عن أية هيبة دولة تتحدثون إذا كنتم أول الخارقين لها و مستخفين بوجودها ؟! 

بقلم مهدي قاسم

أكثر إثارة لسخرية و مهزلة  بل لصلافة وصفاقة أيضا ، أن يتحدث عن هيبة الدولة و بآلضبط أولئك الساسة وزعماء الزمن  العراقي الردئ و أمراء الحرب من زعماء ميليشيات بلطجية الذين شيدوا دولتهم العميقة على حساب زعزعة و ضياع  الدولة العراقية ، والاستخفاف بهيبتها إلى اقصى حد ممكن ، و الذين فوق ذلك جيّروا السيادة والكرامة العراقية لمطامع النظام الإيراني  وبسط هيمنته الكاملة على العراق ، و هذه الحقيقة وحدها تكفي ليخرس هؤلاء الخونة والعملاء ، و يكفوا عن الحديث عن هيبة الدولة العراقية كذبا ونفاقا وتضليلا و دجلا  بغية الضحك على ذقون قطعان عبيدهم من المصوتين لهم ، والذين لم يكتفوا بأن نهبوا و فرهدوا ثروات العراق الطائلة والهائلة ، تحت ذريعة كون ” صاحبها أو مالكها مجهول  ” ؟!!! في أقذر ذريعة مضحكة ووقحة من قبل أحزاب الإسلام السياسي الشيعي ــ والسني ــ لتبرير عمليات السرقات اللصوصية المنظمة والمتواصلة حتى هذه اللحظة ، إنما أصبح العراق عبارة عن دكاكين و دويلات  متسلطة و منفلتة ، تكوّنت في كل ركن وزاوية أو شارع خلفي في معظم مناطق العراق تتحكم بها هذه الميليشيا ” المقدسة ” أم تلك المدنّسة بالإجرام و البلطجيات .بحسب الكيف والمزاج المتقلبين يتميز بهما زعماء عصابات المافيا .

ومن ثم لو كنتم تحترمون هيبة الدولة وسيادة الوطن  حقا و فعلا لما رضيتم أن تكونوا أذرعة النظام الإيراني الضاربة في العراق و تنفيذ أوامره و خططه و أهدافه ،  ومن ثم جعل من العراق ساحة صراع شديد ومرير لتحقيق مصالح وبسط النفوذ بين النظام الإيراني و الأمريكي في العراق خاصة والمنطقة عامة ،  ليجري كل ذلك على حساب مصالح العراق الحيوية والعليا ومعاناة شعبه المعذب ..

لذا فلا يحق لفاسد لص لوعميل أم خائن ” عراقي”  ارتضى لنفسه أن يكون ذيلا خسيسا أو مخلبا دمويا  للمطامع الأجنبية في العراق ، وهو في سبيل تنفيذ ذلك  يقتل أبناء شعبه المطالبين بالخبز والعمل والسيادة الوطنية الحرة ، فيقتلهم بكل قسوة وحشية لينال رضا سيده الأكبر  !..

ومن ثم إذا  لم تقم إحدى ميليشياتهم الإيرانية بقصف القواعد العسكرية مرارا و تكرارا  ــ حيث التواجد الأمريكي ــ بهدف قتل عدد من جنودها لما ردت الإدارة الأمريكية بقصف شديد انتقاما لأرواح جنودها ، علما إن هذه الميليشيات تعلم جيدا أن ترمب لن يسكت عن أي اعتداء يطال جنوده في العراق والذين تواجدوا حسب الاتفاقيات المبرمة مع  الحكومات العراقية السابقة ..

هذا دون أن نذكر أنه لو لا أمريكا وغزوها للعراق لكنتم لا زلتم تتسكعون في شوارع طهران ودمشق ولندن وغيرها بحثا عن لقمة خبز  سواء صدقة أو عطفا ..

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here