هل حقاً أميركا وراء الفايروس ( كورونا ) ؟

الأحد الماضي حضرت مجلس عزاء ، ومثلما معلوم أن الوباء

كورونا أصبح في صدارة الصحف وعلى شاشات التلفزيون وفي

مواقع التواصل الإجتماعي ، وغدا الشغل الشاغل للعالم باسره ،

وأصبح الخوف من المجهول والإفتقار ألى الدواء الناجع الشافي

فأثار الخوف والهلع وتضخيم المشكلة بأكثر من حجمها الحقيقي ،

فكان الحديث عن الفايروس كورونا هو المتصدر في مجلس العزاء

وإتهم البعض أميركا واسرائيل بإختراعه ، فأين الحقيقة ؟

فقد تراجع النمو العالمي 1% وستكون خسائر العالم 7-2 ترليون

هذا العام ، مما دفع صندوق النقد الدولي لتقديم 50 مليار دولار

لدعم الدول المتأثرة .

الحقيقة أن حوادث السير في العالم تقتل سنوياً اضعاف ضحايا

كورونا ، وكذلك المخدرات ، والإنفلونزا .

الحرب السورية حصدت مئات الآلاف ، وضحايا المظاهرات

في إيران التي قتلتهم السلطات ، وضحايا مدينة حلبجة التي قصفها

صدام بالأسلحة الكيميائية وحرب اليمن ، حصدت أكثر من ضحايا

الوباء ( كورونا ) بأضعاف ، كل على إنفراد .

ولم يحض حدث عالمي بإهتمام الإعلام والحكومات مثلما فعل

( كورونا ) ، ونتذكر ازمة الصواريخ الكوبية ، وإنهيار جدار

برلين و11 سبتمبر وغيرها … اثارت خوف العالم ولكن سرعان

ما تأقلم العالم مع الحدث وتمّ نسيانه . وفي هذا الوقت بالذات والعالم

بكل ما توصل إليه من تقدم ، حيث بنت الصين مستشفى في ثمانية

أيام يسع لألف سرير لمواجهة الأزمة ، ولكن لا زال الخوف من

المجهول والبحث عن الدواء الشافي على قدم وساق ، ولم يتوصل

العلماء إلى الدواء الذي يشفي الغليل .

وعودة على عنوان المقال : هل أميركا وراء فلم الرعب الحالي

وهي من دبرت وإخترعت الفايروس لضرب الإقتصاد الصيني ؟

هذا ما قاله بعض الحضور في مجلس العزاء الذي حضرته .

الحقيقة المرّة إننا تعوّدنا على إتهام أميركا واسرائيل كلما تعرض

العالم إلى أزمة ، وأصبحتا الشماعة التي نعلق عليها خيباتنا وفشلنا

فهل حقاً الإدعاء صحيح ؟

إن كل من إشتمّ رائحة العقل وكل حاذق حصيف يعتبر هذا الإتهام

سخيفا وهراء ، لأن ببساطة النار تحرق الأخضر واليابس والكل متضرر

وهوأقل فتكاً من سارس ولكن إنتشاره أسرع وتأثيره أكثر على المسنين

وقليلي المناعة ، ومن لهم أمراض أخرى مزمنة ، كما يقول العلماء

المختصين ، وقد تجاوز عدد المصابين المائة الف والمتوفين أكثر من

ثلاثة الاف ، وأكثر الدول المتأثرة هي الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا

وإيران ، وقد وصل إلى حوالي 90 دولة لحد الان .

صحيح أن مصدر الوباء من الصين كما كان ( سارس ) أيضاً حتى

أصبحت الملامح الصينية مصدر رعب والآسيويون عرضة

للنبذ والمهزلة والتنكيت .

واصبحت مواقع التواصل الإجتماعي نقمة بدل أن تكون نعمة ،

فبعض الحمقى أصبحوا يكتبون في مختلف القضايا دون رقيب كما

يكتب الفائز بجائزة نوبل ، وكل يدلو بدلوه ، و يبقى الوباء تكتنفه

الأسرار والأقاويل والتهويلات والتخويف والترهيب ، وإتهام أميركا

واسرائيل قائماً ، ولا زال المصل الواقي مجهولاً ، والله يحمي البشرية

من هذا الوباء اللعين ، قولوا معي آمين .

منصور سناطي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here