بعد تحرير العراق هل ربحت المرأة أم خسرت

هناك سؤال يجب طرحه على أنفسنا ويجب الإجابة عليه بموضوعية وعقلانية هل تحرير العراق في 9-4 -2003 في صالح المرأة أنا من وجهت نظري الخاصة انه في صالح المرأة حيث هيأ الظروف الملائمة لتحرك المرأة وتحقيق آمالها وأحلامها والقضاء على معاناتها وآلامها لا شك أن الأمر ليس سهل فهناك عراقيل وعثرات وهذا يتطلب من المرأة التي تتقدم مسيرة المرأة ان تكون متسلحة بالحكمة والشجاعة والقدرة على المواجهة والتحدي بوعي مدرك لكل النتائج وفق خطة موضوعة مسبقا منطلقة من واقع المجتمع الايجابي من قيمه الإنسانية الثابتة لا تتضارب معها بل تنطلق منها من ايجابياتها

لا شك ان العراق بشكل عام اقرب الى الديمقراطية والتعددية الفكرية هناك دستور ومؤسسات دستورية وهناك انتخابات ومن حق كل عراقي سواء كان رجل او امرأة ان يرشح لاي منصب ويختار المرشح الذي يراه لتشكيل

أعضاء البرلمان الذي يختار الحكومة ومن حقه يحاسبها اذا قصرت ويقيلها اذا عجزت عن انجاز مهمتها

كما لكل محافظة حكومة مختارة من قبل أبنائها تدير شؤونها الإدارية بل لكل حي مجلس بلدي مختار من قبل أبناء الحي يدير شؤونه الإدارية لا شك أنها حالة فريدة لا ينالها الا ذو حظ عظيم لكن المشكلة نحن دون مستواها وغير مهيئين لاستخدامها وفي هذه الحالة تكون نتائجها غير صحيحة بل أكثر سوءا في بعض الأحيان من حكم الطاغية وزمرته وهذا يتوقف بالدرجة الاولى على الجهات على القوى الديمقراطية على الشخصيات الديمقراطية الحرة

ان تتوحد وتضع خطة واحدة تستهدف رفع مستوى الشعب والتحرك بموجبها لرفع مستوى الشعب ليكون مهيأ للمرحلة الديمقراطية ومؤسساتها بعد التخلي عن قيم العبودية وحكم الفرد الواحد والرأي الواحد والحزب الواحد واذا قال صدام قال العراق

المؤسف ان المرأة العراقية لم تأخذ زمام المبادرة وتتقدم المسيرة مطالبة بحقوقها وتضح الحلول المناسبة لمعاناتها وإزالة ما يواجه مسيرتها من عراقيل وموانع وفي نفس الوقت تطلب من يؤيدها ويساندها ان يقف ورائها ولا تسمح له السير أمامها ولا يسمح له بالتكلم بالنيابة عنها بل عليه ان يردد ما تقوله

لا أنكر ان العراقي بعد تحريره تمتع ببعض الحرية و أصبح قادر على التعبير عن وجهة نظره عن معاناته عن طموحاته عما يريد وعما لا يريد حسب مستوى وعيه وفهمه ومعاناته وطموحاته وهذه الحالة أحدثت تضارب وتصارع في ما يطرح من وجهات نظر ورغبات مما أدى الى حالة الفوضى التي نعيشها وبالتالي أدى الى التخلي عن الدستور والمؤسسات الدستورية والعودة الى الأحكام والأعراف العشائرية مما اضعف وشل حركة المرأة وأصبحت جزء من الوضع السياسي من الأحزاب السياسية و أصبح وجودها مجرد ديكور يجمل وجه تلك الأحزاب ليس إلآ

لهذا على المرأة العراقية الحرة الواعية التي تريد تغيير حال المرأة تخلق لها تيار جبهة مستقلة عن كل حزب ومن يؤيدها ان يكون خلفها لا أمامها وتكون مهمتها الرئيسية هي دعم وترسيخ الديمقراطية كما يجب عليها ان تنطلق من واقع المجتمع ومن قيمه الثابتة اي لا يجوز التعارض التصادم معها

المعروف جيدا ان المشكلة التي تواجه المرأة العراقية هي العلم والعمل لهذا على المنظمات الخاصة بالمرأة ان تتوجه أولا لتعليم المراة وعمل المرأة لأن العلم والعمل هما اللذان يمنحان للإنسان إنسانيته وخاصة بالنسبة للمراة

كما ان تعلم المرأة وعملها يزيل 90 بالمائة من السلبيات والعادات والتقاليد والأعراف البالية المتوارثة التي تنال من إنسانية المرأة وهذا لا يحدث بتوزيع المنشورات والعبارات المزوقة والكلمات المنمقة بل يتطلب من المنظمات النسائية ان تنزل الى المرأة الى مستواها وتعيش أفراحها وأحزانها وكل مناسباتها الإجتماعية والدينية

وحتى الشخصية وتنطلق في رفع مستواها من قيمها الايجابية خاصة في التعليم والعمل

لكن مع شديد الأسف ان المرأة وخاصة التي تدعي انها تمثل المرأة وتدافع عن حقوقها لم تكن بمستوى المرحلة فالكثير منها أصبحت في خدمة الطبقة السياسية وتخلت عن المرأة ومعاناتها وقسم قليل منهن خرجن على قيم المجتمع بكامله ورفضن كل ثوابت المجتمع وكانت هذه المجموعة السبب الذي منع اي تمدد لحركة المرأة واتساعها وتطورها بل أدت الى ضعف الحركة المدنية العلمانية في العراق فكانت اكثر رفضا للأخر من داعش الوهابية

حتى أصبحت علامة المدني العلماني هو السخرية من المتدين والمتدينين و السخرية بعقائدهم والدعوة العلنية الى القضاء على كل من يؤمن بدين بعقيدة

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here