العدوان ” الثلاثي ” التركي الاسرائيلي الامريكي على سوريا

تحقيقا لطموحات قديمة لتركيا العثمانية التوسعية في في سوريا والعراق ، تتوغل القوات المسلحة التركية بين فترة واخرى في اراضي الدولتين تحت مبررات واهية وحجج غير مبررة لحماية امن حدودها ومنع الاكراد في الدولتين من أنشاء كيان يتمتع بحكم شبه مستقل من الناحية الفعلية يشجع الاكراد في تركيا على الاقتداء بأخوتهم في الدولتين .

في العراق استغلت تركيا اتفاقها مع نظام صدام حسين الاستبدادي الذي يسمح لقواتها الدخول الى الاراضي العراقية بعمق 20 كم ، وبعد الاحتلال الامريكي للعراق توغلت قواتها بموافقة امريكية واقامت ثلاث قواعد عسكرية داخل الاراضي العراقية رغم مطالبات العراق بسحب قواتها .

وفي سوريا وفقا لمخطط مسبق وبدعم من دول عربية معينة و مباركة امريكية ولمصلحة اسرائيلية بكسر شوكة محور مقاومة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ، شجعت ومهدت تركيا لجماعات مسلحة تكفيرية ارهابية ( كبقايا منظمة القاعدة الارهابية ، وتنظيم داعش الارهابي ) للتمرد على النظام السوري وسهلت وفتحت حدودها لعشرات الاف من الجماعات الارهابية من مختلف دول العالم للدخول لسوريا من ناحية وهجرة الاف السورين الى تركيا التي تجاوز عددهم ما يقارب مليونين مهاجر من ناحية اخرى ، ثم طالبت في تأمين شريط حدودي بعمق 32 كم وطول 480 كم داخل سوريا على طول الحدود لحماية أمنها ، ولتوطين عدد من اللاجئين في ” المنطقة الآمنة ” تحت إشرافها ورعايتها وسيطرتها .

ونتيجة اصمود الشعب السوري واصراره في مواجهة كافة التحديات ورفضه أي وجود اجنبي محتل ، وعزيمة القوات المسلحة السورية ووحدتها في مواجهة الارهاب والدفاع عن ارض الوطن ، وتضحيات محور المقاومة ، وبمساعدة حلفاء سوريا ، لم تتمكن الدول المعادية لسوريا ولتطلعات شعوب المنطقة التواقة للتحرر والرافضة لقوى الشر والعدوان والاحتلال الاسرائيلي من اكمال مخططها وتنفيذ المؤامرات ضد المنطقة بأكملها .

ما حدث ويحدث هذه الايام وتحديدا في منطقة ادلب وحواليها من تقدم للجيش السوري وتحرير أهالي بعض البلدات والقرى اراضيها من الجماعات الارهابية المسلحة ، شكل منعطفا عن قرب هزيمة الارهاب ومن يقف وراءه ومن يدعمه ، فبادر الجيش التركي بشن عدوانا على شمال سوريا هو الاكثر دموية حتى الان ، حيث استهدف المناطق المأهولة بالسكان وبعض النقاط العسكرية لإنقاذ أدواته من المجموعات الارهابية أمام تقدم الجيش السوري .

في الوقت الذي كان فيه الجيش السوري يخوض معارك طاحنة ضد التنظيمات الارهابية في ريفي ادلب وحلب شنت اسرائيل عدوانا على عدة مناطق في ريف دمشق ، كما زجت تركيا قوات احتلالية إضافية لمنع تفدم الجيش السوري وتقديم الدعم للجماعات المسلحة التي ترعاها ، اما العدوان الامريكي فتمثل في دخول قوات امريكية الى شمال شرق سوريا لتعزيز القوات الموجودة بشكل غير قانوني وتسهيل عملية سرقة النفط السوري التي اعترف بها الرئيس ترامب علنا وبكل وقاحة .

أن منتدى الابداع الثقافي العربي في الوقت الذي يدين كل اشكال العدوان على أي دولة ذات سيادة يرى استمرار العدوان التركي على دولة عربية شقيقة واحتلال لأراضيها وتعريض اهلها للقتل والتهجير ، ومحاولة عزلها عن عروبتها من قبل بعض الدول العربية يخدم المخطط الامريكي الصهيوني التركي ، هو عدوان على سيادتها وانتهاكا سافرا للقانون الدولي ويتناقض مع اتفاقات أستانا وتفاهمات سوتشي بخصوص خفض التصعيد في منطقة ادلب مما يؤكد عدم احترام تركيا لتعهداتها .

2020 / 3 / 3 منتدى الابداع الثقافي العربي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here