مثلما توقعنا حكومة علاوي ماتت جنينا في رحمها : فإلى رحمة الله !!

بقلم مهدي قاسم

في أثناء كتابتي هذه السطور ــ و حسب المعلومات التي
وصلتني ــ يكون السيد محمد توفيق علاوي قد تهيا لإلقاء بيان اعتذاره و انسحابه من عملية التكليف ، بعدما اصطدم برفض أغلب الجهات المعنية بالأمر :أحزابا و كتلا و نوابا و حتى من قبل معظم المتظاهرين أيضا ، دون أن تشكّل عملية الانسحاب هذه مفاجآة لنا ولا لغيرنا ،لكوننا
قد توقعناه و أعتبرناإعلانه مسألة وقت فحسب ، علما إننا قمنا بتنبيه السيد علاوي إلى وجود احتمال كبير لفشله هذا ، مثلما فعلنا ذلك قبلا مع عادل عبد المهدي أيضا في حينه ، ولكن عبثا ، فما من واحد منهما استمتع لنا أو لغيرنا ، لكون بريق السلطة يغوّش العين و يطرّش
الأذن و يغوي القلب و يبلّد الذهن ، فعلاوي تصور بأنه يستطيع بوعود طنانة للمتظاهرين وتهديدات رنانة بحق الفاسدين وقتلة المتظاهرين وبزعم محاربة الفاسدين ، يستطيع كسب رضا و قبول الأغلبية المتنفذة والمؤثرة ليكون رئيسا للحكومة العراقية المقبلة ، ولا سيما من جهة
أوهامه المتزايدة يوما بعد يوم على صعيد قدرته على القفز فوق الأحزاب الطائفية و العامل الإيراني و إمكانية تجاوزه لنظام المحاصصة الطائفية والقومية التخريبية المدمرة بزعامة رؤساء عصابات اللصوص و خونة الوطن المتحالفين بعضهم مع بعض والمتفقين ضمنيا على النهب المنظم
للمال العام و إهداره مواصلة نهج اللصوصية والمحسوبية وغيرها ، و من ثم الخروج الكلي بحكومته الافتراضية نحو الفضاء الوطني الصافي والنزيه و المستقيم الواسع و العام ، لقد أدركنا ذلك مبكرين بأنهم سوف لن يسمحوا له بذلك حتى لو يكن جديا في وعوده و تهديداته ، و خاصة
بعد وجود ملفات كبيرة على عاتقهم بل وإفراط هذه الأحزاب وميليشياتها في قتل المتظاهرين دون أن يترتب على ذلك أية مساءلة قانونية أو رد فعل جماهيري كبير يتجسد بتهديدات و مؤشرات فعلية للقيام بثورة جذرية و شاملة تزعزع الأرض تحت كراسي رؤساء هذه العصابات و أحزابها
الفاسدة بدلا من انتفاضة شعبية سلمية حيث تلقى و يتلقى أفرادها المتظاهرين الضريات القاصمة والمميتة دون حدوث أي رد فعل مماثل و أعنف ، لهذا فأن هذه العصابات لم تعد تخشى من هذه التظاهرات مثلما كانت تخشى و ترتعب في السابق وهي تتهيأ للهروب بسبب أصغر تظاهرة جماهيرية
ساخطة و غاضبة و جدية في السنوات الماضية ( مثلما صرح بذلك ذات مرة حيدر الملا وهو العليم بما كان يجري خلف كواليس هذه العصابات المتنفذة في المنطقة الخضراء ) ، و خاصة بعدما أصبحت هذه التظاهرات محصورة على أبناء المحافظات الجنوبية فقط وكثرة تضحياتهم البطولية ، و
استمرت على هذا النحو حتى الآن باستثناء بعض مساهمات فردية معدودة من قبل الشباب إنباريين وموصليين حتى استشهد بعضهم أيضا ، مقابل تفرج غالبية شباب المناطق الغربية والموصل والشمال و الاكتفاء بإبداء مشاعر تعاطف ودعم معنوي محدود و ضئيل لا يغير من الأمر شيئا ، علما
لو اشترك أبناء المناطق الغربية والشمالية سيما كركوك و نواحيها و بلداتها فمن المؤكد أن الضغط الجماهيري الهائل كان سيترك تأثيره النفسي على هؤلاء اللصوص وتدفعهم إلى التفكير بمصيرهم المحتوم بشكل جدي مع خوف فعلي وبالتالي يدفعهم إلى تقديم تنازلات مهمة وكبيرة لصالح
الإصلاح الجذري و الشامل ..

لنقتنع يوما بعد يوم ، بل لنزداد يقينا بأنه لا يمكن إزاحة
هذه الطغمة الفاسدة لا بطرق سلمية بعد الآن ولا عن طريق انتخابات لأنهم سيزوّرنها مثلما فعلوا حتى الآن ن..

وعموما على السيد محمد توفيق علاوي أن يفرح قليلا لأنه
لم يتورط دخولا كاملا في هذا المستنقع الآسن حتى الرقبة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here