هل الحماقة وراثة

لا شك ان تحرير العراق على يد القوات الانكليزية من ظلام وعبودية ال عثمان في بداية القرن العشرين انه شبيه بتحرير العراق على يد القوات الأمريكية من ظلام وعبودية صدام وزمرته يعني كان بدايته في صالح العراق ونهايته خلاف ذلك لكن حماقة قادة الشيعة ضيعت الفرصة فهل يضيع أحفادهم الفرصة الثانية التي هيئتها أمريكا هل الحماقة تنتقل بالوراثة

هذا لا يعني ان الحكومة الانكليزية التي حررت العراق والعراقيين من عبودية وظلام ووحشية خلافة ال عثمان في بداية القرن العشرين وان الحكومة الأمريكية التي حررت العراق والعراقيين من ظلام ووحشية وعبودية صدام وزمرته الفاسدة في بداية القرن الحادي والعشرين ليس لهما مطامع ومنافع خاصة كما أنهما ليست جمعيات خيرية تعمل لوجه الله لا تريد جزاءا ولا شكورا تريد رضا الله ودخول الجنة لا اعتقد إنهما يفكران بمثل هذا التفكير بل ان المصالح الخاصة بهما هي

التي دفعت الإنكليز الى تحرير العراق من احتلال ال عثمان ودفعت الأمريكان الى تحرير العراق من احتلال أعراب الصحراء صدام وزمرته ومع ذلك فان للحكومة الإنكليزية خطة وبرنامج منحت الانسان العراقي الحرية التي جعلته يشعر انه انسان وانه عراقي وهذا ما فعلته الحكومة الأمريكية بعد تحرير العراق من صدام وزمرته المتوحشة

لكن الإنكليز غيروا في نواياهم التي جاءوا بها مثلا كانوا يأملون بناء عراق حق اي عراق لكل العراقيين الجميع متساوون في الحقوق والواجبات لكنهم غيروا في خطتهم وشيدوا عراق باطل اي طبقوا سياسة الاحتلال الظلامي العثماني التي كانت ترفض التعامل مع الشيعة كبشر وكانت لا تثق بهم بل أتت بخدم ال عثمان ليحكموا العراق وهكذا طبقوا نفس السياسة العنصرية الطائفية الوحشية التي كانت تطبقها دولة ال عثمان حيث ابعدوا الشيعة عن المشاركة في الحكم بحيث لم

يشترك اي شيعي في اول حكومة تشكلت بعد تحرير العراق رغم ان عدد الشيعة أكثر من ثلثي نفوس العراق ومنعوا من الشيعة من دخول المدارس والمعاهد العسكرية الا بعد ثورة 14 تموز الخالدة بقيادة الزعيم الإنسان عبد الكريم قاسم

حاول الزعيم عبد الكريم قاسم فتح الأبواب امام كل العراقيين شيعة كرد ويؤكد على مساواة العراقيين في الحقوق والواجبات مما اغضب أعداء العراق ال سعود وبدو الصحراء الذين تستروا بالقومجية والغريب نرى بدا تحالف وتعاون بين القومجية الكردية بدو الجيل والقومجية العربية بدو الصحراء لإسقاط ثورة 14 تموز وذبح زعيمها وأهلها

في يوم أسود هو يوم 8شباط عام 1963 ودخل العراق في الظلمات في نار جهنم ومنذ ذلك اليوم وكلما حاول العراقيون الخروج من بحر الظلمات من نار جهنم تحركت نفس تلك الجهات الدول القوى ومنعت العراقيين الأحرار من تحرير العراق ومنعهم من إنقاذ أنفسهم

انا لا أتهم الحكومة الانكليزية في بناء عراق الباطل بل السبب في ذلك هم بعض قادة الشيعة رجال الدين شيوخ العشائر الذين ينطلقون من مصالحهم الخاصة وعدم فهمهم للدين الإسلامي للتشيع الذي يرى في العدل هو جوهر التشيع الإسلام كان المفروض ان يقفوا ضد أعداء الإسلام المتمثلة بالخلافة العثمانية الظلامية لكنهم وقفوا ضد ألإنكليز مساندين قوى العبودية أعداء الحياة والانسان وهذه هي الحماقة والرعونة مما دفع الحكومة الإنكليزية الى بناء عراق على باطل وقيل ما بني على باطل فكل ما فيه باطل حيث ابعد الشيعة عن المشاركة في الحكم واعتبروا مواطنين من الدرجة العاشرة وبمرور الزمن ترسخ هذا الكيان و أصبح تغييره صعب جدا بل أصبح مجرد التفكير الدعوة الى تغييره كفر يستحق الإعدام تهجيره طرده لانه غير عراقي

صفوي إيراني وحاول الطاغية صدام استخدام سياسة معاوية بدعم وتمويل من قبل ال سعود حيث رفع شعار لا شيعة بعد اليوم

حيث أعلن بشكل واضح وصريح ان الشيعة لا يثق بهم فأنهم عملاء وخونة لا يملكون شرف ولا كرامة يزنون بمحارمهم وقال ان جده اي جدا صدام أتى بهم أسرى و أسكنهم في جنوب العراق واذا هناك شيعي من ضمن عبيد وخدم صدام يعني انه باع شرفه وكرامته كما يقول البعثي المعروف صلاح عمر العلي ومجموعته ( العراقي فقد شرفه في زمن صدام) ما يتعرض له الشيعة من ذبح وطرد واعتقال وإذلال على يد أعداء العراق ال سعود وكلابهم وبناء عراق على باطل وما بني على باطل كل ما ينتجه باطل وراءه جريمة العشرين التي سميت ظلما ثورة العشرين

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here