دعوة للتفاؤل

مجيد الكفائي
كثيرا ما نسمع في نشرات الاخبار او خلال الحوارات واللقاءات مع سياسيين ومحللين وحتى صحفيين ومراسلين وهم يتحدثون عن الوضع السياسي في العراق كلاما او توقعات وتحليلات اقل ما يقال فيها انها تحبط النفس وتبعث على التشاؤم ، فالكثير منهم يصور للمتلقي ان العراق وصل الى حافة الهاوية وان لا سبيل لإنقاذه من الانهيار والتدمير، هذا التصوير التشائمي للوضع العراقي وخصوصا السياسي والأمني منه لايمكننا فهمه او تفسيره الا على محمل واحد هو تشويش فكر المواطن وتوهين قواه وتحطيمه وجعل يشعر باليأس والاستسلام بحيث تسهل السيطرة التامة على أفكاره ومشاعره وبالتالي جعله يرضى باي حل، وبالتأكيد الحل الذي يريده الآخرون ولن يفي العراق والمواطن العراقي باي حال من الاحوال ، الأفكار والتصورات السلبية هذه عن الوضع العراقي والتي يبعثونها من خلال أحاديثهم قد لايفهمها العامةولايفسرونها
الا على ظاهرها وكأنها حقيقة مسلم بها ،ولكنها في حقيقة الأمر تصوير وتوصيف مدروس جدا بنظر المتخصصين في مجال علم النفس وبرمجة العقل،وان هناك اكثر من هدف وراءها،فالمتلقي عادة يأخذ بمايسمعه من صاحب الشأن بتسليم وتصديق خصوصا اذا توهم واعتقد ان المتحدث متخصص وعلى علم بمجريات ما يحدث وان ما يقوله هو بغرض النصح والتوضيح للرأي العام والخوف على الوطن والشعب ، فيأخذ بكل مايقول على محمل الجد ، ويبني كل قراراته وحياته على ذلك الحديث المضلل والمبالغ به او المشوه او غير الدقيق، وهذه مصيبة كبرى يعاني منها المواطن العراقي في وقت كَثر فيه السياسيون والمحللون والمغرضون والقنوات الفضائية والمؤمرات الخارجية وتهيأت ظروف خاصة لانتشار مثل هكذا أناس وهكذا أدوات وهكذا أعداء ، فالسياسي والمحلل السياسي والمحلل الأمني في العراق يدعي العلم كثيرا والقراءة المستقبلية ويضرب الرمل ويحدد ملامح المرحلة المقبلة، ويعرف كل شيء، وقريب جدا من صناعة القرار كما يدعي ويوحي للآخرين بذلك ،ثم يدعي ويصور للمواطن العادي ان العراق انتهى، ولو نزل نبي لم يفلح لأنقاذه، لكن الحقيقة ليس مثل مايدعي، وكل ما يقوله هو عبارة عن آراءمغرضة مصحوبة بأهداف او امنيات او رسائل او افكار وإيحاءات لبرمجة عقول الناس العاديين وتغير افكارهم وتضليلها وهدم معتقداتهم وزحزحة إيمانهم وبالتالي خلق جو إيجابي لما يتمناه ويرغب فيه كي ينمو ويتبلور ويحدث في الواقع ، وهذه قاعدة عامة عند السياسين والمحللين المغرضين وأصحاب الأفكار المضللة والهدامة ،واستنادًا على قاعدة كل شيء في الكون ساكن الى ان تنظر اليه ،فان هؤلاء المغرضين ممن ذكرنا هدفهم تحريك ما هو ساكن وقلقة الثابت وخبط الصافي وتشويه الجميل وخلط الأوراق وتكبير وتعظيم الامور ، وتضخيم الصغائر من الأحداث وتهويلها من اجل إيصال معلومة خاطئة للآخرين لتهيئة مكان مناسب لما سياتي او يعملون من اجل ان يأتي ويحل، اي برمجة العقل ليس اكثر.
ان ارسال كذبة او توقع اوتصور الى الناس بان البلاد على وشك الانهيار ،بسب الوضع السياسي المعقد نوعًا ما هي الا محاولة لإعدادهم وتأهيلهم لوضع جديد يعتزمون الساسة والمحللون والقنوات الفضائية ومن خلفهم خلقه وإيجاده ، خدمة لمصالحهم ومصالح من يتربطون بهم،وزعزعة الأمن والاستقرار والسلم وهذا يعتبر خيانة عظمى لما له من اثر كبير على الشعب والوطن ويجب ان يحاسبوا عليه ، لقد اثبت العلم ان الانسان اضعف ما يكون مناعيا وصحيا وفكريا حين يصل مرحلة اليأس وتسود الدنيا في وجهه، ولقد سود السياسيون الدنيا في عين الشعب العراقي،وبرمجوا عقولهم كي يرضوا بالوضع الذي يريدونه له كي يبقوا في سبات لا ينهضون منه.
دعوة للعراقيين ان لا يصدقوا كلام أؤلئك ويتفاءلوا بالخير فانه مقبل بإذن الله والعراق باقٍ لا يتأثر بكل المؤامرات الداخلية والخارجية وفشل وزارة او عدم تشكيلها لا يعني شيئا كثيرا ربما تاخير بسيط في حركة العجلة ،لكنها ستستمر بإذن الله رغم كيد الأعداء ، واذكرهم بالآية الكريمة ويكيدون كيدا واكيد كيدا فمهل الكافرين امهلهم رويدا، احفظوا عقولكم وأنفسكم وآذانكم من سماع كلام هؤلاء وسمومهم ، حفظ الله العراق والعراقيين من السياسيين والمغرضيين ومن مرض كورونا انه رحمن رحيم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here