مع الشيعة في مصر(4)،

الدكتور صالح احمد الورداني
————–
اتصل بى اكبر أبناء الشيخ محمود ابو ريه – رحمه الله- وهو في الثمانين من العمر وكان قد فقد سمعه..
ودعاني لزيارته في بيته وطلب منى أن أحضر له معى كتاب معالم المدرستين..
وأبو ريه صاحب كتاب أضواء على السنة المحمدية وكتاب أبو هريرة شيخ المضيرة..
وكان سبب طلبه مقابلتي يتعلق بكتاب أضواء على السنة..
وهذا الكتاب يطبع في مصر من قبل دار المعارف الحكومية بعقد دائم منذ وفاة الشيخ ابو رية عام 1970م..
إلا أن دار المعارف تعرضت لضغوط من قبل الازهر واستسلمت لهذه الضغوط وقررت وقف طبع الكتاب..
وعرض علي أن اتولى طبع الكتاب ونشره..
وكان جوابي هو أن هذا الكتاب طبع كثيرا في مصر والخارج ورغم ذلك لا مانع لدي ان اتولى طبعه ونشره لكن المشكلة ان امكانياتى ضعيفة ولا أقدر على توفير تكلفة طبعه ونشره..
إلا أن الغريب أن دار المعارف اتصلت بأسرة أبي ريه وأخبرتهم انها سوف تقوم بطباعة الكتاب من جديد..
وكنت في زيارة الدكتور فهمى الشناوى – رحمه الله- في عيادته الطبية في القاهرة..
وهو استاذ متخصص في المسالك البولية وقد عمل في العراق لفترة..
ولم يكن الشناوى مجرد طبيب بل كان كاتبا بارزا..
وكان ينشر مقالاته في مجلة المختار الاسلامي الشهرية بالقاهرة..
وهو من المدافعين عن الجمهورية الاسلامية ويدعى دائما الى ايران للمشاركة في مؤتمراتها..
وقد تم القبض عليه مع الشيعة عام 89..
وكانت تهمته معالجة الخميني حيث سافر سرا الى لندن ومنها الى طهران لهذه المهمة العلاجية..
وأخبرنى الشناوى أثناء زيارته أن صحفي من مجلة روز اليوسف اتصل به واخبره ان المجلة تنوي عمل تحقيق عن الشيعة في مصر..
وطلب منه المساعدة..
وقد أخبرته أنه لا يصلح لهذه المهمة سواك..
وكانت تلك هى المرة الأولى التي يكتب فيها عن الشيعة في مصر..
وهى تعد أول ظهور إعلامي لهم..
وكان ذلك في عام 1991م ..
والتقيت بالصحفي الموكل اليه هذه المهمة وكان مغمورا وقتها وأصبح مشهورا بعدها بعد أن تخصص في رصد الواقع الشيعي في مصر..
وهو نفس الصحفي الذي تولى نشر مقالة شبكات زواج المتعة فيما بعد الذي أشرنا اليه في الحلقة السابقة..
وأخذت هذا الصحفي وتجولت به في المحافظات والتقى بالعديد من الشيعة ومنهم الدمرداش العقالي..
ومن باب الامانة لم أحجب عنه الضرغامي ولا غيره من خصومي..
لقد كنت اعتقد – وأوصلت هذا الكلام للأمن- أن الشيعة في مصر ليسو تنظيما سريا..
وليس هناك أي مبرر للنزول بهم تحت الارض..
وهذا التصور كان مرفوضا من قبل البعض الذين كانوا يفكرون بعقل الجماعات الاسلامية التي كانوا ينتمون لها قبل اتجاههم للتشيع..
وتم نشر التحقيق مصورا..
وكان موضوع الغلاف الشيعة في مصر..
وأحدث ضجة كبيرة..
وارتفعت مبيعات المجلة الى ارقام كبيرة لم تكن في الحسبان..
وسافرت بعد ذلك لإيران وذهبت الى قم للقاء الشيرازي من باب براءة الذمة..
ووجدت أحد رجال الشرطة جالسا على بابه..
والتقيت به على انفراد..
وقلت له بالحرف الواحد : إن ما وصلك من معلومات عن وكيلك في مصر غير صحيحة ، وأنه لا يصح أن يكون وكيلك شخصية مشبوهة وغير مقبولة من الشيعة..
ولم ينطق الشيرازي بكلمة واحدة وكل ما فعله هو أن نهض من مجلسه وتركني..
أما الشخص المشبوه الذي كان مع الضرغامى في رحلته لسوريا وتحالف معه فقد كان عميلا للأمن..
واتهم بالتجسس على الجماعات وعلى الشيعة..
وكان يعمل في احدى المطاعم الصغيرة بميدان التحرير..
وفي الوقت نفسه يقوم بالخدمة في مسجد صغير خلف الميدان..
ويؤم الناس بالصلاة ويتولى خطبة الجمعة احيانا..
وكنت أصفه بالمنافق عليم اللسان..
فقد كان يحسن الكلام ويبكى وهو يخطب على المنبر..
وكان العوام يسمونه الشيخ رجب..
وقد قام الضرغامي ورجب بالنصب على شخصية شيعية وهو رجل أعمال سعودى وحصلا منه على مبلغ كبير من المال من أجل إقامة بعض المشروعات..
كما حصلا على أموال من آخرين..
ولما اكتشفت حقيقتهما من قبل هؤلاء استنجدوا بنا ولكن بعد فوات الآوان..
والطريف – وكم بك يامصر من المضحكات- أن رجب هذا أصبح عضوا في مجلس الشعب..
وكان آخر ظهور له فيما سمى بوقعة الجمل في ميدان التحرير أثناء التظاهرات ضد اللامبارك..
وقبض عليه فيما بعد وقدم للمحاكمة ثم أخلى سبيله..
وحاول ترشيح نفسه مرة اخرى وفشل..
إلا أنه أصبح من رجال الأعمال الأثرياء..
وفي تلك الفترة كان هناك نشاط شيعي في مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية..
وكنت دائم التواصل مع الشيعة هناك وأمدهم بالكتب..
وكان كبيرهم من خصوم الضرغامي وهو الذي أبلغ مجلة روز اليوسف بموضوع زواج المتعة..
وسبق له ان عمل في الجيش وحصل على تقاعد بسبب مرضه..
وحدث أن وقع في يده كتاب الحدائق الناضرة للبحراني وهو اخباري كما هو معروف..
ولما قرأ مقدمة الكتاب انقلب على الشيعة وحاربهم..
وأخذا يدعو لمذهب البحراني ..
ولم يكن لهذا الغبي علم لا بالإخباريين ولا بالأصوليين..
ثم قرر التخلص من جميع الكتب التي أمددناه بها وهى مكتبة كبيرة..
وبلغنى أنه أحرقها والقاها في احد مصارف المياه العفنة..
وأخذ يبعث برسائل للمراجع والمؤسسات يبلغهم فيها بدعوته..
والعجيب أنه كان لا يجيد الكتابة ولا حتى الكلام..
وقد تم القبض عليه مع شقيقه في التنظيم الشيعي الثالث الذي ضم حسن شحاته عام 96..
وتوفي من بضع سنين..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here