في عيدك ايها المعلم؟ هل تعرف من تكون؟؟

ا. د. حسن خليل حسن

مركز علوم البحار – جامعة البصرة

من المعتاد ان يحتفي العالم سنوياً وفق تواريخ مختلفة بالمعلم كرمز تربوي وعلمي، وفي العراق تم اختيار الاول من شهر آذار من كل عام كيومٍ لعيد المعلم العراقي، ولان الاحتفاء بالأشياء الرمزية يكون لعظمتها واهميتها في كل ارجاء الدنيا، فأننا نحاول ان نضع سِمات فريدة من الواجب ان يتحلى بها المعلم اذا اريد له ان يكون رمزاً يستحق هذا التقدير والاشادة، ولان البعض من التربويين لا يدرك جميع مستلزمات هذه المهمة الصعبة التي تنطوي تحت كلمة (مُعلم) فقد ارتأينا ان نخاطبهم بهذه السِمات الفريدة تذكيراً للبعض وليس مديحاً للكل..

ايها المعلم.. هل تعرف من تكون؟؟

· انت الاب الذي يشيخ جسده ويبقى عقله وروحة بشباب العلم والمعارف

· انت الجندي الفدائي الذي يحارب عواصف الجهل وامواج التحجّر الفكري ويرفع لوطنه علم التميّز في كل بقاع الارض

· انت المؤتمن الذي يسلمه الاباء والامهات فلذات اكبادهم مطمئنين لا يقلقون ولا يخافون ولا يظنون بك الظنون

· انت بوصلة الحق التي تسير بجموع المتعلمين عن احراش العمى والامية

· وانت البحّار الذي يجوب عوالم المعرفة ويسبر اغوار البحار العميقة ليبحث عن لآلئ جديدة ليبتكر منها قلائد جُدد في اعناق الاجيال

· انت البنّاء المتفاني الذي لم تُجهد صنعته السنون فكلما كُبر عاماً بنى صرحاً علمياً وتربوياً جديداً اعلى واوسع واكثر شموخاً

· انت الطبيب الدُّوار بطبه كما وصفك سيد البلغاء علي بن ابي طالب عليه السلام في كلماته (طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ قَدْ أَحْكَمَ مَرَاهِمَهُ وَأَحْمَى مَوَاسِمَهُ يَضَعُ ذَلِكَ حَيْثُ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ مِنْ قُلُوبٍ عُمْيٍ وَآذَانٍ صُمٍّ وَأَلْسِنَةٍ بُكْمٍ مُتَتَبِّعٌ بِدَوَائِهِ مَوَاضِعَ الْغَفْلَةِ وَمَوَاطِنَ لْحَيْرَةِ)

· انت الزاهدُ الابدي لان رأس ماله الحروف وتجارته موائد العقول وارباحه سد حاجات الغد من الصنّاع والنافعين لمجتمعاتهم المتلهفة لمن تأتي به الصفوف

· انت القاضي الذي يقضي بين طلبته بالقسط والعدالة

· انت المهندس الذي يصمم الدرس ليكون في الذاكرة جرعةً معرفية لاتُنسى ولا تزول

· انت العالِم المُلهم الذي يُحرض الوعي على بلورة الذات ويقْطُر العقل في مشوار الابتكار والتخليق والتطوير

· انت القائد التربوي الذي يوجه الجموع الى سوح الجهاد بالكلمة والموقف والبذل من اجل القيم المثللى

· انت الصدّيق في علمه الذي لا يكذبه احد ولا يشك في قوله احد

· انت الحكيم الذي يصف لقاحات دائمة ضد شلل الجهل وكسل العقول

· انت الرائد الذي يستكشف مساحات الابداع والتميز في عقول الصغار والشباب

هذه السِمات ليست مديحاً انها مسؤولية عظمى وامانة كبرى تكاد تنوء بها الجبال ولا تحتملها الرواسي

ان كنتَ هكذا فهنيئاً لك عيدك

وان لم تكن فما تشرّفت بتهنئة المهنّئين وان غطت هامتك الزهور.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here