الطمع الأكبر!!

الطامعون يغرقون في غيهم , وينتشون بأنانيتهم , ويسكرون بمفسادهم ومآثمهم المقدسة , التي تقرّبهم إلى رب أهوائهم الذي في محراب ضلاله يتعبدون.

هذه التكوينة السلوكية الفاضحة الفادحة , أوصلتهم إلى مقام إذا لم تستحِ فافعل ما شئت , إذ سقط الحياء وهربت القيم والأخلاق , وداست الضمير سنابك الإمتهان والتبعية والهوان.

وتعرّت النفوس وفضح الأعمال دجل الأقوال , وسقطت أقنعة العمائم واللحى والطرر والمحابس , والمسميات المدججات بالبهتان وإملاءات أمّارات الشرور والثبور.

وتهدم بيت العنكبوت , وتبين الخيط الأبيض من الأسود , ولاح فجر الوعيد , وتهاطلت على أديم الصباح قطرات من مُزن هذا جزاء ما كنتم تفعلون.

وتوافدت زخات القصاص والعدل الكوني الأمين , الذي لا يفرّط بشيئ , ويعطي كل حق حقه , وسيعصف بالظالمين , المصعوقين بنفخات الصور المدوي الخاطف للقلوب , والقابض على الأرواح في وديان الوجيع الأبيد.

وقد لاحت رؤوس البلاء , تحمل مشاعل الجحيم الذي سيقتحم الكراسي , ويحيلها إلى عصفٍ مأكول , ومَن فيها إلى هباء منثور , فالكراسي توابيت الظالمين , ومقبرة الآثمين الجائرين , الحاكمين وفقا لدستور ما فيهم من نوازع الشنأ السجين.

وعلى قدر الخطايا والمآثم سيأتي العقاب , وما فر من الحساب ظالم , وما خاب ميزان العدالة الكونية الذي يعطي على قدر العمل , ويمضي فاعلا في مدارات الزمن.

فبماذا يطمع الخائبون؟

ولماذا لا يتبصرون ويصونون أمانة الكرسي؟

إن النفس الأمارة بالسوء متحفزة متربصة ترغب في الإنفلات , وأنسب مكان لذلك هو الكرسي المتجرد من الضوابط والمحتقر للدستور والقانون.

فبأي آثامكم تتبجحون؟

وكيف لصوت الحق تكذّبون؟

ولدماء الأبرياء تتنكرون؟

فهل أنتم كما كنتم ولا ترعوون؟!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here