مع الشيعة في مصر (2)،

الدكتور صالح احمد الورداني
—————
كان السبب الأساس في القبض علينا عام 88 يعود الى غباء بعض الشيعة..
وعدم احترامهم أهل الخبرة والسبق في مجال الدعوة..
وما سمى بالتنظيم الشيعي ارتبط بشخص وفد علينا من المانيا كان يدرس الطب هناك..
وهو من عائلة ثرية وتسيطر عليه عقدة الكلام والسيطرة..
اى يتكلم بلغة القوى الواثق من نفسه والمستمع يجب أن يكون تلميذا في حضرته..
ولم يكن يملك الخبرة والوعى بالساحة المصرية..
وكان أن اصطدم بنا وقرر أن يعمل وحده..
وجمع حوله بعض الشيعة وأخذ يجتمع بهم في بيته..
وكان من بين المجتمعين عنده مرشد للأمن يتابع هذه الاجتماعات ويبلغ عن اسماء المشاركين فيها..
والطريف أنه كان يمد هذا المرشد بالمال من أجل الدعوة وقد حصل منه على الاف الجنيهات..
وحدث ان مرض القائم بالأعمال الإيراني فاستدعوه لعلاجه
وتم تصويره أثناء دخوله وخروجه من السفارة الإيرانية..
وقد تم القبض عليه قبلنا ومعه مجموعته عدا مرشد الأمن بالطبع..
ثم قبض علينا بعده..
وكان التركيز عليه واعتبروه زعيم التنظيم بينما اعتبرنا نحن بمثابة ملحق للقضية..
إلا أن جهاز الأمن اخترع لى تهمة كانت الأولى من نوعها وهى تهمة الرشوه الدولية..
وتصدرت هذه التهمة الصفحة الاولى لجريدة الاخبار بعد القبض علينا..
وهذه التهمة قامت على أساس أننى المسئول عن دار البداية التى اعتبروها تمول من إيران..
وأثناء التحقيقات أتعبنا كثيراً زعيم هذا التنظيم الوهمي..
وسببت اعترافاته علينا حرجا كبيرا..
ولم يكن يستمع لنصح أحد..
والعجيب أنه تم إخلاء سبيله قبلنا..
وبعد خروجه أصيب بالإحباط فاتجه للعمل في ليبيا ثم انتقل منها لسوريا..
ومن سوريا اتجه لقم واستقر بأسرته هناك..
وانتمى للحوزة ودرس على يد الحيدرى..
وأصبح من أصحاب العمائم المستحقين للجنسية الإيرانية نظرا لطول إقامته فيها..
وقد حصل ولده الذي أنجبه هناك على الجنسية وكذلك ابنتيه بعد أن تزوجتا بإيرانيين..
بعد ذلك دخلنا في مواجهة مع شخص آخر يدعى الضرغامي كان قد انشق عن جمعية ال البيت في فترة السبعينيات ودخل في صدام مع السيد طالب الرفاعي..
وهو نوبي اسود من أولئك الذين ينتسبون للأشراف ويدعون أنهم من سلالة المهدى في جنوب مصر وعددهم كبير..
وتلك قصة أخرى..
وكان بعض الشيعة العراقيين قد تركوا لديه الكثير من الكتب على سبيل الأمانة سنوات طريلة..
وكنا في أمس الحاجة لهذه الكتب..
وحاولنا مرات عديدة الحصول على هذا الكتب منه دون جدوى..
ولما شرعنا في تأسيس دار الهدف بمشاركة أحد الشيعة – وكان اعرجا- إذ به يطلب مشاركتنا في الدار بما يملك من كتب..
ووجدتها فرصة لاستنقاذ هذه الكتب منه..
ولما تسلمنا هذه الكتب وجدنا معظمها تالف بسبب سوء التخزين وبسبب الفئران والحشرات..
لكنه وجد أن نشاط الدار غير ربحي ولم يحقق مراده بتثبيت قدمه فيها فسعى للوقيعة بيني وبين شريكى..
ونجع في ذلك وتم فض الشركة واسترد الكتب..
وطالبني شريكي بمستحقاته المالية..
ووقعت الخسارة على أم رأسي..
إلا أنني ربحت رخصة رسمية للنشر والاعلام باسمي..
وحاولا سوياً ان يقيما دارا للنشر وفشلا..
وحدث أن ذهبا للعمرة سويا فوجد الشريك السابق مسبحة ملقاة في ارض الحرم فأخذها..
وعندما عاد لمصر وأخذ يسبح بها تصور أن المهدي يظهر له ويخاطبه..
وتكرر معه هذا الأمر وإذ به يعلن أنه وكيل المهدي في مصر..
وانطلق يطرق أبواب الشيعة يطلب منهم البيعة..
وطاف على الجميع فصدوه ومنهم الضرغامي..
ولم يأتني لكنه ذهب للراحل الدمرداش العقالي بمكتبه..
ولما زرت الدمرداش أخبرنى بأن صاحبنا جاءه وطلب منه البيعة..
فقلت له : وبماذا أجبته..؟
قال ضاحكا: قلت له كيف للمهدي الذي سوف يرفع راية الجهاد أن يستعين بأعرج وقد قال الله في كتابه ( ليس على الأعرج حرج)
وحدثت القطيعة بين هذا الدعي والشيعة واعتزل في بيته وأصيب بحالة اكتئاب..
وأودع مصحة نفسيه ثم توفاه الله..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here