سلاماً يا وطني الكورونا وحد الصفوف

عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي

[email protected]

7/3/2020

بقعة معينة من الارض يرتبط به الانسان و يمد جذوره في الاعماق , ويكن له الحب ويضحي من اجله ويناضل و يفتخر وهو العنوان والاسم والهوية والاهل انه الوطن , والوطن لا يمكن بيعه او التنازل عنه , وكلما ابتعد الانسان منه وقضى سنوات العمر يزداد شوقاً وتقديراً .

الاديان السماوية دعت الى حب الوطن والتضحية من اجله في الدفاع عنه بالدعاء له من كل مكروه وتهديد منها الاية القرانية الكريمة (رب اجعل هذا البلد آمناً ..) وعلينا ان نعمل في سبيل اسعاد اهله و نحميهم من كل ما يعكر صفوة الحياة فيه و نتوكل على الله رب العالمين، لأن الجوارح تعمل و القلوب تتوكل .

للطاعونات تاريخ طويل ومتكرر وحصدت آلاف من الارواح في القديم لقلة الخدمات الصحية، و هذا لا يعني عدم ظهورها في زماننا بحجة التطور والاستكشافات الطبية المستمرة بشكل يومي , آخر هذه الوباءات فايروس كورونا الذي ظهر في مدينة ووهان في الصين وانتشر, ويوماً بعد يوم تزداد اعداد المصابين بها وبات الشغل الشاغل لكل العالم وطغت على كل الاحداث واختلقت الاراء حول اسباب الظهور وما يؤول اليه في الاخير ومن هو المستفيد والخاسر منه .

بحكم موقع كوردستاننا الحبيبة و قربها من ايران الذي اصابه الفايروس حتى العظم و اعلن ان جميع الاقاليم قد اصابها، و على الرغم من الاجراءات الصحيحة المتشددة التي اتخدتها حكومة الاقليم في المنافذ الحدودية والداخل و لا تزال مستمرة إلا ان الشعب قد اصيب بالصدمة لدور الاعلام السلبي احياناً والتركيز عليه و تكرار الاعلان عن الاحصاءات و الاجتماعات الحكومية في اعلى المستويات .

بظهور فايروس كورونا نزداد ايماناً بقضاء الله و قدره و قدرته على قول كن فيكون و بنظرتنا الانسانية المتواضعة، فأنه مكروه و عسانا ان نكره شيئاً وهو خير لنا , فالفايروس لا يميز بين ابناء الشعب هو من الابيض او الاسود , طويل او قصير, غني او فقير , ومسؤل او مواطن عادي, من هذا الحزب او ذاك، يميناً او يساراً فالكل امامه سواسية كاسنان المشط , و ان الاجراءات الصحية المتخذة مع المشبوهين بالاصابة هي نفسها مع الجميع دون زياده او نقصان , و هذا يدفعنا الى وحدة الصفوف على المستوى الشعبي والسياسي والحكومي , حقاً بعد ظهور الفايروس تم وضع كل الخلافات الحزبية جانباً لان الخطر القادم لا يملك اسماء معينة او آلوان محددة لأصابتهم بل الانسان الكوردستاني هو الهدف وهو الضحية .

ان وحدة المواقف السياسية و الصف الشعبي مطلوب ومهم، لدرء الاخطار و تجاوز المراحل الحرجة و لكن يبدو و للأسف نقول هذا , بأن العوامل و الاخطار الخارجية التي تهدد وجود كوردستان توحد صفوفنا و ما إن زالت تلك الاخطار و تبدأ الخلافات الداخلية بالبروز و لنا في داعش الارهابي و هجومه على كوردستان و ظهور الفايروس كورونا خير دليلان على ما نقول عسى ان نأخذ منهما الدروس و العبر .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here