستورده، ولا يقبل من ان متعهد حكومي الا وله استثمار صناعي او زراعي يقارب في قيمته ارباحه من تعهداته الحكومية وبصيغة تراكمية متصاعدة .

على المواطن ان يقبل بمحدودية الاختيار تشجيعا للمنتج المحلي، وعلى البنوك ان تقرض لمن يشتري المنتج المحلي وتمنعه عن المنتج الاجنبي، وعلى وزارة التجارة وبكل ثقلها ان تخطط وتساعد التجار على استبدال الاستيراد بالإنتاج المحلي، وعلى وزارة الصناعة ان نجعل لها هدفا في تشغيل كافة المصانع الحكومية والاهلية المتوقفة سواء بتطويرها او تأجيرها بثمن بخس بشرط التطوير، وعلى وزارة التخطيط ان تخطط وتفرض خططها الطموحة لنهضة تنموية جبارة والامر ممكن .

هل تعلمون ان اثيوبيا حققت ولسنوات تنمية اقتصادية بلغت ١٧ ٪‏ سنوياً، وان الصين في بدايات نهضتها حققت نمواً قدره ١٨٪‏ على مدى عدة سنوات ليستقر بعدها عند ٩٪‏ ثم ٦٪‏ .

عندما يبدا الاقتصاد من الصفر، ويكون التمويل موجوداً تكون قفزات التنمية هائلة الى ان تستقر عند معدلات طبيعية.

امام العراق فرصة هائلة، ولكنه يحتاج ارادة سياسية وخطة طموحة وتظافر الطاقات وقدر من التضحيات وصبر من الجميع.

عندما اراجع نماذج التنمية القوية التي نفذتها العديد من الدول اكتشف كم كان فيها من الجرأة والخيال والابتكار وخروج على المألوف.

قد يبدو ما اقوله ضرب من الخيال..

نعم هو خيال لمن لا طموح له..

وخيال لمن لا ارادة تغيير عنده..

وخيال لمن يعيش يومه، ولا يفكر بالغد…

وهؤلاء هم من سيبقون العراق على حافة الهاوية التي ستكون قادمة لا محالة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here